IMLebanon

لملمة الشمل الوزاري: تفاهم على مخرج للنفايات .. وتبريد على «جبهة الغذاء»

لملمة الشمل الوزاري: تفاهم على مخرج للنفايات .. وتبريد على «جبهة الغذاء»

أضرار العاصفة بمليارات الليرات و«السرايا» على محك الجلسة-2 بين المستقبل وحزب الله

عبدت الاتصالات الطريق امام جلسة هادئة لمجلس الوزراء اليوم، ما لم تحدث مفاجآت ليست في الحسبان، وأن كانت المعلومات تُشير إلى ان اللقاءات والاتصالات التي جرت خلال الـ48 ساعة الماضية انتجت ما يشبه التفاهم في ما خص ملف النفايات الصلبة بين وزير البيئة محمد المشنوق ووزراء الكتائب، حيث أكّد الوزير آلان حكيم لـ«اللواء» انه تمّ التوصّل إلى مسودة مشتركة بين الفريقين ستكون محور نقاش داخل مجلس الوزراء.

اما في ما يتعلق بالسجال بينه وبين وزير الصحة وائل أبو فاعور فإن مصدراً وزارياً، أبلغ «اللواء» ان السجال بينهما انتهى من الناحية الشخصية، وأن وزير التربية الياس بوصعب لعب دوراً في ترطيب الأجواء بين الجانبين على خلفية ملف الأمن الغذائي، وانه يسعى لجمعهما قبل مجلس الوزراء أو على هامشه، فيما توقع وزير العمل سجعان قزي الذي ساهم بدوره في جمع الوزير المشنوق بوزراء الكتائب في البيت المركزي في الصيفي، ان يعقد اجتماع آخر لوزراء الكتائب قبل الجلسة برئاسة الرئيس أمين الجميل لإقرار الصيغة النهائية للتفاهم مع وزير البيئة، انطلاقاً من تعديل دفتر الشروط.

ولفت الوزير حكيم إلى ان الوزير المشنوق أبدى إيجابية تامة حيال هذه المسودة التي أخذت مجمل ملاحظات الحزب لناحية تقسيم المناطق الخدماتية وموقع المطامر وتحديد مُـدّة العقود لجهة الكنس والجمع بالإضافة إلى دفتر الشروط للوصول إلى مناقصة سليمة.

وكشف عن خلوة عقدت في وزارة البيئة بين تقنيين من الوزارة ووفد من الكتائب برئاسة النائب سامي الجميل خلصت إلى المسودة المشتركة.

وستحضر تداعيات العاصفة الثلجية «زينة» التي ما زالت تضرب لبنان، على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال، في ضوء المعلومات التي تجمعت لدى وزير الاشغال العامة غازي زعيتر، والجهود التي تبذلها القوى الأمنية والبلديات وفرق الدفاع المدني في معالجة التداعيات، وما خلفته من اضرار في الممتلكات أو الأرواح، حيث سيكلف مجلس الوزراء الهيئة العليا للاغاثة احصاء الاضرار لرصد ما يلزم من أموال للتعويض على المتضررين والتي قدرت بمليارات الليرات.

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ترأس اجتماعاً طارئاً للجنة الوطنية لمواجهة الكوارث والأزمات، في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمّد خير للبحث في تداعيات العاصفة والإجراءات المتخذة لمواجهة الاضرار الناتجة عنها، وأعطى توجيهاته بضرورة استنفار كل أجهزة الدولة لتأمين حسن سير العمل في المرافق الحيوية، مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بمخيمات النازحين السوريين وتأمين المساعدات لمطلوبة لهم لمواجهة اضرار العاصفة، خصوصاً وانها كانت تسببت في موت ثلاثة نازحين بينهم طفل.

الإجراءات الحدودية

 تجدر الإشارة هنا، إلى أن الإجراءات الحدودية التي اتخذتها السلطات اللبنانية للتخفيف من عبء النزوح السوري إلى لبنان، بقيت في صدارة ردود الفعل الدولية ولا سيما الأميركية، فيما ترددت معلومات عن أن قوى 8 آذار تدرس إمكانية تعديل هذه الإجراءات او إعادة النظر فيها، بعد الموقف السلبي من قبل النظام السوري، وحلفائه في لبنان الذين اعتبروها بأنها «عنصرية».

غير أن مصدراً وزارياً أبلغ «اللواء» بأن هذه الإجراءات ينفذها الأمن العام اللبناني، تنفيذاً للقرار السياسي الذي اتخذته الحكومة مجتمعة، وأن التدابير المتخذة هي ترتيبات حدودية تقدم عليها كل الدول على معابرها لتنظيم عمليات الدخول والخروج منها وإليها وأن لبنان يسعى من خلالها إلى تنظيم الدخول السوري وليس اقفال الحدود أو فرض تأشيرات «فيزا» كما تردّد.

وفي هذا السياق، وصفت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الإجراءات الحدودية بأنها «سيادية» بالدرجة الأولى، وتأتي نتيجة تفاقم مشكلة النزوح واستمرار الظلم المتمادي الذي يتعرّض له الشعب السوري، لكنها لاحظت أن «طبيعة هذه الاجراءات هي صيغة متحركة ويمكن إعادة النظر فيها في أي وقت نتيجة التطبيق، وفي ضوء الدروس المستفادة، وهي من صلاحيات السلطات الحكومية المختصة.

ووصفت الكتلة موقف وزارة الخارجية الأميركية وبعض المنظمات الدولية من هذه الاجراءات بأنه «مقلق»، وردت عليه بأن «لبنان لم يحصل الا على النذر اليسير من المساعدات المطلوبة والضرورية أو المقررة لمواجهة ما يتحمله من أعباء بسبب الاعداد الكبيرة من النازحين السوريين، والذين يشكلون ضغطاً كبيراً على اقتصاد لبنان وبنيته الاجتماعية والتحتية»، ودعت الكتلة الدول الغربية والمنظمات إلى ان يتحوّل جهدها إلى ممارسة الضغط اللازم لإنهاء الحرب السورية المدمرة لوقف النزوح السوري الى لبنان وغيره من الدول.

اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فقد لاحظ في مقابلة مع قناة «العربية» أن لبنان قدم للمأساة السورية أكثر ما قدمته الدول العربية والأجنبية مجتمعة، مشيراً إلى أن اضرار النزوح السوري بلغت حدود 15 مليار دولار، حيث جرى استهلاك البنى التحتية في لبنان خلال سنتين ما يمكن استهلاكه على مدى 15 سنة.

وكشف أن نائب وزير الهجرة الكندي أنيتا بيغوزس التي زارته أمس أبلغته بأن كندا قررت استقبال عشرة آلاف نازح سوري، وأنه قال لها بأن هذا العدد يساوي موسم ولادة واحد للأمهات السوريات، وأن العلاج الأفضل هو وقف القتال في سوريا لعودة السوريين الى أرضهم، وهذا أشرف للضمير الإنساني، ولكن أن نتركهم يتشردون دون تلبية احتياجاتهم الإنسانية، فهذا منتهى التوحش.

ثقافة الحوار

 في غضون ذلك، لم تحمل الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية في العام الجديد، والتي تحمل الرقم 17 في تعداد الجلسات المؤجلة، أي جديد، وأرجأها الرئيس نبيه بري الى 28 كانون الثاني الحالي، بانتظار الضوء الأخضر من اللقاءات الجارية على خط تيار «المستقبل» وحزب الله في عين التينة أو المرتقبة بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، حيث كشف الدكتور سمير جعجع أمس بأنه جرى أول تبادل ورقتي عمل بين التيار والقوات وأنه سيتم مناقشة ورقتي العمل للخروج بتصوّر واضح، وبعدها لكل حادث حديث، لافتاً النظر الى أن أي اجتماع بينه وبين العماد ميشال عون لا يمكن أن يتم قبل أن يصبح لدينا شيئاً عملياً نقدمه للرأي العام، معلناً تأييده لما أعلنه عون من أنه يريد الجمهورية قبل الرئاسة.

أما بالنسبة لحوار «المستقبل» و«حزب الله»، فإنه خلافاً للأجواء التي عممها الرئيس بري في لقاء الأربعاء النيابي، بأن ما تحقق في الجلسة الثانية «أكثر من إيجابي»، أوضح مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ «اللواء» أنه حصل في الجلسة تقدّم نسبي في تخفيف التوتر المذهبي من خلال إقرار حزب الله بأن تعمّم الخطة الأمنية على جميع المناطق، مشيراً الى أن الحزب ما يزال يعتبر «سرايا المقاومة» جزءاً من المقاومة، لافتاً النظر الى أن هذه النقطة تحتاج الى بحث في الجلسة الثالثة التي تقرر أن تعقد في 16 الشهر الحالي.

وكانت كتلة «المستقبل» قد أكدت أمس تأييدها لهذا الحوار ولأهدافه في ظل تمسكها الكامل بثوابتها القائمة على إعادة الاعتبار للدولة وبسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، مبدية ترحيبها بخطوات الحوار بين أطراف أخرى (في إشارة الى القوات والتيار العوني) معتبرة أن لبنان لا يمكن أن يتقدّم ويبتعد عن المخاطر إلا عندما تعمّ ثقافة وأجواء الحوار والتواصل بين مكوّناته.