IMLebanon

غيوم حرب في المنطقة .. وجعفري يهدّد إسرائيل بعواصف مدمّرة

غيوم حرب في المنطقة .. وجعفري يهدّد إسرائيل بعواصف مدمّرة

مجلس الوزراء غداً: إدانة الإعتداء الإسرائيلي والتمسك بعدم تعريض إستقرار لبنان للخطر

في اليوم الثاني لتشييع «حزب الله» شهداءه وتقبل التعازي، بقي الحديث يدور ليس حول ردّ الحزب أين وكيف ومتى، ولكن حول ما إذا كانت منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حرب جديدة تتخذ من الاعتداء الجوي الإسرائيلي ضد وحدة قتالية من حزب الله والحرس الثوري الايراني، كانت في طريقها لعقد اجتماع في منزل في «مزرعة الأمل» في الجولان السوري، في اطار المواجهة في تلك المنطقة الواقعة قرابة الخط الفاصل بين القنيطرة المحررة ومناطق الاحتلال الاسرائيلي في ما تبقى من الجولان السوري.

الصمت بقي سيّد الموقف، في ظل تعميم لقيادة حزب الله على كادرات الحزب بعدم الخوض في الخيارات المتاحة، واعتبار الأمر متروكاً فقط لتقدير القيادة، بعد أن ينتهي الحزب من دفن الشهداء وتضميد الجراح، ودراسة كيف سيكون الرد، مع العلم أن مصادر أمنية رفيعة كشفت بأن الحزب منهمك حالياً في التحقيق عن ظروف وقوع الاعتداء، أكثر من التفكير بالرد على إسرائيل، على اعتبار ان الغارة كشفت عن اختراق حصل ربما في صفوف الحزب أو في الجانب الإيراني، من دون استبعاد احتمال تسريب انتقال الموكب في ثلاث سيّارات بلا تمويه أو احتياطات امنية في ظل تحليق مُكثف لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية.

لكن طبول الرد على لسان القادة العسكريين الإيرانيين استأثرت باهتمام الأوساط الدبلوماسية والعسكرية، في ظل تحولات عميقة في منطقة الخليج، وتقارب أميركي – إيراني قيد الاختبار، وإعادة وصل ما انقطع بين موسكو وطهران عبر ابرام صفقة جديدة من الأسلحة الروسية للجيش الإيراني، على الرغم من انخفاض النبرة الإسرائيلية، حيث نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير كلاماً أدلى به لوكالة «رويترز» ومفاده: «إن إسرائيل لم تكن تقصد استهداف الجنرال الايراني الذي قضى في الغارة على القنيطرة الأحد الماضي مع ستة من كادرات «حزب الله».

وأشارت الصحيفة نقلاً عن المسؤول الإسرائيلي أن «اسرائيل كانت تعتقد أن الموكب هو عبارة عن وحدة قتالية من «حزب الله» في مستوى قيادي أقل، وليس الجنرال الايراني محمّد علي الله دادي».

مناخ حرب!

كل ما يحوم في أفق الأزمة الراهنة يُشير إلى تجمع غيوم الحرب في سماء المنطقة، سواء في الجولان السوري أو في مزارع شبعا:

1 – تحول تشييع شهداء الحزب سواء في روضة الشهيدين، حيث دفن الشهيد جهاد عماد مغنية، أو في عربصاليم حيث ووري القيادي الشهيد محمّد احمد عيسى (أبو عيسى) أو في ارنون والخيام، واليوم في الغازية وعين قانا، إلى مناسبات لاعلان التعبئة العامة، سواء عبر القبضات المرفوعة، أو حجم التشييع، أو مشاركة النسوة والأطفال، او استعادة شعارات التعبئة ضد اسرائيل والولايات المتحدة، كالموت لاميركا والموت لإسرائيل.. و«مقاومة مقاومة في الحرب لا مساومة»، حيث بدت التجمعات الجماهيرية الضخمة بأنها دعوة للرد على اعتداء القنيطرة.

2 – تركيز الخبراء الإيرانيين المأذون لهم بالحديث عن الموقف بعد اعتداء القنيطرة، على الإعلان صراحة أن إيران أطلقت يد الحزب لاتخاذ قرارات حاسمة عبر ردّ ثقيل، وذلك من خلال تحويل القنيطرة ودرعا والسويداء جنوب شرق سوريا، إلى مناطق نفوذ للمقاومة، على غرار ما حصل في القلمون السورية.

ووصف أحد الخبراء الاعتداء بأنه «لمنع المقاومة من ضرب الكيان الإسرائيلي من الجولان».

وتوجه القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمّد علي جعفري في بيان له لمناسبة استشهاد العميد دادي ان «على الكيان الإسرائيلي أن ينتظر عواصف مدمرة»، مشيراً إلى «تشكيل جبهة إسلامية تجاوز مجاهدوها الحدود الجغرافية»، من لبنان إلى فلسطين والجولان.

3- الإجراءات الميدانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري، حيث أعلن الاستنفار العام، وزرع صواريخ الباتريوت لاعتراض صواريخ المقاومة في حال حصول هجوم صاروخي مباغت على إسرائيل.

وفي إطار الإجراءات الإسرائيلية، كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي قرّر إغلاق طريق الشمال القديم في الجليل الأعلى امام حركة المركبات المدنية حتى اشعار آخر تحسباً لأي هجوم لحزب الله، كما جرى تعزيز موقع «افيغيم» المقابل لمارون الراس بثلاث دبابات ميركافا.

4- وعلى طول الأجواء اللبنانية الممتدة من الجنوب إلى البقاع، ومن القطاع الغربي إلى القطاع الشرقي، لم تهدأ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من التحليق في أجواء مزارع شبعا وفوق بعلبك وسهل البقاع، لرصد أية تحركات للمقاومة.

5- انضمام فصائل عراقية وفلسطينية إلى التهديد بالوقوف إلى جانب «حزب الله» في الرد على العدوان الإسرائيلي، وفي ضوء محادثات قيادات فلسطينية مع مسؤولين، مثل الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة الذي التقى مسؤولين ايرانيين خلال زيارته الحالية لطهران.

6- تركيز الاتصالات الأميركية – الإيرانية علىعدم جر المنطقة إلى حرب واسعة، تعيد خلط الأوراق وتؤثر على التفاهمات الحاصلة، سواء في ما خص الملف النووي الإيراني، أو الحوار الذي يجري التحضير له في موسكو بين النظام السوري والمعارضة الأسبوع المقبل.

مجلس الوزراء

 على إيقاع هذا المناخ الملبد، ينعقد مجلس الوزراء غداً في جلسته الأسبوعية لمناقشة جدول أعمال عادي من 59 بنداً.

وسيحضر الاعتداء الإسرائيلي في القنيطرة في الجلسة من زاويتين، وفقاً لمصادر وزارية:

1- إدانة الاعتداء جملة وتفصيلاً.

2- تجنيب لبنان أية مواجهات قد تجر إسرائيل لبنان إليها، الأمر الذي سيؤثر على استقراره السياسي والأمني.

ولفتت المصادر إلى ان الاتصالات التي جرت أمس، هدفت إلى حصر النقاش في هاتين النقطتين، من دون التوسع إلى طرح تساؤلات على غرار ماذا كان يفعل الحزب في القنيطرة، وما إلى ذلك، حفاظاً على التضامن الوزاري والوحدة داخل الحكومة.

وفي سياق متصل، كشف وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ «اللواء» أن لانيّة لدي وزراء حزب الكتائب طرح موضوع الاعتداء، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الوزراء سيكون لهم ملاحظاتهم في حال أثار أحد الوزراء ما جرى.

وعلمت «اللواء» أن ما من قرار نهائي بعد لدى بعض وزراء فريق 14 آذار لطرح أو عدم طرح الاعتداء، علماً أن كتلة «المستقبل» وكذلك تكتل «الاصلاح والتغيير»، أدانا في اجتماعيهما أمس، الاعتداء الاسرائيلي.

الأولى من زاوية رفض واستنكار أي اعتداء من قبل العدو الاسرائيلي على أي أرض عربية بغض النظر عن الملابسات والتفاصيل.

والثانية من زاوية أنه اعتداء على الدولة ويدل على نية لعرقلة المسارات القائمة على أكثر من صعيد.

وإذ شدد تكتل التغيير والاصلاح على ضرورة تحصين الوضع الداخلي وبذل جهد أكبر على صعيد الحوارات القائمة لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان، لاحظت كتلة «المستقبل» أن أمن لبنان وسلامة اللبنانيين يجب أن تكون في مقدمة الاهتمامات، وذلك من خلال الالتزام قولاً وعملاً بسياسة النأي بالنفس عن أي تورط يحمل معه خطراً على لبنان.

وهال الكتلة الكلام الصادر عن رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي والذي حدد فيه من الآن أن ردّ حزب الله سيكون قاسياً جداً على اسرائيل، وسألت: هل أن طبيعة الرد على اسرائيل التي اعتدت على أرض عربية يحددها المسؤول الإيراني، علماً أن «حزب الله» حزب لبناني ممثل في البرلمان والحكومة ولا يجوز أن تلقى تعليماته من جهات إقليمية.

عودة إلى الملف الرئاسي

 على أن أوساطاً قريبة من الحوارات الجارية كشفت لـ «اللواء» أن التطورات المتسارعة في المنطقة أدخلت تعديلاً جديداً على الاجندة يتعلق بالاقتراب أكثر فأكثر من انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، كمفتاح لمواجهة العواصف الآتية، والتي لن يكون لبنان بمعزل عنها.

وتوقع ديبلوماسي أميركي في بيروت أن تساعد شهادة نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي ماسيوس سبانس أمام الكونغرس الأسبوع المقبل، والمتعلقة بالوضعين اللبناني والسوري، في لفت نظر الإدارة الأميركية إلى ضرورة إيلاء الوضع في لبنان جهوداً إضافية لا تقتصر فقط على تسريع تسليم طائرات «سينا-3» للجيش اللبناني، بل أيضاً انتخاب رئيس جدد للجمهورية لتحصين الوضع السياسي الداخلي.

ولفت مصدر سياسي إلى أن أكثر من وزير لبناني يتحضر لزيارة العاصمة الأميركية خلال الفترة القصيرة المقبلة، وبينهم وزير العدل اللواء أشرف ريفي الذي سيصل إلى واشنطن منتصف الأسبوع المقبل في زيارة رسمية يتخللها اجتماعات مع الإدارة وأعضاء الكونغرس، إضافة إلى إلغاء محاضرة.