Site icon IMLebanon

إغتراب القارات يقترع: ننتظر من القيادات السماح ببناء البلد!

إغتراب القارات يقترع: ننتظر من القيادات السماح ببناء البلد!
الحريري يعترف بأخطاء ارتكبت بحق عكار .. وباسيل يهاجم بري وجنبلاط ويحيِّد حزب الله

على صورة لبنان ومثاله.. بدت الانتخابات النيابية، في المحطة الثانية، في الانتشار اللبناني حول العالم، وفي القارات من آسيا إلى افريقيا وأميركا وأوروبا واستراليا، حيث توافد المغتربون الذين يشكلون ما لا يقل عن 70355 من المسجلين للاقتراع إلى الأقلام، وفقاً للدوائر الـ15.
على ان الأبرز في المعادلة هو ان نظرة اللبنانيين هناك، تشبه نظرة اللبنانيين هنا، وهواجس الانتشار تناظر هواجس اللبنانيين في وطنهم: الكل يبحث عن إيصال صوته، ولو عبر صناديق الاقتراع الممهورة بتوقيع رؤساء الأقلام، والمختومة بالشمع الأحمر، على الرغم من الشوائب، وكما حصل في استراليا، عندما حضر المقترعون دون جدوى، فالاسماء لم تدرج في لوائح الشطب.
مؤدى الصوت: «نريد بناء بلادنا»، لكن الشخصيات السياسية الكبيرة تحول دون ذلك.. الصور وصلت إلى الداخلية حيث كانت الكاميرات هناك تصوّر، وهي موصولة بوزارة الداخلية، على ان تفرز الصناديق في الدوائر المخصصة مع فرز النتائج بعد انتهاء الاقتراع في بيروت والمحافظات في 6 أيّار.
اللبنانيون في الانتشار يبحثون عن ديمقراطية بلا انتماء طائفي، ولكن هذا هو لبنان وهذا هو نظامه الانتخابي.
لم تخف وكالة «فرانس برس» القلق عندما اشارت إلى «ان اقتراع المغتربين يثير تساؤلات إزاء شفافية آلية نقل الأصوات من الخارج».
ثغرات وأخطاء
وإذا كانت عملية اقتراع المغتربين في القارات الخمس أمس الأحد، اختباراً جديداً وتجربة لم تكن مسبوقة، للدولة وللمغترب الذي أصبح شريكاً فعلياً في العملية الانتخابية، يفترض ان تتكرس في الدورة المقبلة عام 2022 باختيار ستة نواب جُدد للمغتربين، فإن العملية حفلت أمس، بالعديد من الثغرات الشكلية والاجرائية والادارية كما حصل في انتخابات مغتربي الدول العربية يوم الجمعة، ذهبت بعض الاطراف السياسية الى اعتبارها مقصودة لأنها تؤثر على عدد ناخبيها، وبالتالي على مجمل النتائج في نهاية يوم الاحد المقبل بعد فرز النتائج. لكن وزير الداخلية اوضح انها ثغرات واخطاء قليلة لا تؤثر على مجمل العملية الانتخابية وبعضها تمت معالجته فورا، مثل النقص في اعداد اللوائح الانتخابية وعدم ايصال جوازات سفر لنحو 400 مقترع جرى اصدارها وتعذر نقلها، واعداً بمراجعة هيئة الاستشارات في وزارة العدل، بإمكان السماح لهؤلاء بالاقتراع في لبنان.
ومن الثغرات التي سجلت، ان الناخب لم يكمل عملية التسجيل الالكتروني، وضع اسم الناخب في قلم غير القلم الذي يصوت فيه وتمت معالجتها. اختلاف بتهجئة الاسماء عولجت فورا، توزيع العائلات على اقلام متعددة بعيدة عن منطقة السكن وهي بالالاف ما ادى الى عدم التصويت. وقد شكا منها مندوبو المستقبل و«التيار الحر» كما «امل» و«المردة» و«القوات». عدا عن ابقاء مغلفات الاقتراع مفتوحة ووضعها في الصندوق وهوما يعرض الانتخاب لمخاطراحتمال تزوير عبر سهولة تغيير اللائحة بلائحة اخرى.
ولكن امين سر هيئة الإشراف على الإنتخابات عطا الله غشام قال في تصريح من وزارة الخارجية ان «العملية تسير بشكل جيد ولا ملاحظات على سيرها».
اما مشكلة نقل الصناديق من الأقلام في هذه القارات، بعدما تبين ان شركة DHL لا تعمل خلال هذين اليومين في أميركا اللاتينية بسبب عطلة عيد العمال، على غرار ما حصل في بعض الدول العربية، فقد اوجدت الخارجية حلاً لها، من خلال نقل الصناديق ضمن الحقيبة الدبلوماسية على متن رحلات لشركات طيران أخرى.
وكانت عمليات الاقتراع بدأت في استراليا عند منتصف ليل السبت – الأحد بتوقيت لبنان (السابعة والنصف صباحاً بتوقيت استراليا) وانتهت بعد الظهر بتوقيت بيروت – حيث بلغت نسبة الاقتراع أكثر من 58 في المائة، باقتراع 6829 شخصاً من أصل 11826 سبق ان سجلوا اسماءهم، فيما بلغت النسبة في أرمينيا 42 في المائة، باقتراع 130 شخصاً من 311.
وبلغ عدد الناخبين المسجلين في 32 دولة أميركية وأوروبية وافريقية 70 ألفاً و355 ناخباً، لكن أكثر من نصفهم لم يتقدّم للاقتراع، بسبب الإشكالات والشكاوى فضلاً عن بعد المسافات بين أماكن سكنهم وأقلام الاقتراع.
وعلى هذا اقترع في أوروبا 8504 ناخبين من أصل 24484 بنسبة 42.90 في المائة، وغوادلوب 89 مقترعاً من أصل 276 وفي افريقيا اقترع 3343 من أصل 6414 بنسبة 52.15، وفي أميركا اللاتينية اقترع 984 من أصل 5602 بنسبة 18 في المائة.
ويفترض ان تنتهي عمليات التصويت في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية عند الثامنة من صباح اليوم بتوقيت بيروت، وكانت نسبة التصويت فيها هي الأدنى، حيث اقترع 2501 من أصل 21442 بنسبة 11.7  في المائة.
وبينما تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق العملية من وزارة الخارجية التي زارها الوزير جبران باسيل مرتين أمس، تابع الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا العملية، اعتباراً من ساعات الفجر الأوّلي، وتلقى تباعاً تقارير من وزارتي الخارجية والداخلية عن نسب الإقبال على الاقتراع مع وجود فوارق في التوقيت بين بيروت وعدد من الدول.
وعبر الرئيس عون عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والاجراءات التي رافقتها لاسيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع، وهو تبلغ عن وصول اقلام الاقتراع من الدول العربية الى مطار رفيق الحريري الدولي والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل.
واستبعدت مصادر مطلعة أن يوجه الرئيس عون رسالة جديدة في ما خص الملف الانتخابي باعتبار أنه قال ما أراد قوله عشية انطلاق الانتخابات يوم الجمعة.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس عون قد يكرر بعض المواقف خلال نشاطه الرسمي. وأفادت أن الرئيس عون سيمارس حقه الانتخابي يوم الأحد المقبل في السادس من أيار المقبل لدى اقتراعه في بلدته حارة حريك, مسقط رأسه.
إلى ذلك، لم يعرف ما إذا كانت هناك جلسة حكومية هذا الأسبوع أم لا مع العلم أن الحكومة تستمر في الانعقاد حتى ليل 20 أيار موعد انتهاء المجلس النيابي الحالي حيث تصبح بعد ذاك مستقيلة على أن تواصل تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
تصعيد بري – باسيل
وفي الوقائع اليومية الانتخابية، وبعد التصعيد الخطابي بين الرئيس نبيه برّي ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل يوم السبت، حيث تبادلا المواقف النارية، تراجعت حدة هذا الخطاب أمس الأحد، خاصة لدى باسيل الذي تكلم في ثلاثة مهرجانات للتيار وحلفائه في الدامور وزغرتا وبعبدا، خافضاً من سقف كلامه بإتجاه برّي، وتحدث بصورة عامة عن ضرورة الاصلاح ومكافحة الفساد ودعم العهد وبناء الدولة القوية، لكن مهرجان لائحة بعبدا الذي اقامه التيار قرب مفرق القصر الجمهوري عصر امس، اقتصر على حضور اعضاء لائحة الوفاق الوطني بمن فيهم النائب علي عمار والمرشح فادي علامة وعدد من مسؤولي التيار وغاب اي حضور لحركة «امل» و«حزب الله»، كذلك اقتصرت الكلمات القصيرة على باسيل ومرشحي التيار الثلاثة النواب الدكتور ناجي غاريوس وحكمت ديب والان عون.
واكد باسيل في كلمته ان «الاتفاق مع حزب الله لم يحصل على اساس مقايضة أو مصلحة، بل هو استراتيجي لا يستطيع احد المساس به من الخارج وهو اتفاق بين اقوياء»، واصفاً الرئيس عون والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله بالجبلين اللذين لا يلتقيان لكنهما التقيا في مقاومتين منذ 12 سنة.
وقال: «اننا كلنا بعد الانتخابات و6 ايار، على موعد مع مقاومة الفساد، فنحن وحزب الله على موعد ليس لمكافحة الفساد بل لمقاومته بعد 6 أيار».
وإذا كان باسيل تجنّب الإشارة إلى برّي في مهرجان بعبدا، الا انه لم يوفّر، في المقابل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مهرجان لائحة «ضمانة الجبل» في الدامور، في حضور الوزير طلال أرسلان، لكنه اكتفى بالغمز، حيث اعتبر ان «المصالحة لا تكون من أجل التهويل والتهديد»، وانها «تكون حقيقية عندما لا يشعر أي مواطن بالتهميش»، مشددا على ان «المسيحيين شركاء في الجبل وليسوا اجراء عند أحد».
اما الرئيس برّي الذي احبط جمهوره بعدم حضوره شخصيا مهرجان «عهد القسم» الذي اقامته حركة «امل» مساء السبت في صور، لدواع أمنية، مكتفياً بالاطلالة عليه عبر الشاشة، فقد خصّ باسيل، من دون ان يسميه، بمجموعة من «الغمز واللمز» واصفاً اياه «بالبرغوث» الذي «يبزغت» اليوم في دائرة صور- الزهراني، مؤكدا انه «لن يقبل بجبل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسيا، ولن يسمح باضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة».
وقال: هناك اليوم من يحاول ان يسلك الطريق إلى محولة تدير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين أحدهما يرغب اليوم في دائرتنا»، معيدا إلى الأذهان كلام الرئيس ميشال عون عندما دعا إلى «نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن»، وأضاف متسائلاً: «هل يسمع الاقربون والابعدون والاقربون خصوصا هذا الكلام؟».
وكان الرئيس برّي استهل كلمته بوعد قال انه سيكشفه ذات يوم في لقاء قريب مع جمهوره عن الأسباب التي حالت دون ان يطل عليه شخصيا.
وعلمت «اللواء» ان برّي كان تبلغ منذ قرابة شهرين معلومات من أجهزة أمنية بضرورة الاقلال من تنقلاته لأسباب أمنية، من دون كشف تفاصيل.
الحريري في عكار والضنية
في هذه الاثناء، وفيما يدخل لبنان سباق والمائة متر الانتخابي، وصولا إلى يوم الاستحقاق الكبير يوم الأحد المقبل، ينهي الرئيس سعد الحريري جولته الانتخابية اليوم في الشمال، بزيارة البترون والكورة، بعدما كان جال يومي أمس والسبت في الضنية- المنية وعكار، على ان يخصص ما تبقى من أيام للمعركة الانتخابية في بيروت.
وشكلت جولة الحريري الشمالية، والتي لم تستثن بلدة أو قرية ولا سيما في قضائي المنية والضنية وعكار، مناسبة لدعوة مؤيديه وانصاره إلى التصويت بكثافة في الانتخابات للتأكيد على التمسك بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنعا لعودة الوصاية إلى الشمال تحديداً، الذي وصفها بأنها «أفضل نموذج للعيش المشترك».
وبطبيعة الحال، لم تخل مواقف الحريري من انتقادات لخصومه المرشحين في لوائح منافسة، الذي قال عنهم انهم «طعنوا بابن الشهيد وبمسيرة الشهيد، بحجة انهم مع مسيرة الشهيد». معلنا رفضه الاجتماع مع من يطعن ويخون ومع من لا يكون صادقاً، كاشفا انه حاول سابقا واجتمع مع هؤلاء وخضنا انتخابات مشتركة واتفقنا على أساس ان نحافظ على وحدة الصف، ولكن كان هناك من يخون، وبالتأكيد لست انا»، وانهم بعض هؤلاء يجر الشباب إلى أماكن لا تحمد عقباها والآن ندفع الثمن.
وقال انه يعمل على قانون عفو بسبب هؤلاء الذين حرضوا الشباب واوصلوهم إلى ما هم فيه اليوم، مؤكدا ان قانون العفو سيقر، وان وحدة الصف يجب ان تكون مع أشخاص يخافون على الصف وليست لديهم مصالح شخصية، وهذا هو الفارق بين من يضحي ويقيم تسويات لمصلحة البلد والناس، وبين من يغتنم الفرص.
وإذ اقر بحصول أخطاء ارتكبها تيّار «المستقبل» بحق عكار، وبوجود عتب عليه وغضب من البعض وملاحظات على طريقة العمل، الا انه اعتبر ان ذلك لا يجب ان يُشكّل سبباً للبقاء في بيوتنا، قائلاً: «انتم ترون امام اعينكم ان سعد الحريري طراز 2018 غير سعد الحريري طراز 2005.. جاي فول ابشن في الـ 2018».
وأوضح الحريري، خلال زيارته للمنية الملابسات التي قضت بترشيح عثمان علم الدين بدل النائب كاظم الخير، مؤكداً انه لم يأت لإقفال بيت سياسي في المنية، مشيراً الى انه حصل اتفاق، نزولا عند رغبة العديد من فعاليات البلدة، بعد وفاة النائب السابق هاشم علم الدين، باعتماد مبدأ المداورة في الترشيح، ويومذاك كانت النيابة في بيت علم الدين ولم يقل ان بيت الخير أقفل، وحين أصبح  غيره نائباً (كاظم الخير) لم يقل أحد ا بيت علم الدين أقفل».
وتابع غامزاً من الرئيس نجيب ميقاتي الذي أخذ الخير على لائحته: خصومنا في قلب بيئتنا السياسية منتشرون في كل لبنان، من الشمال لبيروت للبقاع والجنوب، وبينهم أشخاص جعل منهم رفيق الحريري نواباً ووزراء، وبينهم جعل منهم سعد الحريري، نوابا ووزراء ورؤساء وزراء ايضاً!