Site icon IMLebanon

الحريري في القاهرة غداً.. وأبوالغيط في بيروت اليوم

تريُّث فرنسي حول دعوة مجموعة الدعم.. والموقف من «حزب الله» يُحرِج العهد
في الوقت الذي كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، يعلن موقفاً تصعيدياً بوجه «التهديدات والتدخلات الايرانية» في القضايا والشؤون العربية.
أعلن الرئيس سعد الحريري، من باريس، التي وصلها السبت الماضي، انه سيزور القاهرة غداً ويقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ولئن أدرجت الزيارة في إطار «شكر صديق» والتداول معه في مرحلة ما بعد قرار مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي ادان إيران على نحو غير مسبوق وحمل حزب الله «الارهابي» مسؤولية دعم «الجماعات الارهابية» في الدول العربية، وهو «الشريك في الحكومة اللبنانية» التي قدم الرئيس الحريري استقالتها في 4 ت1 الجاري، فإن مصادر مطلعة ربطت بين تغريدة الرئيس الحريري حول شكره للرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون وزيارته الى القاهرة لشكر الرئيس السيسي أيضاً..
وقال الرئيس الحريري في تغريدته «أشكره على دعمي، لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لم انساه ابداً»..
وأشار إلى ان فرنسا أثبتت مرّة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تبث تعلقها بلبنان واستقراره.
الحريري في القاهرة غداً
وفيما يؤثر الرئيس الحريري عدم الإدلاء بأي مواقف سياسية، خلال اقامته في العاصمة الفرنسية، لاحظت مصادر متابعة، انه هو الذي اثار موضوع استقالة الحكومة، لدى خروجه من قصر الاليزيه، حيث عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تجاوزت الوقت المحدد لها بنصف ساعة إلى نحو 40 دقيقة، بما يعني ان الاستقالة ما زالت قائمة ما لم تتأمن ظروف تسوية سياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار المستجدات التي حصلت والموقف العربي المتصاعد ضد إيران وحلفائها في المنطقة العربية، وهو ما سينعكس سلباً على مساعي تحقيق هذه التسوية، لا سيما بعد اعتراض لبنان على بعض البنود التي تتناول «حزب الله» في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي وصف الحزب بـ«الارهابي».
وقبل عودته إلى بيروت والمتوقعة مساء غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء للمشاركة في احتفال عيد الاستقلال، مثلما أبلغ الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي فور وصوله إلى باريس صباح السبت، أعلن الرئيس الحريري في تغريدة له عبر «تويتر» انه سيزور القاهرة الثلاثاء للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه «بالصديق»، فيما ترددت معلومات انه سيزور أيضاً البحرين وقبرص، بينما نفت مصادر كويتية رسمية ما تردّد من احتمال زيارته الكويت في الوقت الراهن.
وعلمت «اللواء» ان زيارة الحريري للقاهرة ستكون لشكر الرئيس السيسي ومصر على وقوفها إلى جانب لبنان وإلى جانبه شخصياً في الأزمة التي مر بها، خاصة، وأن هذه الزيارة كانت مقررة في الخامس من تشرين الثاني الحالي، لكنه اضطر إلى تأجيلها بشكل طارئ بسبب ظروف إعلان استقالته من الرياض، حيث كان يفترض ان يلتقي السيسي في شرم الشيخ بالتزامن مع وجود الرئيس برّي في هذا المنتجع المصري.
ترقب عون
في الاثناء، لوحظ ان مصادر رئاسة الجمهورية تجنبت الدخول في أية توقعات في خصوص المرحلة المقبلة، قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري.
في ضوء معلومات دبلوماسية عن أن نعت «حزب الله» المشارك في الحكومة بالإرهابي، بإنه احراج للعهد.
وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» ان الحريري كان واضحا في اتصاله الهاتفي مع الرئيس عون لجهة مشاركته في احتفال عيد الاستقلال، وحضور العرض العسكري الذي تقرر ان يقام الأربعاء في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، الا ان المصادر لم تتحدث عن موعد اللقاء، وما إذا كان سيتم قبل موعد العرض العسكري، أم في اليوم نفسه للمناسبة.
وأفادت المصادر ان أي زيارة لوفد رئاسي فرنسي إلى قصر بعبدا لم تلحظ اليوم، مع ان الرئيس ماكرون كان أبلغ الرئيس عون في الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبيل وصول الحريري إلى قصر الاليزيه ظهر السبت، عن مسعى فرنسي لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان مطلع العام المقبل، الى جانب جهود للدخول على خط فتح حوار بين السعودية وإيران من أجل البحث في أسباب الخلافات وطرق حلها، بهدف تخفيف الاحتقان في المنطقة العربية وتخفيف الضغط عن لبنان نتيجة الصراع السعودي – الإيراني.
وذكرت معلومات موثوقة بها ان فرنسا تعمل على «حماية الاستقرار في لبنان وعلى عودة عمل المؤسسات اللبنانية الدستورية بشكل طبيعي، ولذلك فإن باريس تتشاور مع كل الأطراف المؤثرة على الوضع اللبناني بما فيها السعودية وإيران من أجل توفير الاستقرار للبنان.
وتلقى الرئيس عون مساء اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة والمتصلة باستقالة الحريري، وشدّد غوتيرس خلاله على دعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.
وشكر الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة على المواقف التي صدرت عنه وعن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته، منوها بالجهود المبذولة لعقد اجتماع للدول الأعضاء في المجموعة في باريس قريبا. واتفق الرئيس عون وغوتيريس على استمرار التواصل بينهما لاستكمال البحث والمواضيع التي تمّ التطرق إليها خلال الاتصال.
أبو الغيط في بيروت
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سيزور بيروت اليوم وغدا للقاء الرئيسين عون وبري الذي ما يزال بدوره ملتزما الصمت، وهو لن يقول شيئا قبل عودة الحريري، مثلما نقلت عنه مصادر عين التينة.
وتأتي زيارة أبو الغيط لبيروت، غداة الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة من المملكة العربية السعودية لبحث التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، حيث اعترض الوفد اللبناني إلى الجامعة الذي مثله القائم بالأعمال هناك السفير انطوان عزام على الفقرات 4 و6 و9 من قرار الجامعة الذي اتى على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي.
وأكّد قرار الجامعة على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها ضد الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
واستنكرت الجامعة في بيانها «التدخلات الإيرانية في البحرين وتدريب الارهابيين وتهريب الأسلحة وإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار من قبل حزب الله وإيران في السعودية والبحرين».
وحملت «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أي دعم للارهابيين في محيط اقليمه».
وأشارت إلى ان «الحكومة الإيرانية مطالبة بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية ضد العالم العربي».
ولفتت إلى انه «سيتم حظر القنوات التلفزيونية الممولة من إيران وسيتم الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة هذا الامر»، وأكدت انه «ستتم مخاطبة رئيس مجلس الأمن عبر المجموعة العربية لتوضيح الخروقات الإيرانية في ما يتعلق بتطوير الصواريخ الباليسيتية».
وافادت مصادر وزارة الخارجية ان الوزير جبران باسيل الذي عدل عن الذهاب إلى القاهرة اجرى اتصالات بعشرة وزراء خارجية لشرح الموقف اللبناني الرسمي، وهم وزراء خارجية مصر والاردن والجزائر وتونس والعراق وبعض دول الخليج، لتخفيف حدة البيان الوزاري حيال لبنان، واعتراضه الرسمي على ادانة «حزب الله» ووصفه بالحزب الارهابي، وأكد لهم «ان لبنان ينأى بنفسه عن الصراعات الاقليمية، ورفضه الاعتداء على اي دولة عربية والتدخل في شؤون الدول العربية،كما يرفض التدخل في شؤونه الداخلية».
وأوضح السفير عزام انه كانت هناك إدانة للحكومة اللبنانية على أعمال «حزب الله» الإرهابية في مشروع قرار وزراء الخارجية العرب، ونجحت اتصالات الوزير باسيل في حذف هذه الإدانة.
وقال ان لبنان الرسمي آثر الابتعاد عن كل ما يمكن ان ينقل التوتر إلى ساحة الداخلية ملتزما النأي بالنفس لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة حوله.
ولفت إلى ان العراق تضامن مع لبنان في اعتراضه على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي في البيان.
نصر الله يرد اليوم
في غضون ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، سيتحدث عن الأوضاع والتطورات الراهنة، عند الساعة السادسة من غروب اليوم، ويفترض أن يشرح موقف الحزب من هذه التطورات، ولا سيما من المواقف التي أعلنتها الجامعة العربية في خصوص التدخلات الإيرانية وادانتها لتصرفات الحزب، بالإضافة إلى موضوع استقالة الحريري والحديث عن تسوية سياسية جديدة.
وقالت مصادر وزارية قريبة من الحزب «ان لبنان يحاول أن ينأى بنفسه فعلاً عن صراعات المحاور فلماذا يُصرّ البعض على إدخاله في هذا المحور ضد ذاك، ولماذا يريدون أن يكون محايداً هنا وطرفاً هناك؟».
ورفضت المصادر التعليق على الحديث حول تسوية جديدة قائلة: لا يُمكن الحديث في فرضيات قبل أن نسمع شيئاً فعلياً مباشراً واقتراحات محددة».