التباعد الماروني – الشيعي: جعجع لإضعاف حزب الله وباسيل للتخلص من ميليشيا أمل
الحريري يلقتي ساترفيلد قبل مؤتمر روما.. وخلاف البون – افرام يهدّد لائحة روكز
في ذكرى 14 آذار، تفرق حلفاء الامس: الرئيس سعد الحريري في روما للمشاركة في مؤتمر دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وهو التقى في مقر اقامته في العاصمة الإيطالية مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وتناول معه التحضيرات الجارية لإنجاح مؤتمر دعم الجيش، فضلا عن النقاط المتعلقة بالنزاع الحدودي البري والبحري والنفطي بين لبنان وإسرائيل.
رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يعلن في مهرجان إعلان مرشحي حزبه للانتخابات النيابية والتي وضعت خطا فاصلا بين مرشحي هذا الحزب والمرشحين الآخرين، الذين يُمكن ان يتحالفوا مع حزب الله، في إشارة افتراقية إلى التيار الوطني الحر في مختلف الدوائر.
والأخطر في ذكرى 14 آذار، ما بدا ان تباعد شيعي- ماروني على مستوى الدولة ومؤسساتها.
فبعد ان كرّر الرئيس نبيه برّي انتقاده لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب، قبل أيام قليلة من بدء العقد العادي في أوّل الثلاثاء بعد 15 آذار، أطلق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، موقفا في احتفال أقامه التيار بذكرى 14 آذار اعتبر ان «المعركة أصبحت اصعب لأنها تحرير مؤسسات الدولة من الميليشيات الحديثة، في الحرب كنا بمواجهة دولة الميليشيات العسكرية، ونحن اليوم بمواجهة بدلة مدنية مع «كرافات» مبينا ان «من وقتها مرّ 16 شهراً، ولا نزال لوحدنا بمواجهة المافيا، والاصعب لأن انتظارات النّاس منا كبيرة».
وفي سياق الكلام، فهم ان إشارة باسيل «للبدلة العسكرية؛ ربما تعني الحرب مع «القوات اللبنانية» التي عرفت باسم حرب الالغاء، اما الإشارة إلى الدولة المدنية، فهو على الارجح يقصد حركة «امل» من دون ان يسميها.
وجاء موقف باسيل بعد يوم عاصف، كانت الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية مسرحه على خلفية تفريغ 570 استاذاً اعترض عليه التيار الوطني الحر ببيان قال فيه انه لن «يسمح بإقرار ملف يضم 80٪ من المسلمين مقابل 20٪ من المسيحيين».. معتبرا ان ملف الشيعة يساوي 52٪ والسنّة 23٪ و25٪ مسيحيين.
وعليه، صوت 14 من أعضاء مجلس الجامعة برفع الأيدي ضد المشروع، مقابل 10 أعضاء يمثلون «امل» وحزب الله، وامتناع 3 أعضاء عن التصويت سلباً أو إيجاباً وهكذا سقط المشروع، ليرفع من وتيرة التوتر بين الفريق الماروني بقيادة باسيل والفريق الشيعي بقيادة «امل» وبتعاطف من حزب الله، مذكراً بالصدامات في مجلس الوزراء والشارع حول المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، ومأموري الاحراج والناجحين في مجلس الخدمة المدنية (راجع ص 6).
مؤتمر روما- 2
في روما، وبحسب البرنامج الموضوع، فإنه من المفترض ان يفتتح المؤتمر أعماله عند الساعة الثالثة عصرا بتوقيت روما (الرابعة بتوقيت بيروت) في مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، بكلمة لرئيس وزراء إيطاليا باولو جانتيلوني، ثم يلقي الرئيس الحريري كلمة لبنان، كما يلقي الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس كلمة المنظمة الدولية، باعتبار ان الدعوة للمؤتمر موجهة من قبل مجموعة الدعم الدولية للبنان، والمخصص لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان.
وبعد التقاط الصورة التذكارية لرؤساء الوفود، يعقد المؤتمر جلسة عمل مغلقة، وأعطي لرئيس وفد كل دولة خمس دقائق للكلام، ثم يختتم المؤتمر بمؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الإيطالي انجيلينو الغانو.
وذكرت معلومات رسمية، ان الوفد اللبناني إلى المؤتمر يحمل خطة شاملة سيعرضها على الدول المشاركة لدعم الجيش والقوى الأمنية على مدى خمس سنوات، عرض قائد الجيش العماد جوزف عون الجانب المتعلق بالمؤسسة العسكرية، مع نظيره رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو، في لقاء جانبي عقد في مقر القيادة العسكرية الإيطالية، ومعروف ان غراتسيانو كان قائدا لقوات «اليونيفل» في جنوب لبنان، وله علاقات وطيدة مع ضباط الجيش اللبناني.
وكان العماد عون والمدير العام للأمم المتحدة اللواء عباس إبراهيم سبقا الوفد اللبناني بيوم، في حين رافق المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الرئيس الحريري في الطائرة إلى روما برفقة وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصرّاف.
وأمل الرئيس الحريري، الذي التقى بعد ساعة من وصوله إلى روما ساترفيلد، ان تكون نتائج مؤتمر روما اليوم إيجابية جدا لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، لتتمكن من الاستمرار في القيام بمهماتها في حفظ الأمن والاستقرار وتطبيق القرارات الدولية، كاشفا بأن الدعم العربي سيكون كبيرا، مشيرا إلى ان ما يهمنا هو ما يريده لبنان، وليس ما يريد المجتمع الدولي من لبنان مقابل المساعدات التي سيقدمها. وقال: «نحن هنا لنقول للمجتمع الدولي ما يلزمنا في لبنان وهذا المجتمع بسبب الإرهاب الذي تشهده المنطقة وأزمة اللاجئين والقرار 1701 يريد ان يدعم القوىالعسكرية اللبنانية وسنرى النتائج غدا (اليوم).
تجدر الإشارة إلى ان معظم الدول العربية ستشارك في المؤتمر، باستثاء تونس، السودان، العراق، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، مصر، الكويت، البحرين، الأردن، قطر، الجزائر، المغرب وعمان، إلى جانب البلد المضيف إيطاليا، وكل من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المانيا، بريطانيا، اسبانيا، روسيا، كندا، اليابان، الصين، كوريا، استراليا، الدانمارك، النمسا، فنلندا، السويد، سويسرا، هولندا، النروج، بولندا، رومانيا، الارجنتين، البرازيل، أرمينيا، قبرص، اليونان، تركيا، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والناطق بصفته عضوا مراقبا.
ذكرى 14 آذار
وكان الرئيس الحريري، قبل سفره إلى روما، قد ربط في بيان له، بين مؤتمر روما والذكرى الثالثة عشر لانتفاضة 14 آذار، معتبرا ان دعم الجيش والقوى الأمنية الذين هم حماة السيادة والاستقرار في لبنان وتدعيم الدولة وبناؤها، كانت المطالب التي ألفت حولها أكثر من مليون لبناني نزلوا إلى الساحات في ذلك اليوم التاريخي.
وقال ان 14 آذار انطلق من شهادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليشكل محطة فاصلة لا يُمكن تمحى من وجدان اللبنانيين الذين يتطلعون لقيام دولة العدالة والاستقرار، وهو سيبقىعلاقة فارقة في تاريخ لبنان وعنواناً للحرية والسيادة، ورفض الهيمنة والوصاية وجسرا للعبور الحقيقي إلى الدولة وإرادة الشرعية التي تعلو فوق كل الإدارات.
الا ان المناسبة وإن غابت كاحتفال، فإنها حضرت في مهرجانين له انتخابيين، الأوّل أقامه حزب القوات اللبنانية في ساحل علما لاعلان أسماء مرشحيه في الدوائر الانتخابية المختلفة، والثاني للتيار الوطني الحر في عشائه السنوي التمويلي للتيار في «الفوروم دو بيروت» تميز بهجوم عنيف اطلقه رئيس التيار الوزير جبران باسيل، ضد ما وصفه بالميليشيات المدنية التي تركت بدلة الميليشيات العسكرية وارتدت «كرافات؛ في إشارة ربما إلى القوات اللبنانية أو حركة «امل» وغير ذلك من الأحزاب، معتبرا ان المعركة باتت اصعب لأنها أصبحت تحرير مؤسسات الدولة من الميليشيات المدنية، التي وصفها «بالمافيا».
وقال: «إذا كنا نريد ان يستمر العهد، فيجب على التيار الذي هو دعامته ان يكون قويا بكتلته النيابية لنصل إلى حكومة العهد الأولى بكتلة وزارية قوية، لأن هذه فكرة الرئيس القوي، قوي ليس فقط بشخصه وشخصيته، بل بكتلته وشعبيته والا على الميثاق والدستور السلام»، جازما ان «الضعف يأخذ من الدولة دون ان يضيف شيئاً فتضعف الدولة وينتهي البلد. أما إذا كان قويا أعطى الدولة قوة تصبح هي الأقوى، والتيار لن يأخذ من الدولة مشاريع وتنفيعات، بل سيعطيها طاقاته لتكون المالية امتن وانظف»، لافتا إلى ان كل مال سياسي وخاصة المستورد هو اضعاف للدولة امام سياسييها، بينما الدولة القوية بحاجة إلى رجالات دولة يؤمنون لها مداخيل من ثرواتها.. معتبرا ان السياسي الذي يستقوي على دولته من ماله يفرغها من الداخل، وهو عميل كبير ان يستقوي على الدولة بنفوذ مستورد».
اما رئيس حزب القوات سمير جعجع، فلم يغب عن كلمته انتقاد مبطن للتيار الحر وهجوم مباشر على حزب الله الذي حمله مسؤولية الخلل الفاضح الموجود في الدولة، داعيا إلى عدم الاقتراع لصالح أية لائحة تضم أحداً يُبرّر أو يغطي هذا الخلل الفاضح الموجود في الدولة، من جرّاء فقدانها قرارها الاستراتيجي والذي سببه وجود دويلة في داخلها. مشددا على ان المسؤول في الدرجة الأولى عن وجود هذا الخلل هو حزب الله وفي الدرجة الثانية من بدأ على العمل من أجل تغطيته وإيجاد المبررات لممارساته.
وفي اشارة لا تخلو من غمز من قناة «التيار الحر» ردّ جعجع على أصحاب نظرية اما البواخر أو العتمة بالقول: لا بواخر لا ظلمة بل كهرباء بيضاء نظيفة لا تشوه سمعة الدول وتستنزف ماليتها، مؤكداً ان حل معضلة الفساد لا يكمن في الطروحات النظرية لتعزيز أجهزة الرقابة والمساءلة والمحاسبة وإلى هناك من طروحات وشعارات طنانة، فهي ليست بالنصوص وإنما بالنفوس والأشخاص المعنيين، باعتبار ان حل مسألة الفساد سهل وليس على المواطن سوى انتخاب شخص نظيف وعندها سيصبح كل شيء نظيفاً من دون نصوص ولا من ينصون.
مرشحو «القوات»
وتبين من أسماء المرشحين الـ19 الذين أعلنهم جعجج مساء أمس، ان «للقوات» مرشحين اثنين في دائرة بيروت الأولى هما: عماد واكيم عن المقعد الارثوذكسي، ورياض عقل عن مقعد الأقليات، ومن العدد الأكبر لمرشحيها هم في دائرة الشمال الثالثة التي تضم البترون وبشري، والكورة وزغرتا، وهم: ستريدا جعجع وجوزف اسحاق (عن المقعد الماروني في بشري) فادي سعد (عن المقعد الارثوذكسي في الكورة) ماريوس بعيني (عن المقعد الماروني في زغرتا).
وفي دائرة الشوف – عاليه، كان لها أيضاً مرشحان هما النائب جورج عدوان عن المقعد الماروني في الشوف وانيس نصار عن المعقد الارثوذكسي في عكار.
وكذلك الأمر بالنسبة لدائرة كسروان – جبيل، حيث رشحت كلاً من: شوقي الدكاش عن المقعد الماروني في كسروان، وزياد حواط عن المقعد الماروني في جبيل.
أما في بقية الدوائر، فقد اكتفت القوات بمرشح واحد على النحو الاتي: عجاج حداد (عن المقعد الكاثوليكي الماروني في البقاع الغربي) جورج عقيص (عن المقعد الكاثوليكي في جزين) ايلي لحود (عن المقعد الكاثوليكي في زحلة) انطوان حبشي (عن المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل) فادي سلامة (عن المقعد الارثوذكسي في مرجعيون – حاصبيا) وهبه قاطيشا (عن المقعد الارثوذكسي في عكار)، إدي أبي اللمع عن المقعد الماروني في المتن.
واللافت ان ثلاثة نواب فقط من أصل ثمانية، كانوا في عداد كتلة نواب «القوات» عادوا مرشحين، وهم ستريدا جعجع وعدوان وكرم، فيما خرج كل من النواب: انطوان زهرا (البترون) ايلي كيروز (بشري) وطوني أبوخاطر وجوزف المعلوف وشانت جهجيان (زحلة)، وحضر هؤلاء جميعاً احتفالية «القوات» في ساحل علما، باستثناء النائب زهرا، الى جانب مرشحين آخرين، اعتبروا أصدقاء للقوات، من بينهم الإعلامية جيسيكا عازار، وحرص جعجع على توجيه تحية للنواب الذي سلموا الامانة النيابية من أجل استلام أمانة أخرى حزبية وفي الشأن العام.
في مجال آخر أعرب نائب كسروان عن تخوفه، من أن يؤدي شدّ الحبال بين النائب السابق منصور غانم البون ورئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام، والحملات المتبادلة بين الشخصين المرشحين أن تكون على لائحة العميد المتقاعد شامل روكز إلى فرط هذه اللائحة..
فبعد ان جدد افرام موقفه من لائحة روكز هي «قائمة» وليست لائحة موجها انتقادات إلى البون، تحدثت معلومات ان البون يتجه إلى تفجير ما وصف «بمفاجأة» انتخابية، قد تكون قبل تسجيل اللائحة في وزارة الداخلية، ما لم يتم تدارك الموقف قبل فوات الآوان، ووقف الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.