Site icon IMLebanon

الموقف الشيعي: الكرة في ملعب الرئيس.. وبعده لكل حادث حديث

الموقف الشيعي: الكرة في ملعب الرئيس.. وبعده لكل حادث حديث
إجماع على مواجهة مزاعم ليبرمان حول البلوك 9 .. وتوتُّر ليلاً في الحدث

على الرغم من وحدة الموقف اللبناني الرسمي والحزبي من رفض التهديدات الإسرائيلية التي وردت كمزاعم، على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، من اعتبار «البلوك 9» الذي بدأت العروض لتلزيم التنقيب عن الغاز فيه في عرض البحر قبالة الناقورة، ليس ملكاً للبنان، ودعوة الشركات لعدم تقديم عروض، واعتبار ما جاء على لسان الوزير الإسرائيلي تهديداً للبنان، بدءاً من كلام الرئيس ميشال عون، الذي وصف مزاعم ليبرمان بأنها «تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية»، وصولا إلى موقف حزب الله لجهة «التصدّي الحازم لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية»، مروراً بموقف الرئيس سعد الحريري، الذي وصف ادعاء ليبرمان بـ«الباطل شكلاً ومضمونا».
على الرغم من كل ذلك، بدا الموقف السياسي والميداني مقبلاً على مزيد من التأزم، بعد انتقال التوتر ليلا الى منطقة الحدث، حيث تمّ إطلاق نار، بعد ان كاد مناصرو «التيار الوطني الحر» وعناصر حزبية تستقل دراجات نارية (نفت أمل ان يكون هؤلاء من انصارها) يتواجهون بالسلاح، لولا الاتصالات السياسية والأمنية التي جرت لمنع تفاقم الوضع، وإعلان مصادر في «امل» انها طلبت من القوى الأمنية التحرّك لمنع أي احتكاك، فيما وصف النائب «العوني» آلان عون الوضع «بالخطير».
علىان الثابت ما استقر عليه الموقف الشيعي الرسمي إزاء معالجة الأزمة، ويتلخص بضرورة تدخل رئيس الجمهورية ومعالجة الوضع ليس على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» بل إعادة الحق إلى نصابه، لا سيما في ما خص الرئيس نبيه برّي، بصفته رئيساً للمجلس النيابي أولاً، ولحركة «امل» والممثل الرسمي للطائفة الشيعية على مستوى الحكم.
ووفقا للمصادر الشيعية عينها فإن إعادة تطبيع الوضع على أساس «عفا الله عمّا سلف» غير وارد، والرد سيكون حقيقياً على التعرّض للرئيس برّي، ولكن بالسياسة.
وفيما نقل نواب الأربعاء عن الرئيس برّي ضرورة ان يقدم باسيل «اعتذاراً إلى اللبنانيين» تساءلت الـNBN: «أين الرئاسة العادلة والضامنة لوحدة اللبنانيين والعيش المشترك والاحترام المتبادل»، مضيفة: «لماذا السكوت عمّا اقترفه وزيركم وصهركم من حماقة واساءة وطول لسان»؟
وفي المعلومات ان المواقف مرهونة بأوقاتها.. وفي ضوء ما سيصدر من خطوات، سواء من  بعبدا أو غيرها فلكل حادث حديث.
وكان الوزير السابق الياس أبو صعب وهو لا يزال مستشار الرئيس عون للتعاون الدولي، كشف عن خيارات للمعالجة قد يقدم عليها رئيس الجمهورية.
وقال الرئيس عون امام وفد الرابطة المارونية، أمس، أن الشارع ليس المكان الصالح لحل الخلافات السياسية، بل المؤسسات الدستورية، وانه لا يُمكن ان يتغاضى عن المخالفات القانونية التي تحصل، لافتا إلى ان من يعرقل مسيرة الإصلاح لا يريد الخير للبنان، وهو متمسك بالطائف وبممارسة صلاحياته كما حددها الدستور بلا زيادة أو نقصان.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس عون قال لزواره: لا مشكلة في التعبير السلمي، ولكن قطع طريق المطار، أو تعطيل حركة الملاحة أمر ممنوع، وسنقمع أية محاولة في هذا الاتجاه.
ونقل هؤلاء عن رئيس الجمهورية: ما علينا قمنا به، والأمن خط أحمر.
أفق مسدود
ومع التسليم، بالتعريف الأميركي للأزمة، بأنها «كل شيء خارج عن السيطرة»، وبالتالي الذهاب مع من يعتقد انه ما زال بالإمكان السيطرة على أزمة قنبلة الوزير باسيل في حق الرئيس بري، فإن الأجواء السياسية في عين التينة لا توحي بأن هناك حلاً قريباً للخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية، وان الوضع ما زال على حاله مادام الوزير باسيل لم يعتذر إلى اللبنانيين عن الإساءة التي ألحقها بهم نتيجة كلامه المسيء بحق رئيس المجلس.
الا ان التطور الجديد الذي برز هو ما نقله زوّار عين التينة من نواب الأربعاء بأن الرئيس برّي فتح أبواب التهدئة مع إبقاء الأزمة مستمرة، من خلال تأكيده ان لا استقالة للحكومة، وان مثل هذا الخيار غير مطروح، وإن كان رأى ان الحكومة قد يتأثر اداؤها نتيجة الوضع السياسي المأزوم.
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان المشكلة المستجدة بين «التيار العوني الحر» وحركة «أمل» مرشحة للوصول إلى أفق مسدود نتيجة عدم تقبل الطرفين اي مخرج او موقف مما طُرح مؤخرا من مخارج، لا سيما دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون في بيانه امس الاول، الى التسامح والتعالي على الخلافات الشخصية، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر حركة «امل» غير كافٍ، مع ان مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية اكدت ان الرئيس عون «أقر ولوضمنيا في بيانه بحصول اساءة الى الرئيس بري وخطأ بحقه، ولو انه قوبل بخطا اللجوء الى الشارع».
واستناداً إلى هذه التقديرات، يبدو أن الأزمة ستطول الى ما بعد الاسبوع المقبل برغم عودة رئيس الحكومة اليوم الخميس من زيارة تركيا، لكن المصادر الوزارية المقربة من بعبدا توقعت ألاّ يتمكن من تحقيق اي خرق طالما ان النفوس مشحونة والاطراف على مواقفها، ولن يصغي الطرفان وبخاصة «امل» الى ما يمكن ان يحمله من مقترحات، طالما أن الرئيس بري يحمّل الحريري جزءا من مسؤولية الخلاف بسبب توقيعه على مرسوم اقدمية الضباط من دون ان يشاوره مسبقاً.
كذلك الحال بالنسبة الى حزب الله»، الذي اكدت مصادره انه لن يقوم حاليا باية مبادرة، بل ينتظر خطوة ما من الفريقين، وبخاصة من «التيار الحر»، بعدما وقف في بيانه قبل يومين الى جانب الرئيس بري، ودعت الى التوقف عند العبارة المعبرة جدا عن استياء الحزب والواردة في بيان استنكار الاساءة الى بري وتضمنت: «إن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح ، بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرق الصف وتمزق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها».
وإذ لاحظت المصادر السياسية، ان بيان التسامح لم يكن يحمل مبادرة، إلا انه كان في حدّ ذاته خطوة على طريق لملمة الشريط المسرب للوزير باسيل.
اعتذار برّي
ونقل النائب علي بزي عن الرئيس بري حول ما يحصل في الفترة الاخيرة قوله انه دائماً لم يكن السبب مثل النتيجة وقال:بطبيعة الحال هو لم يطلب إعتذاراً بل المطلوب تقديم إعتذار الى اللبنانيين كل اللبنانيين للإهانات والإساءات التي حصلت. والرئيس بري يمتلك من القوة والشجاعة والوعي والوطنية والأمانة والحرص على كل اللبنانيين ما يدفعه ان يقدم إعتذاراً الى كل اللبنانيين الذين لحق بهم أذى على الأرض، على رغم ان الجميع يعرف ان لا الرئيس بري ولا حركة «أمل» لها علاقة من قريب او بعيد بما حصل على الأرض. وهو كان يعمل دائماً خلال الأيام القليلة الماضية من اجل منع التحركات والتظاهرات والسيارات وقد اتصل بالقيادات الأمنية عبر المسؤول الامني في حركة «أمل» وبالجيش من اجل الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وعدم التعرض للمواطنين في اي منطقة من المناطق.
حركة الاحتجاجات مستمرة
تجدر الإشارة، إلى ان حركة الاحتجاجات التي يقودها شبان من مناصري حركة «أمل» بقيت مستمرة في الشارع، وكان جديدها تنظيم ،وقفة مستمرة رمزية تضامنية مع الرئيس برّي امام وزارة التربية في الأونيسكو انضمت إليها شقيقة رئيس المجلس الدكتورة هنادي برّي والمديرة العامة للتعليم المهني سلام يونس. كما تجمعت مجموعة من المناصرين في وسط بيروت، ونفذ اتحاد النقل الجوي وقفة تضامنية أمام مبنى الجمارك قرب المطار، ثم  توجه المشاركون إلى أمام قاعة الوصول للاعتصام، ورفع المعتصمون أعلام حركة «أمل».
وحال هذا  الاعتصام دون تمكن عدد من المشاركين في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد اليوم وغداً في أبيدجان،، من السفر، لكن وزارة الخارجية أعلنت ان التحضيرات اللوجستية متواصلة لعقد المؤتمر في موعده.
ونظمت أيضاً وقفات تضامنية مع برّي في كل من صور وبنت جبيل والقلعة، وفي مجمع نبيه برّي الثقافي في المصيلح ، حيث ألقيت كلمات نددت بالتطاول على رئيس المجلس.
ومساءً، انتشر الجيش في بلدة الحدث على اثر تجمع مناصرين لحركة «أمل» وسماع إطلاق نار لم تعرف مصادره.
وقال رئيس بلدية الحدث لتلفزيون «الجديد» ان مناصرين لـ«امل» حضروا على دراجات نارية وسيارات مما أثار بلبلة وردة فعل غاضبة وبلبلة في المنطقة، وتدخل الجيش، وتمّّ التواصل مع مسؤولين في الحركة الذين تنصلوا من الشبان. ونفت مصادر «امل» حصول إطلاق نار، لكن مُنسّق هيئة بعبدا في «التيار الوطني الحر» أكّد ذلك.
الحريري في أنقرة
في هذا الوقت، بدأ الرئيس الحريري زيارته الرسمية إلى تركيا، بمحادثات موسعة أجراها مع نظيره التركي بن علي يلدريم تناولت بشكل أساسي حول التعاون الأمني والنزوح السوري والحياد، قبل ان يستقبله مساء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي في أنقرة، وأجرى معه محادثات تناولت، بحسب المكتب الإعلامي للرئيس الحريري آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وكان الرئيس الحريري قد استهل زيارته إلى أنقرة بالتوجه صباحا إلى ضريح مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى أتاتورك، يرافقه وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق باسم السبع ونادر الحريري والسفير غسّان المعلم والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمّد خير حيث أقيم له استقبال أدّت خلاله التحية ثلة من حرس التشريفات ثم وضع اكليلا من الزهر على الضريح ووقف دقيقة صمت.
واعقب المحادثات الموسعة مع يلدريم مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين الرئيس الحريري، أشاد في خلاله رئيس الوزراء التركي بسياسة لبنان الحيادية معلنا انه سيزيد التعاون مع لبنان، وانه سيشارك في مؤتمري روما وباريس لتطوير البنى التحتية، فيما لفت الحريري ان لا مخرج للأزمة السورية سوى بحل سياسي يضمن وحدة أراضيها وحقوق جميع المواطنين السوريين، وبخاصة حقوق النازحين منهم، شاكرا مسارعة السلطة التركية بتسليم أحد المشتبه بضلوعهم في الاعتداء الارهابي الذي وقع في صيدا قبل أسبوعين.