IMLebanon

الإنجازات الأمنية والتسوية حول النفايات تُنعِش التضامن الحكومي

الإنجازات الأمنية والتسوية حول النفايات تُنعِش التضامن الحكومي

ترحيب بوفد المستقبل في جبل محسن .. وجعجع يتعهّد بـ «حوار شرف» مع التيار العوني

  يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسته العادية، بعيداً عن تجاذبات الأسبوع الماضي، فخطة النفايات الصلبة وضعت أوزارها الرسمية والشعبية بانتظار الأشهر الثلاثة القابلة للتمديد، حيث يمكن اختبار القدرة على ترجمة مبادئ الخطة وآليات التلزيم وأمكنة الطمر، بعد أن تكون البلديات المعنية نالت حصتها المالية، ونعم السكان المحيطون بمطمر الناعمة بتغذية كهربائية من الغاز المتولّد من النفايات على مدار الليل والنهار، لقاء تحمّل المطمر نصف سنة جديدة.

والتفاهم الوزاري بدا عصياً على المسّ به في ظل الترجيحات المتقاطعة من أن انتخابات الرئاسة ليست قريبة، وأن التبديل الحكومي ليس من الممكن مقاربته، وبالتالي، فالاستقرار يقتضي بقاء الحكومة باتفاق كل مكوناتها، وأن لا تطرأ أية تغييرات على آلية اتخاذ القرارات في هذه المرحلة.

ووفقاً لمصادر وزارية، فإن «الإنجازات الأمنية» ستحضر في مناقشات الجلسة، ولو من خارج جدول الأعمال، سواء في ما خصّ إنهاء «إمارة الإسلاميين» في المبنى «ب» من سجن رومية، والتي ساهمت فيها شعبة المعلومات وفرقة الفهود في قوى الأمن الداخلي بـ 200 عنصر تمكّنوا من الانقضاض على العناصر الناشطة داخل زنزانات السجناء الإسلاميين وتعطيل أجهزة الخليوي والكومبيوتر التي كانوا يستخدمونها، فيما وفّرت قوى الجيش الدعم الخارجي، أو أجواء المصالحة والتوافق التي هيمنت على لقاء وفد «المستقبل» الذي قدّم التعازي باسم الحكومة وتيار «المستقبل» بأهالي شهداء جبل محسن في حضور رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي وفعاليات المنطقة وأهالي الشهداء.

وعلمت «اللواء» أن الوفد الذي ضم وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والنائب أحمد فتفت، استقبل بحرارة لافتة من قبل الشيخ عاصي الذي أصرّ على قراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء التسعة، داعياً إلى فتح صفحة جديدة، مؤكداً أن ما جرى من استهداف لجبل محسن ليس ربيع الأرهاب، فكلنا آذاريون.

وردّ الوزير درباس الذي مثّل الرئيس تمام سلام في التعزية معلناً عن فتح مركز للشؤون الاجتماعية في جبل محسن، مشيراً إلى أننا جميعاً مجروحون، فهذا جرح واحد وليس جرحين، مشيراً إلى أن الرئيس سعد الحريري أخذ على عاتقه إعادة النهوض بالجبل في كل شيء، على غرار ما فعله بالنسبة لمنطقة التبانة.

وتوقع مصدر وزاري أن ينوّه الرئيس سلام بما تحقق أمنياً، ويؤكد على امتداد الخطة الأمنية إلى البقاع الشمالي، وإنهاء بؤر السلاح في العاصمة، معتبراً أن رفع الغطاء السياسي ساهم في شكل رئيسي في إنجاح ما تحقق وكان آخره إلقاء القبض على قاتل إيف نوفل المدعو شربل خليل، مختبئاً في بلدة بريتال البقاعية.

وعلمت «اللواء» أن قرار تنفيذ عملية سجن رومية اتخذ في اجتماع عقد في المصيطبة مساء الأحد الماضي برئاسة الرئيس سلام، في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان، في خطوة استباقية لمكافحة العمليات الارهابية بعد أن أطلّت بقرنها في تفجير جبل محسن.

وكشفت مصادر مطلعة أن الخطة كانت قد وضعت قبل ثلاثة أشهر بانتظار اللحظة المناسبة لتنفيذها. وقد شجع الرئيس سلام في خلال الاجتماع على التوقيت الذي اعتمد بعد التأكيد على توفير التغطية السياسية الشاملة لها.

وكشف الوزير المشنوق أن القوى الأمنية، بعد دخولها المبنى «ب» في سجن رومية ضبطت عمليات تواصل بين السجناء والانتحاريين المسؤولين عن تفجير جبل محسن، مشيراً إلى أن هذه القوى اكتشفت غرفة عمليات حقيقية مجهزة بالمعدات المتطورة، حتى ظن السجناء أنفسهم انهم في «البنتاغون».

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي أكّد مواصلة الجيش مكافحة الإرهاب بكل قوة وحزم وصولاً إلى استئصال جذوره من الوطن، مشيراً إلى أن الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه.

وعلم أن تدابير وإجراءات استثنائية اتخذت حول ثكنات الجيش وحواجزه والمقار الإدارية التابعة له، في ضوء معلومات أمنية عن وجود خطط لدى المجموعات الإرهابية لاستهداف هذه المراكز.

قضية العسكريين

 وفي حين أكّد قهوجي أن قضية العسكريين المحتجزين لدى تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» أولوية ولن نألو جهداً لتحريرهم، ترأس الرئيس سلام، بعد الظهر، اجتماعاً لخلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين في حضور الوزراء: علي حسن خليل، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق وأشرف ريفي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.

وبحسب المعلومات الرسمية، عرض المجتمعون آخر المعطيات المتعلقة بالجهود المبذولة للافراج عن العسكريين المخطوفين، واتخذوا القرارات المناسبة.

وفهم أن من بين القرارات، اعتبار نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي والشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) قناتا التواصل في ملف العسكريين، وحصر التعامل معهما وحدهما بأقصى ما يمكن للقيام بهذه المهمة.

تجدر الإشارة الى أن اللواء إبراهيم زار سوريا أمس، حيث التقى عدداً من المسؤولين، لكن المعلومات اشارت إلى أن مهمته كانت محصورة في الإجراءات التي اتخذها الأمن العام اللبناني مؤخراً على الحدود بين البلدين، لوقف النزوح السوري.

وتزامنت هذه الزيارة، مع تعميم اصدرته وزارة الخارجية إلى جميع البعثات والسفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، تضمن نص كتاب الأمن العام بشأن الإجراءات الجديدة حول دخول الرعايا السوريين إلى لبنان، مؤكداً أن هذه الإجراءات لا تعني الحصول على تأشيرة، بل من اجل التأكد من أن السوريين الذين يدخلون إلى لبنان ليسوا نازحين.

حوارات

 في هذا الوقت، تترقب الأوساط السياسية الجلسة الثالثة من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» غداً الجمعة، في عين التينة، في أجواء إيجابية، حيث كشف عضو وفد «المستقبل» النائب سمير الجسر بأن الحوار سينتقل من العموميات ومن الشق المتعلق بتخفيف التشنج المذهبي إلى الشق السياسي وابرزه موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، لافتاً النظر إلى ان تداعيات الاعتداء في جبل محسن انعكست على مسار الحوار مع «حزب الله» إيجاباً، حيث ساهم هذا الحوار الى حدّ ما في منع تحقيق الاهداف التي ارادها الارهابيون.

وتوقع عضو كتلة «المستقبل» النائب محمّد قباني لـ «اللواء» أن تبقى الأجواء كذلك، وأن تخطو الى الامام بخطوات هادئة، ولكن من دون اختراقات كبيرة، مشيراً إلى ان المطلوب هو استمرار الحوار بهدف تنفيس الاحتقان، وهذا ما بدأ يتحقق.

اما في شأن التحضيرات للقاء المرتقب بين العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فقد كان اللافت للانتباه مشاركة الأمين العام «للتيار الوطني الحر» ايلي خوري الاحتفال الذي اقامته القوات في معراب لمناسبة تسليم دفعة الانتساب الأولى لحزب القوات، وقد خصه جعجع بالتفاتة مميزة لدى القائه كلمة في المناسبة، شدّد فيها على انه مثلما قاتل بشرف فانه يمد يده الى المصالحة والحوار بشرف.

وفي تقدير مصدر قواتي أن حضور مسؤولين عونيين احتفال القوات أمر بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن الوضع بين التيار والقوات هو عملياً يعكس ما يسوقه البعض، وأن هناك تقدماً بين الطرفين، وأن الأجواء تتحسن، في حين لاحظ خوري أن مستوى الحوار بين الفريقين هو الأعلى، حيث لم يحصل أي تقارب بين الحزبين على هذا المستوى من قبل.

وأوضح أن هناك معطيات ايجابية بين الجانبين في الحوار القائم وكذلك تبادل أفكار، معرباً عن تفاؤله بنجاح هذا الحوار.

الحوض الرابع

 وفي مجال آخر، أوضح رئيس لجنة الاشغال النيابية محمّد قباني لـ «اللواء» أن اللجنة أصدرت توصية في ما خص الحوض الرابع في مرفأ بيروت، وان الكرة أصبحت في ملعب الحكومة، مشيراً إلى ان الحكومة ورئيسها مهتمان بالموضوع، ونحن ننتظر القرارات التي ستتوصل إليها، موضحاً بأن اللجنة لم تطرح اموراً تصادمية وإنما قالت رأيها الذي يُشكّل مادة للنقاش وليس للتصادم.

وإذ نفى ان يكون هذا الموضوع مدرجاً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم، لفت إلى انه إذا أراد أحد من الوزراء طرح الموضوع، فهذا يعود للحكومة، كاشفاً عن اجتماعات جانبية تعقد لهذه الغاية.

وعلمت «اللواء» أن اجتماعاً عقد أمس في السراي بطلب من رئيس الحكومة حضره ممثلو الأحزاب المسيحية في الحكومة ومدير المرفأ واللجنة المكلفة من مجلس الإنماء والاعمار، تمّ في خلاله مناقشة النقاط المثارة من قبل المعترضين على ردم الحوض، كما جرى الاستماع إلى وجهة نظر إدارة المرفأ من دون ان يتخذ أي قرار بشأنه.

وفي شأن اقتصادي آخر، كشف مصدر في قطاع النفط عن توجه لتثبيت سعر صفيحة البنزين عند حدود 22 ألف ليرة مهما تراجع سعر برميل النفط عالمياً.

وبحسب المصدر فان التراجع الذي كان من المفترض أن يطرأ على سعر الصفيحة أمس، بمعدل 700 ليرة، رسى على 200 ليرة، بحيث اقتطعت وزارة الطاقة 500 ليرة لصالح الخزينة العامة لتغطية نفقات سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام من دون إعلان مسبق.

ورفع اقتطاع هذه النسب رسوم الدولة التي تستوفيها من كل صفيحة بنزين من 4500 ليرة إلى 5000 ليرة وربما ترتفع لاحقاً.