Site icon IMLebanon

الحريري يرفض إدعاءات «أسبوع الإستقالة»

الحريري يرفض إدعاءات «أسبوع الإستقالة»
سأعود خلال يومين.. ومعالجة الأزمة بالتزام «حزب الله» النأي بالنفس
بددّت إطلالة الرئيس سعد الحريري من منزله في الرياض، ليل أمس «الغيوم الداكنة» التي تجمعت في سماء لبنان والمنطقة، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في 4 تشرين الثاني الجاري في المملكة العربية السعودية، وفتحت الباب امام موجة مغايرة لما ساد في الأيام الثمانية الماضية:
1- حملت مقابلة الرئيس الحريري تطميناً بأنه غير محتجز في بمنزله في الرياض، وهو حرّ في تحركاته في المملكة، واضعاً بذلك حداً لما كان تردّد في بيروت، لا سيما في دوائر الرئاسة التي سبق وتحدثت عن «حدّ» من حريته في المملكة.
2- كشف الرئيس ما التبس في ما خص الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، واساسها، وفقاً لما جاء على لسانه «عدم احترام سياسة النأي بالنفس في لبنان.. في إشارة إلى حزب الله».
3- دفع الرئيس الحريري الشك باليقين: سأعود إلى لبنان قريباً جداً، لأقوم بالاجراءات الدستورية اللازمة.. عودتي ستكون قريبة جداً، يومان أو ثلاثة..
4- دحض الرئيس الحريري جملة واسعة من الادعاءات والمزاعم: أنا كتبت بيان الاستقالة بيدي واردت احداث صدمة إيجابية.
5- فتح الرئيس الحريري الباب للتسوية: التراجع عن الاستقالة يبقى مرتبطاً «باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة».
وأردف الرئيس الحريري موضحاً فكرته: لا يمكن ان نكمل في لبنان بطريقة تتدخل فيها إيران بكل هذه الدول العربية، ويكون هناك فريق سياسي يتدخل معها (في إشارة إلى حزب الله)..
6- أنهى الرئيس الحريري في مقابلته كل اللغط، في ما خص علاقته بالمملكة العربية السعودية والقيادة الحالية: إن العلاقة بولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان «ممتازة ومميزة» واللقاءات معه «كانت أكثر من ودّية»، مضيفاً انا اعتبره أخاً لي، وهو يعتبرني أخاً له ودعا الجميع إلى عدم التدخل في هذه العلاقة.
وقال: الملك سلمان هو بمثابة والد لي، مبدياً تفهمه لموقف المملكة، وقال: «قد ما تحب المملكة لبنان ما راح تحبو أكثر من نفسها».. وهذا طبيعي.
7- وفي معرض حديثه عن المخاطر الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان قال الحريري «خلال المرحلة السابقة تحدثت كثيرا مع الجميع أن ما يجري إقليميا هو خطر على لبنان بخاصة أننا نضع أنفسنا في مواقف تعرض لبنان لعقوبات وتعرض لبنان لعواقب اقتصادية».
وأضاف «في مكان ما نعرف أن هناك عقوبات أميركية ولكن نضيف عليها أيضا عقوبات عربية ما هي مصلحتنا نحن كلبنانيين».
وقال «نحن يجب أن نعرف أن لدينا من 300 إلى 400 ألف لبناني يعيشون في دول الخليج …إذا وضعنا أنفسنا في محاور ماذا سيحل باللبنانيين»
وأكد أن «النأي بالنفس هو أساس لمصلحة لبنان» وتساءل «أين نصدر بضاعتنا أليس إلى الدول العربية؟ أين يعمل أولادنا؟ أكثر الناس الذين يساعدون ويعملون في الدول العربية هم الذين يدخلون (الأموال) للبنان».
وبالتزامن قال أمس وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون انه يأمل ان يعود سعد الحريري إلى بيروت «دون أي تأخير اضافي».
وقال جونسون في بيان انه تحدث مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل يوم الأحد وأكّد له مجدداً دعم بريطانيا للبنان. وقال جونسون «يجب عدم استخدام لبنان كأداة لصراعات بالوكالة» كما ينبغي احترام استقلاله.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان مواقف الرئيس الحريري وإعلان التزامه بالتسوية، أنهت اسبوعاً من التوتر، فأبقت لبنان على سكة التسوية، في وقت بدا فيه ان التفاهم الأميركي – الروسي سيرخي ذيوله على الوضع في عموم المنطقة، لجهة فتح باب التسويات بدءاً من سوريا إلى اليمن.
عون يقيم المقابلة
وقالت مصادر رئاسة «الجمهورية» لـ«اللواء» ان الرئيس ميشال عون تابع مقابلة الرئيس الحريري، وما قاله سيكون موضع تقييم خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى ان ما يهم الرئيس عون هو عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للبحث معه في موضوع الاستقالة وما طرحه فيها.
ولوحظ ان المصادر لم تشر إلى البيان الذي كان الرئيس عون استبق فيه المقابلة التلفزيونية، والذي تسبب بمقاطعة تلفزيونية شبه كاملة، باستثناء تلفزيون «المستقبل» بطبيعة الحال، وكذلك محطة M.T.V، عندما اعتبر ان «ما صدر وسيصدر عن الرئيس الحريري من مواقف سيكون موضع شك والتباس ولا يمكن الركون إليه، نتيجة الوضع الغامض والملتبس الذي يعيشه الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية».
الا ان تعليق المصادر الرئاسية أوحى بإمكانية التسليم بالاستقالة، وبامكانية اجراء حوار مع الرئيس الحريري، حين عودته إلى لبنان، حول موضوع النأي بالنفس الذي ركز عليه رئيس الحكومة «المستقيل» في المقابلة وردده أكثر من عشر مرات، علماً ان الرئيس الحريري لم يقطع إمكانية الرجوع عن الاستقالة في حال تمّ التفاهم مع الرئيس عون حول موضوع التسوية السياسية، الذي أعلن انها ما زالت قائمة، لكن تحتاج إلى حوار جديد يؤمن حياد لبنان عن أزمات المنطقة وتسليم «حزب الله» بأن تكون الأولوية للحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا.
ترحيب
وبخلاف تريث الرئيس عون في التعليق، وقبله الرئيس نبيه برّي والذي أكّد أمس ان الاستقالة لا تكون الا على الأراضي اللبنانية، وهو بالضبط ما سيفعله الرئيس الحريري عند عودته، مسلماً بالاجراءات الدستورية الواجب اتباعها، سارع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، معلقاً على مقابلة الحريري التلفزيونية، عبر «تويتر» قائلاً: بالرغم من كل الصعاب والعقبات والعثرات تبقى يا شيخ سعد رجل التسوية ورجل الحوار والدولة، تحية حارة من وليد جنبلاط».
وأرفق جنبلاط تغريدته بصورة للحريري مبتسماً.
كذلك غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر تويتر قائلاً: «الشيخ سعد الحريري حلقة استثنائية، نحن بانتظارك».
اما الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، فقد توجه إلى الحريري بتغريدة قال فيها: «حسناً فعلت واستقلت، وبيان الاستقالة يمثل سعد الحريري الاصيل، وسأكون إلى جانبك كتفاً على كتف».
وسجل على هامش المقابلة تجمعات شعبية في ساحة الملعب البلدي في الطريق الجديدة ومواكب سيّارة في طرابلس، رفعت اعلام تيّار «المستقبل» واطلقت مفرقعات نارية وردد الشبان هتافات مؤيدة للحريري، الذي تمنى عليهم عندما ابلغته الزميلة بولا يعقوبيان بانباء هذا التحرّك الشعبي، بأن يكون تحركهم حضارياً، وأن يبقوا هادئين من دون احتكاك مع أحد.
واغتنم الحريري المناسبة لتوجيه الشكر لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي قال انه تحلى بحكمة كبيرة في هذه المرحلة، وانه دائماً يقول كلمة الحق، واعداً بأن يزوره قريباً في دار الفتوى «التي تجمع كل اللبنانيين».
الراعي في الرياض اليوم
وكان مرجع سياسي كبير، أبلغ «اللواء» قبل المواقف التي أطلقها الرئيس الحريري مساء أمس، انه يتوقع تأزم موضوع الاستقالة وردود الفعل اللبنانية الرسمية عليها، مشيراً إلى ما أعلنه الوزير السعودي ثامر السبهان من تصاعد متدرج للضغط السعودي على لبنان، مبدياً خشية من تحول الضغط السياسي والإعلامي إلى ضغط اقتصادي ومالي، وهو ما نفاه الحريري، مؤكداً ان لا المملكة ولا أي دولة خليجية تريد تجويع اللبنانيين، وأن استقرار لبنان واقتصاده والحريات فيه والديمقراطية هو أساس بالنسبة للسعودية.
يُشار إلى ان البطريرك الماروني بشارة الراعي سيصل إلى الرياض بعد ظهر اليوم، تلبية لدعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يرافقه المطران بولس مطر وبولس عبد الساتر ومدير البرتوكول في بكركي وليد غياض، وسيكون في استقباله في قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض كبار المسؤولين، وسيلتقي مساءً الجالية اللبنانية في قصر السفارة في الرياض.
ويرافق البطريرك الراعي، والذي سيكون أوّل بطريرك ماروني يزور المملكة، وفد اعلامي كبير، وصل مساء إلى الرياض، برئاسة رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو كسم، ويشارك في عداده النائب السابق الدكتور فارس سعيد، ولقى الوفد الإعلامي استقبالاً مميزاً من قبل السلطات السعودية قبل ان ينتقل إلى مقر اقامته في فندق «الموفنبيك».
وذكرت معلومات الوفد الإعلامي، ان الراعي سيلتقي خلال هذه الزيارة الرئيس الحريري في مقر اقامته، من دون ان تُشير إلى تفاصيل أخرى.
وفي سياق التحرّك الرسمي، يزور وزير الخارجية جبران باسيل غداً فرنسا للقاء كبار المسؤولين، وبينهم حسب ما علمت «اللواء» الرئيس الفرنسي  ايمانويل ماكرون، الذي كان اتصل بالرئيس عون السبت، مؤكداً التزام فرنسا دعم لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله والمساعدة على تثبيت الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.