بورصة «إنهيار التحالفات».. وهستيريا انتخابية بين «القوات» والعونيين
ميقاتي يُعلِن لائحة العزم في الشمال-2 وباسيل يتوعَّد من «أم المعارك» في كسروان
بات من يتابع اخبار الانتخابات قبل أربعة أيام من سحب الترشيحات وثمانية أيام من تسجيل اللوائح، كمن يتابع «أخبار البورصة»، فلا شيء يستقر على حال، تبدلات، إعلان لوائح، انفراط تحالفات، تغيير في التكتيكات، خطابات جديدة، خداع اعلامي، تضليل وحملات ويخلق الله ما لا تعلمون..
«حرب الشتائم»
ما كان ينقص اللبنانيين سوى حرب الشتائم التي اندلعت بين القوى السياسية في الوقت الذي بدأت تتضح طبيعة الافتراقات السياسية، بدل التحالفات الانتخابية، ولا سيما بين فرقاء الصف الواحد، تحت وطأة الهوس الانتخابي بالفوز بهذا المقعد النيابي أو ذاك، وتحت وطأة تجييش الجمهور للوصول إلى الحاصل الانتخابي الذي يؤمن الفوز لهذا الفريق السياسي أو ذاك، وكأن الشتائم جاءت بمثابة «تعويض» عن كل التفاهمات السابقة، ومؤشر على انفراط عقد المساعي لنسج تحالفات كان يفترض ان تتم سواء بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» اللذين انخرطا في تسوية سياسية تحت عنوان «تفاهم معراب» أو بين «القوات» وتيار «المستقبل» حليفي انتفاضة 14 آذار 2005.
واللافت أن هذه الحرب اشتعلت على هامش الجولة الانتخابية التي بدأها رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل في منطقة كسروان، لحشد مناصري التيار، بعدما نجح في إعادة لملمة أطراف لائحة العميد شامل روكز بضم النائب السابق منصور غانم البون إليها، رغم الخلافات التي عصفت بينه وبين المرشح نعمة افرام، حيث لوحظ ان البون رافق الوزير باسيل في هذه الجولة، وتحديداً في بلدة ذوق مكايل، مع العميد روكز والنقيب شرف بو شرف والوزير السابق زياد بارود والمرشح روجيه عازار.
وخلال هذه الجولة، كانت لباسيل مواقف لم يوفّر فيها نواب المنطقة السابقين، ومن بينهم النائب السابق فريد هيكل الخازن، عندما قال من دون ان يسميه: «اسألوهم ماذا فعلوا بكسروان قبل تمثيلن لكسروان؟». وأسألوهم عمّا يحملونه من مشاريع للمستقبل، هم يريدون ردنا إلى الخلف ونحن نريد ان نتقدم»، وسارع الخازن للرد على باسيل، قائلاً: «ما فعلنا لكسروان ولبنان قبلكم اننا لم نعطل مجلس النواب أو الحكومة من أجل موقع في السلطة ولم نتهم بصفقات مشبوهة».
واضاف: «عندما نسألك عن البترون أسألنا عن كسروان».
لكن باسيل واصل هجومه على خصومه مؤكداً انه «آن الأوان لكي نعذبهم مثلما عذبونا منذ العام 1990»، مصارحاً «باننا نريد ان يخسروا الانتخابات»، الا انه في إشارة إلى الائتلاف الذي نسجه مع زعماء سياسيين في المنطقة من خارج التيار، قال ان كل المرشحين سيكونون معنا في تكتل «الاصلاح والتغيير» ويلتزمون بقرارنا السياسي»، واصفاً معركة كسروان بالكبيرة وكذلك الحصار اقوى، وقال ان كل ما يحصل بهدف واحد هو اضعافنا في الوقت الذي نحن نريد بلداً قوياً وعهداً قوياً.
ولم تخل مواقف باسيل من غمز من قناة «القوات اللبنانية»، لا سيما في موضوع الكهرباء، عندما قال انه «لو لم تلق خطة الكهرباء اعتراضاً لكانت نفذت قبل نهاية العام 2015، وكنا انتهينا من أزمة الدواخين، انهم لا يعرفون تاريخنا، انهم يوجهون إلينا كل الكلام كالفساد، مقابل العمل الذي نقوم به من أجل لبنان، نتكلم بالسيادة والازدهار والانتشار وهم لا يملكون الا الشتيمة».
وبطبيعة الحال، وصل صدى هذا الكلام إلى زحلة، حيث أعلنت لائحة التحالف بين «القوات» و«الكتائب» وكانت لنائب رئيس الحكومة وزير الصحة القواتي غسّان حاصباني كلمة في مهرجان إعلان اللائحة، لم يوفّر فيها لا «التيار الوطني الحر» ولا حتى تيّار «المستقبل»، وشدّد فيها على الشفافية واحترام القانون، وقال غامزاً من قناة «التيار الحر»، «ليس كلما تخاصم البعض أو تصادموا أو تحالفوا يستطيعون تجاوز القانون وتمرير الصفقات التي يريدون»، لافتاً إلى اننا «نحاصر بطرق أخرى، اما لا كهرباء أو تمشون على ذوقنا، ها نحن نقول لهم اما ان تمشوا بالقانون أو امشوا انتم من هون».
ثم ردّ على الحريري من دون ان يسميه قائلاً «ان «القوات» ليست بحاجة إلى «منجم مغربي» لمعرفة أين ذاهب البلد، ولهذا السبب لا نريد الالتجاء الى أساليب الحماية بالخرزة الزرقا من العين أو من صيبة العين، لا نريد الالتجاء إلى هذه الأمور لأننا فشلنا، بل نتكل على الله وعلى سواعد أهلنا لننهض بالبلد».
ومثلما ردّ الخازن على باسيل، سارع وزير الطاقة سيزار أبي خليل للرد على حاصباني، قائلاً عبر «تويتر»: «روحوا تعلموا القانون والعمل الوزاري، واعملوا شيء انجاز في وزارتكم، كفى متاجرة بمصالح المواطنين والمراهقة».
ورد رئيس مصلحة الإعلام وجهاز التواصل في القوات شارل جبور على أبي خليل، قائلاً: «اذا كنت تقصد القوات نقول لك أنت المراهق وانت الجاهل».
كما ردّ مرشّح تيّار «المستقبل» عن المقعد الماروني في طرابلس جورج بكاسيني على حاصباني الذي تعرض فيه لشعار حملة التيار الانتخابية، فقال عبر «تويتر»: «شكرا دولة الرئيس معالي وزير الصحة أكدت المؤكد.. وأكيد «صار بدا» خرزة زرقا لصد… شو قولك؟ فهمك كفاية أو بدك توضيح؟».
على ان تبادل الاتهامات لم يتوقف عند حدود كسروان وزحلة، بل وصلت تداعياته إلى طرابلس، حيث أعلن الرئيس نجيب ميقاتي لائحة «العزم» من فندق «كواليتي إن»، إذ أوضح ميقاتي انه كان طلب إقامة حفل إعلان اللائحة في معرض رشيد كرامي الدولي، لكنه تبلغ انه غير مسموح له بذلك لأن القانون يمنع استخدام الأماكن العامة لأغراض انتخابية.
وقال معلقاً على ذلك: «نحن نخضع للقانون في وقت نجد أهل السلطة يستخدمون كل الأماكن العامة دون حرج في خرق فاضح للقانون، مذكرا «انه في سنة 2005 عزف عن الترشح بسبب توليه رئاسة الحكومة يومذاك، وقال غامزا من قناة الرئيس الحريري: «من هنا يبدأ تنفيذ القانون».
وقال ان هذه اللائحة تخوض معركة إثبات الذات التي لا تحتاج وصيا ولا كفيلا ولا مقررا من خارج المدينة. هدفنا إعادة طرابلس عاصمة الوطن الثانية قولا وفعلا بعدما تعرّضت لتهميش ممنهج وتعطيلا مقصودا».
وضمت لائحة ميقاتي إليه، كلا من: توفيق سلطان، الدكتور محمّد الجسر، الدكتور رشيد المقدم، والدكتورة ميرفت الهوز عن المقاعد السنية في طرابلس، الدكتور علي درويش عن المقعد العلوي، الوزير السابق جان عبيد عن المقعد الماروني، والوزير السابق نقولا نحاس عن مقعد الروم الارثوذكس، والنائب كاظم الخير عن المقعد السني في المنية، والدكتر محمّد الفاضل والدكتور جهاد يوسف عن المقعدين السنيين في الضنية.
تجدر الإشارة إلى انه تمّ أمس اعلان أربع لوائح انتخابية، بما في ذلك لائحة العزم في طرابلس، وهي:
– لائحة الوفاء والامل في دائرة بعلبك – الهرمل، وتم إعلانها برئاسة الوزير حسين الحاج حسن من قلعة بعلبك التاريخية.
– لائحة تحالف «القوات» والكتائب في زحلة تحت شعار «زحلة قضيتنا» وضمت: القاضي جورج عقيص (روم كاثوليك)، النائب ايلي ماروني (موارنة)، ميشال فتوش (روم كاثوليك)، محمّد علي أحمد مينا (سنّة)، قيصر نعيم رزق المعلوف (روم الارثوذكس)، عامر محمّد الصبوري (شيعة)، بوغوص كورديان (ارمن ارثوذكس).
– لائحة «القوات» والمستقلين في المتن الشمالي، وضمت: ادي أبي اللمع، رازي الحاج، شكري مكرزل، وجنرال هاشم زرد (عن المقاعد المارونية)، آرا كيونيان (ارمن ارثوذكس)، لينة مخيبر وجيسكا عازار (روم ارثوذكس) وميشال مكتف (روم كاثوليك).
وتزامن إعلان هذه اللوائح، إعلان رئيس حركة «الاستقلال» ميشال معوض تحالفه الانتخابي مع التيار الوطني الحر مع إبقاء تحالفه السياسي مع «القوات».
مجلس الوزراء
وسياسياً، استبعدت مصادر وزارية لـ«اللواء» إصدار مجلس الوزراء تعيينات في جلسته هذا الثلاثاء، وأشأرت إلى أن ما من شيء مؤكد خصوصا أن الأمر يطرح من خارج جدول الأعمال.
ولفتت إلى أن ملف الكهرباء بدوره قد يعاد طرحه من زاوية التأكيد على تخصيص جلسة له بعدما طلب الرئيس ميشال عون من الوزراء تحضير اقتراحات.
إلى ذلك توقعت مصادر وزارية أن يطلع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الوزراء على نتائج مؤتمر روما في الوقت الذي أكدت فيه أن ثمة مسؤولين دوليين لم يتحدثوا أمام بعض الوزراء عن معطيات جيدة ما فسر بأن ما من التزامات مباشرة تجاه لبنان وهو أمر اعتبرته المصادر بأنه يحمل تخوفا معينا.
وأوضحت المصادر أن ما حكي مؤخرا عن تدريبات تجريها سفن أميركية في المنطقة يستدعي استفسارا علما أن ما من معطيات واضحة حول الموضوع.
إلى ذلك تعقد اللجنة العليا التوجيهية لمواجهة أزمة النازحين السوريين اجتماعاً لها بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي بحضور الرئيس الحريري والوزراء المعنيين وسفراء عرب وأجانب ومسؤولين في الأمم المتحدة.
وكان الرئيس الحريري أكد، خلال استقباله وفداً شعبيا من مناطق بيروتية، في «بيت الوسط» ان هدف مؤتمر، روما دعم وتقوية الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وهذا من شأنه تعزيز سلطة الدولة كلها وتأمين الاستقرار في كل لبنان، لأن الدولة تبقى هي المظلة والضامنة لأمن جميع اللبنانيين من دون استثناء.
وتطرق الحريري إلى الشأن الانتخابي، فقال: هناك من يحاول استغلال أوضاع العاصمة ويزايد علينا للوصول إلى مجلس النواب، كذلك ادعو الجميع إلى التصويت بكثافة لقطع الطريق على هؤلاء، وكل من يمتنع عن التصويت يعمل على تسهيل وصول جهات معروفة الارتباطات، ولا يعنيها من بيروت سوى الاستيلاء على قرارها السياسي لخدمة اجندات خارجية.
ورعى الحريري السبت مهرجان «شمس الربيع» في شارع بربور، وأمس الأحد حفل تخريج دورة الاطفائيين المتمرنين في الملعب البلدي في الطريق الجديدة.