Site icon IMLebanon

الأمن الشرعي بمواجهة الإرهاب: تعطيل مخطّط إنتحاري وسيارة مفخّخة

الأمن الشرعي بمواجهة الإرهاب: تعطيل مخطّط إنتحاري وسيارة مفخّخة

نصر الله متفائل بالحوار مع المستقبل .. والمشنوق يؤكّد تحييد لبنان عن الحريق السوري

سيّارة المرسيدس التي وقعت بقبضة الجيش في جرود عرسال والملأى بـ120 كلغ من المتفجرات

 عشية الجلسة الثالثة من الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، حيث من المتوقع ان يحتل موضوع رئاسة الجمهورية بنداً محورياً في المناقشات في ضوء الإنجازات الأمنية المتلاحقة، سواء في كشف خيوط جريمة تفجيري جبل محسن أو تفكيك امارة سجن رومية، أو ملاحقة الخلايا المكلفة بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في مناطق مختلفة ولاسباب مختلفة، والتي كان آخرها الإعلان عن ضبط سيّارة مفخخة بـ120 كيلوغرام في جرودعرسال، والكشف عن مخطط لعمليات انتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن، عبر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عن تفاؤله الكبير بالحوار الجاري مع «المستقبل» من أجل تحييد لبنان عن الصراع القائم في سوريا وانعكاساته السلبية عليه.

والتقى مع هذا التفاؤل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي شدّد على ان الحوار مع الحزب يهدف إلى تفاهم يحمي لبنان من حرائق المنطقة، ومنها الحريق السوري، متوقعاً ان يكون الخلاف حول بقاء حزب الله في سوريا سياسياً وعسكرياً وسلاح الحزب من ضمن الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وكشف المشنوق انه وضع النائب ميشال عون خلال زيارته له أمس الأوّل، في مجريات الحوار مع الحزب، ناقلاً إليه تأييد الرئيس سعد الحريري للحوار الجاري مع «القوات اللبنانية».

وقلل الأمين العام لحزب الله من شأن استمرار الخلاف حول رئيس الجمهورية، مشيراً في حواره مع قناة «الميادين» إلى ان الحزب سيعيد طرح اسم النائب عون كمرشح يمثل أكبر كتلة مسيحية، وأن بإمكان تيّار «المستقبل» ان يبحث موضوع الرئاسة مع عون نفسه.

ولم يستبعد نصر الله التوصّل إلى تفاهم وورقة عمل مشتركة، أو اتفاق مكتوب، ويمكن ان يتوج هذا الحوار بلقاء مع الرئيس الحريري، مؤكداً ان الطرفين يتمسكان بوقف الاحتقان والتوتر، وبعدم إسقاط الحكومة في ظل غياب الرئيس، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني بين الطرفين.

واستبعد مصدر مسيحي مطلع على أجواء الحوارات الدائرة بين التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» حصول خرق في الملف الرئاسي، قبل مرور ثلاثة أشهر على الأقل، نظراً للصعوبات التي تحيط بالاتفاق على رئيس وفاقي، لا سيما بين المسيحيين، في حين أوضح مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» ان البحث في موضوع رئاسة الجمهورية يهدف إلى إيجاد خرق ما على هذا الصعيد، من دون التطرق إلى أسماء.

وكشفت ان عضو وفد «المستقبل» النائب سمير الجسر لن يحضر هذه الجولة اليوم، لاضطراره إلى ان يكون في القاهرة لحضور الحفل الذي يقيمه اتحاد المحامين العرب لوالده النقيب الراحل عدنان الجسر والنقيب السابق للمحامين عصام كرم، وسيشاركه في حضور الاحتفال الوزير رشيد درباس الذي كانت تربطه بالنقيب الجسر صداقة عميقة.

مجلس الوزراء

 وسط هذه التطورات، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، تميزت مناقشاتها بالرتابة، مع انها اتخذت مجموعة من القرارات بعضها يتعلق بالأمن والآخر باللاجئين السوريين، والصنف الثالث من القرارات دفع 36.118 مليار ليرة لبنانية، على ان توزع على 12 بلدية محيطة بمطمر الناعمة، ومتضررة من استمرار عمل هذا المطمر.

وعلى عادتها، ابتعدت الحكومة عن الملفات الخلافية، فغاب موضوع الحوض الرابع في مرفأ بيروت عن المناقشات، كذلك لم يقدم وزير الطاقة ارتيور نظريان على ما جرى الترويج له قبل الجلسة، من ان ثمة نية لديه باقتراح تثبيت سعر صفيحة البنزين عند سقف 22 ألف ليرة، بعدما برزت معارضة نقابية ووزارية لهذا الاجراء الذي يحتاج إلى مزيد من الدراسة في ضوء أرقام مالية واقتصادية ترجح هذا القرار أو تستبعده مرّة ثانية.

وأشارت مصادر وزارية إلى ان المجلس تطرق إلى الوضع الأمني، وتحديداً ما جرى في جبل محسن والانجاز النوعي في سجن رومية، فضلاً عن الإجراءات المتخذة على الحدود في إطار وقف النزوح السوري.

وفهم ان تطمينات وردت على لسان الوزير نهاد المشنوق بشأن استكمال تنفيذ الخطة الأمنية في جميع المناطق اللبنانية، ولا سيما في البقاع الشمالي، حيث لفت إلى ان بلدة بريتال تستخدم كنعوان في حين ان المجرمين هم أفراد، مؤكداً موافقة كل القوى السياسية على القيام بهذه العملية واولها حزب الله، مشيراً إلى الخطة ستشمل أيضاً قرى الشراونة والنبي شيت، وكل المربع الأمني الذي سبق وتحدث عنه في مناسبات عدّة، والذي يجب ان يتوقف مؤكداً في هذا السياق ان القوى العسكرية جاهزة.

ونفى المشنوق، في السياق ذاته، أن تكون لعملية سجن رومية أي انعكاس سلبي على قضية العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش»، لأنها اقتصرت على نقل سجناء من مبنى إلى آخر، ولا علاقة لها بالمخطوفين، مبدياً اعتقاده بأن المفاوضات التي يتولاها اللواء عباس ابراهيم لتحرير العسكريين أكثر من جدية.

وكانت للوزير درباس مداخلة حول تفجيري جبل محسن كشف فيها أنه زار أمس الأول الجبل لتقديم التعازي، ولمس وجود أجواء جيدة، وأن الأهالي يتحلون بقدر عالٍ من المسؤولية والوعي.

وقال إن طرابلس لم تخذل الدولة يوماً، ونحن نرفض أن تخذلها الدولة، معلناً أن هذه المدينة قدمت العديد من الشهداء وهي تعدّ صمّام الأمان ومن الواجب إن نردّ لها الجميل.

أما بالنسبة إلى الاجراءات الحدودية، فقد علم أنه كان هناك سؤال توضيحي من وزير حزب الله محمد فنيش، في حين أوضح الوزير المشنوق أن هذه الاجراءات بحثها المدير العام للأمن العام مع المسؤولين السوريين، خلال زيارته الأخيرة لسوريا، وأنه أوضح للجانب السوري ماهية هذه الاجراءات، بعدما كان الجانب اللبناني تلقى اعتراضات سورية عليها.

ولم تخل الجلسة من بعض الخلافات بين بعض الوزراء، اقتصرت على جدال، لم يصل إلى حد المشادة، وأبرزها، الجدل الذي حصل بين وزير المال علي حسن خليل ووزير التربية الياس بو صعب على البند الأخير المدرج على جدول الأعمال المتعلق بطلب مجلس الانماء والاعمار نقل اعتماد مشروع لطرق البقاع إلى صور ما أدى الى تجميده.

وفي المعلومات المتوافرة أن بو صعب اعترض على نقل المشروع من منطقة إلى أخرى طالباً إيضاحات من دون معرفته أن خليل يقف وراء هذا الطلب، فردّ خليل سائلاً إياه عن سبب اعتراضه، «وأنا سبق لي أن مررت لك مستحقات مشروع جل الديب»، فجاوبه بو صعب: لا علاقة لاعتراضي بك.

ونفت المصادر الوزارية أن يكون هذا الجدال جزءاً من الاشكالات المتكررة بين وزراء التيار العوني وحركة أمل.

الحوض الرابع

 أما بخصوص الحوض الرابع فقد أوضح رئيس لجنة الأشغال النيابية محمد قباني لـ «اللواء» أن توصية اللجنة تنص على وقف ردم الحوض الرابع، لأسباب عدة منها أن عملية التلزيم لشركة حورية للمقاولات تمت بالتراضي بقيمة 130 مليون دولار.

وطلبت اللجنة إعداد دراسة سياسية بحرية للمرافئ اللبنانية تأخذ بالاعتبار وضع مرفأي بيروت وطرابلس وتطور حاجات المنطقة العربية، بما فيها موضوع إعمار سوريا والعراق، وكذلك إيجاد قطعة أرض إضافية إما شمال نهر بيروت أو في بعض الأملاك التابعة لمرفأ بيروت شرقاً، من أجل توفير مساحة كافية لوضع الحاويات فيه، بدل ردم الحوض الرابع.

ولفت النائب قباني إلى أن قرار الردم اتخذ في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أوقفه لاحقاً، ثم أعيد تحريكه في الحكومة الحالية، انطلاقاً من الحاجة إلى أرض الحوض الرابع لاستعمالها لوضع الحاويات، على اعتبار أن 80 في المائة من النقل البحري تحول إلى الحاويات.

وعزت مصادر مطلعة إثارة هذا الموضوع من زاوية طائفية إلى أن أصحاب شاحنات النقل معظمهم من المسيحيين الذين تحركوا بسبب ما قد يصيبهم من خسائر نتيجة ردم الحوض، مع البطريرك الماروني بشارة الراعي والأحزاب المسيحية، بحيث بات يشكل أزمة سياسية تواجه حكومة الرئيس سلام.

ضبط سيّارة مفخخة وإحباط مخططات

 أمنياً، أعلنت قيادة الجيش عن ضبط سيّارة من نوع مرسيدس اشتبه بها في جرود عرسال عين الشعب، كانت دورية من مديرية المخابرات قد رصدتها في سياق المتابعة ل عملية توقيف الإرهابيين والبحث عن السيّارات المفخخة، وبعد الكشف عليها تبين انها مفخخة بعبوة زنتها 120 كليو غراماً معدة للتفجير، وعمل الخبير العسكري على تفكيكها.

وكانت القيادة، قد أعلنت ان مديرية المخابرات أحبطت مخططاً لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية عقب تفجيري جبل محسن، بعدما كانت أوقفت اللبنانيين بسّام حسام النابوش وايلي طوني الوراق الملقب بأبوعلي، والسوري مهند علي محمّد عبد القادر.

وأوضح البيان ان الثلاثة كانوا يتحضرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية ويتحولون ببطاقات سورية وفلسطينية مزورة، وأن التحقيقات أظهرت انتماء الموقوفين لمجموعة المطلوبين الفارين أسامة منصور وشادي المولوي ومبايعتهم لتنظيمات إرهابية ومشاركتهم في القتال في سوريا والاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.