IMLebanon

أيام تغيِّر معادلة: نحن أو لا أحد؟

بيروت الثانية ترفض التخويف ومرشَّحي المظلة.. والحريري يمنح الصوت التفضيلي لباسيل
تستغيث اللوائح الكبرى، لوائح السلطة، بالجمهور الذي أهملته لسنوات، وبحثت (أي السلطة) التي توصل الليل بالنهار، لا لخدمة مصالح النّاس البسطاء، بل لحثهم ان يكونوا، وقوداً لمحركاتهم الانتخابية، ان في الشارع أو في صناديق الاقتراع، وكأن إهمال لسنوات لا يكفي، ليعود هؤلاء، ويخرجون إلى الساحة بثياب وعّاظ وغيارى، على بيروت، والجنوب والشمال والجبل والبقاع من دون ان يقيموا وزناً لوعي النّاس المتنامي، من ان «الثعلب» وان برز في ثياب الواعظينا، فهو لا دين له، ومن يعتقد خلاف ذلك، فهو مخطئ.. فالايام الخمسة، قد تغير المعادلة التي درجت عليها السياسة والانتخابات: نحن (السلطة) أو لا أحد؟
5 أيام عجاف، لكنها حافلة بالتطورات، قبل ان تهدأ الحملات وتتوقف عنتريات المهرجانات، على وقع تغيرات مرتقبة في الواقع الميداني العسكري، في ظل قرار إسرائيلي، مدعوم من التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة، بتوجيه ضربات دائمة إلى مواقع إيرانية في سوريا، من زاوية التفويض الذي منحه الكنيست الإسرائيلي  لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، باتخاذ قرار الحرب مع وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان بمفردهما، وبالتزامن أعلن حزب الله على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان الحزب لن يبدأ أي حرب، وسلاحه لن يتركه الا بعد زوال كيان إسرائيل، وهو مستعد لكل الاحتمالات، بما فيها عدوان صهيوني كبير.
مجلس الوزراء
وسط هذه الأجواء الانتخابية المحتدمة والساخنة غير المسبوقة في التاريخ اللبناني، وجد المسؤولون امامهم فرصة لتمرير مجموعة تعيينات في مجلس الوزراء الذي تقرر ان ينعقد قبل ظهر الخميس في بعبدا برئاسة الرئيس عون وعلى جدول أعماله 44 بنداً، معظمها ما يتعلق بشؤون وظيفية ومالية ومتفرقة إلى جانب بنود الهبات والسفر.
واللافت في جدول الأعمال الذي وزّع أمس على الوزراء بند يتعلق بطلب المجلس الاقتصادي والاجتماعي ملء 20 مركزاً شاغراً لديه، وطلب وزارة الاشغال العامة والنقل تعيين المهندس طالب عواضة عضواً في لجنة التخمين البدائية في قضاءي صيدا وجزين بسبب شغور المركز، وكذلك طلب وزارة الداخلية والبلديات الاستمرار في استخدام الأشخاص الذين جرى استخدامهم بالفاتورة للعمل في المديرية العامة للأحوال الشخصية وعددهم 151 شخصاً، ونقل الاعتمادات اللازمة لهذه الغاية، وهو بند مؤجل من جلسة 26/4/2018، التي غاب عنها الوزير نهاد المشنوق، ولهذا السبب أيضاً ادرج بند طلب وزارة الداخلية تمديد مهلة الاستفادة من شبكة الخطوط الرباعية المقفلة المخصصة للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي.
وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان قائد قوات «اليونيفل» العاملة في الجنوب الجنرال مايكل بيري، ركز في لقائه مع الرئيس عون أمس على عوامل الاستقرار وسط امتلاكه معلومات تتيح له التخوف من تطورات في المنطقة نتيجة لبعض الأمور كنقل السفارة الأميركية  إلى القدس وموضوع غزة.
وأكد بيري أن جهوزية اليونيفل قد رفعت لأقصى الدرجات وان هناك تنسيقا يتم بين الجانبين لكل التفاصيل.
وتحدث قائد قوات «اليونيفيل» عن تواصل دائم يجريه مع الجانب الإسرائيلي كي لا تقدم إسرائيل على أي امر على الخط الأزرق،  كما أبدى تأييده لمطلب الحكومة بإعادة  اللجنة الثلاثية البحث بالنقاط الـ13 المتنازع عليها.
وكان الرئيس عون قد جدد خلال اللقاء رفض لبنان بناء الجدار الاسمنتي على اراض لبنانية، لافتاً إلى ان اللجنة الثلاثية العسكرية اللبنانية والاممية الاسرائيلية ستعاود البحث في إزالة التعديات الإسرائيلية في النقاط الـ13 من الخط الأزرق التي تحفظ لبنان عليها.
الصمت الانتخابي
بعد انتخاب اللبنانيين المغتربين في الدول العربية والعالم بنسبة اقتراع مقبولة، بحسب تعبير وزير الخارجية جبران باسيل، تكون البلاد قد دخلت عملياً في مدار أسبوع الاستحقاق النيابي، لكن يفترض ان يتوقف القطار الانتخابي في محطة ثالثة أشبه باللوجستية، الخميس في السرايات الرسمية لتمكين الموظفين المنتدبين لممارسة مهام رؤساء الأقلام والكتاب من أداء واجبهم الانتخابي، بحسب القانون الجديد، وستتم هذه العملية عند الثامنة صباحاً، بإشراف قائمقامي الأقضية، بعد ان تمّ إخضاع  هؤلاء إلى دورات تدريبية في الأقضية التي ينتمون إليها.
وعلى بعد أقل من 96 ساعة على يوم الصمت الانتخابي الذي يبدأ عند منتصف ليل الجمعة – السبت، ويستمر حتى انتهاء عمليات الاقتراع مساء الأحد في السادس من أيّار الجاري، ركزت الماكينات الانتخابية لمجموع 76 لائحة انتخابية في الدواذر الـ15، عملها على عقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلي القوى المتحالفة للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بسير العملية الانتخابية، بعدما أدى رؤساء الأحزاب واللوائح قسطهم للعلى في تجييش الناخبين والطوائف تحت عناوين سياسية فضفاضة وافكار ومشاريع قد لا يرى الناخب منها الا النذر القليل.
ووفقاً للوائح الشطب، فإن عدد الناخبين في كل الدوائر الانتخابية يبلغ 3 ملايين و663 ألفاً و518 ناخباً، نصفهم تقريباً من الذكور، وفي حال تجاوزت نسبة الاقتراع الـ60 في المائة أو الـ65 في المائة، على غرار ما حصل في اقتراع المغتربين، فإن الكثير من رؤساء الأحزاب سيطمئنون إلى نتائج الحملات التي خاضوها على مدى الشهرين الماضيين لرفع نسب الاقتراع في دوائرهم، بما يوفّر لهم حواصل انتخابية تؤمن لهم الفوز، علماً ان القانون النسبي يتيح حدوث خروقات عديدة، الا إذا كان فارق الحاصل الانتخابي كبيراً.
وبشأن نسبة انتخاب المغتربين، فقد بلغت وفق ما أعلنه الوزير باسيل 59 في المائة، علماً ان نسب اقتراع المغتربين في الخارج كانت على الشكل الآتي:
اوستراليا 58 في المائة، أوروبا 59.5 في المائة، افريقيا 68 في المائة، أميركا اللاتينية 45 في المائة، الولايات المتحدة وكندا 55 في المائة، فيما بلغت نسبة اقتراع الدول العربية حوالى 69 في المائة، وكانت أدنى نسبة في أرمينيا التي لم تتجاوز الـ11 في المائة.
وكان قد سجل أمس وصول آخر صندوق اقتراع اغترابي من جدّة في المملكة العربية السعودية إلى بيروت، بعد ثلاثة أيام على انتهاء المرحلة الأولى، وبذلك يكون قد اكتمل نقل هذه الصناديق من الدول العربية ومجموعها 32 صندوقاً، على ان يتم لاحقاً وضع الصناديق التي ستأتي من دول الانتشار في العالم في مصرف لبنان، ليتم فرزها في أعقاب انتهاء عمليات الاقتراع في 6 أيّار.
ولفت الوزير باسيل إلى ان هذه الصناديق ستبقى لحين نقلها إلى بيروت تحت مراقبة الكاميرات والمندوبين، مؤكداً ان الشفافية كاملة في هذا المجال.
وقال باسيل في مؤتمر صحفي عقده ظهراً في وزارة الخارجية لتقويم العملية الانتخابية في الخارج ان «لبنان سجل انتصاراً كبيراً لكل اللبنانيين في الانتشار ونسب اقتراع المغتربين كانت مقبولة جداً بعكس ما يروّج له».
واذ اشار الى انه «حصل تعاون بين وزارتي الداخلية والخارجية ولم يجرِ تنافس بيننا, شاكراً الوزير نهاد المشنوق وفريق الداخلية مسجلاً هذا النجاح لهم»، شدد على أن «في تاريخ لبنان لم تحصل عملية انتخابية بهذه الشفافية وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نفعل الأمر نفسه في لبنان».
ولفت باسيل إلى أن «كلفة العملية الانتخابية في 39 دولة بلغت نحو مليون ونصف مليون دولار فيما كلفة عملية تسجيل اللبنانيين في الخارج بلغت 40 ألف دولار».
الحريري
في هذا الوقت، اختتم الرئيس سعد الحريري جولته الانتخابية في الشمال، والتي شملت طرابلس والمنية والضنية وعكار، بزيارة قرى وبلدات الكورة، حيث دعا إلى انتخاب النائب السابق نقولا غصن واعطائه الصوت التفضيلي، كما عرج على بلدة راسنحاش التابعة لقضاء البترون، ودعا من هناك ايضا لإعطاء الصوت التفضيلي للوزير باسيل تبعاً للتحالف القائم بين تيّار «المستقبل» والتيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة، مؤكدا ان علاقته مع الرئيس ميشال عون ممتازة، متوقعا ان تكون كتلة «المستقبل» أكبر كتلة نيابية في المجلس الجديد، كما أكّد علىضرورة الحفاظ على التوافق السياسي في البلد.
وكان الرئيس الحريري الذي سيركز في حملته الانتخابية في ما تبقى من أيام قبل موعد الاستحقاق النيابي، على بيروت العاصمة بالإضافة إلى صيدا، قد زار أمس في طرابلس، غرفة التجارة والصناعة والتقى رئيس الغرفة توفيق دبوسي وأعضاء الغرفة، متحدثا عن مشاريع جاهزة لمنطقة الشمال بهدف اخراجها من حالة الهميش والتدهور الاقتصادي، لافتا إلى ان خطته لطرابلس تعتمد على 7 محاور لتعزيز دورها كمنصة لوجستية واعادتها إلى الخارطة السياحية، مع استكمال مشروع المنطقة الاقتصادية الخامسة وتطوير مرفأ طرابلس وإطلاق مشروع سكة الحديد وتحسين الخدمات العامة، وقيام بيئة حاضنة للشركات، وتنفيذ مشاريع تأهيل المدينة القديمة لجذب الاستثمارات والسيّاح وإعادة تفعيل معرض رشيد كرامي الدولي، لافتا إلى انه كانت هناك محاولات لتلوين طرابلس بلون لا أساس وجودي له فيها ما اثر على المدينة، واعدا القيام بالمستحيل لاخراجها منه.
وعلى هامش زياراته لبلدات وقرى الشمال من دون استثناء، كانت للرئيس الحريري لقاءات لافتة، ومنها لقاؤه أهالي الموقوفين الإسلاميين وعدا اياهم بدرس قانون العفو بعناية، آملا الانتهاء منه في وقت قريب، وكذلك اللقاء مع المهندس معن كرامي، شقيق الرئيسين الراحلين رشيد وعمر كرامي، وعم الوزير السابق فيصل كرامي رئيس لائحة «الكرامة الوطنية»، وهي من ضمن اللوائح المنافسة للائحة «المستقبل»، وكان سبق هذا اللقاء زيارة قام بها الحريري للنائب أحمد كرامي، عضو كتلة الرئيس نجيب ميقاتي الذي استبعده من «لائحة العزم» التي يرأسها وضم بدلا منه المرشح توفيق سلطان.
نصر الله
ومن ناحية ثانية، يطل الامين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصر الله في الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء عبر الشاشة في منطقة عين بورضاي البقاعية، في مهرجان انتخابي للائحة «الامل والوفاء» في دائرة بعلبك- الهرمل (عشرة مقاعد)، ولائحة «زحلة الخيار والقرار» في دائرة زحلة (سبعة مقاعد) التي يتحالف فيها الحزب وحركة امل عبر المرشح انور جمعة مع النائب نقولا فتوش والنائب والوزير الاسبق خليل الهراوي، بعدما تقرر جمع الاحتفالين للدائرتين في احتفال واحد، وهو الاحتفال الاخير للسيد نصر الله قبل يوم الجمعة.
وتدور في هاتين الدائرتين اكبر منافسات سياسية بين قوى سياسية كبيرة برغم محاولات بعض المرشحين مثل خليل الهراوي وميريام سكاف «تمثيل زحلة بقواها الذاتية من شخصيات عائلية تدعمها الاحزاب وليس بتحالفات احزاب لا يعرف احد الى اي اجندة تقود زحلة واهلها»، كما قال احد المرشحين المستقلين. لكن يبدو ان ضرورة تحالف القوى المسيحية الزحلية المستقلة مع قوى حزبية سنية وشيعية فرضت تحويل معظم اللوائح الى لوائح تحالف احزاب ومستقلين.
واكدت مصادرلائحة «الامل والوفاء» في بعلبك- الهرمل التي تضم تحالف «امل وحزب الله وجمعية المشاريع (الاحباش) والحزب القومي»، ارتياحها الى سير التحضيرات للانتخابات وللنتائج المتوقعة منها، حيث رجحت فوز اللائحة بثمانية مقاعد من عشرة، مشيرة الى ان جهد لائحة «الكرامة والانماء» التي تضم «المستقبل والقوات» ويحيى شمص ومستقلين، سينصب على جمع حاصلين او ثلاثة لتحقيق فوز المرشح الماروني انطوان حبشي واحد المرشحين السنيين(حسين صلح او بكر الحجيري)، الى جانب سعيها لجني حاصل ثالث لمرشح شيعي لاسقاط مرشح اللاحة المنافسة اللواء جميل السيد، لكنها ترى ان هذا امر شبه مستحيل، حيث سيكون الحاصل الانتخابي مرتفعا جدا بحيث يصعب على لائحة «القوات والمستقبل» الحصول على اكثر من حاصلين في احسن الاحوال.
وفي زحلة حيث تدور معركة انتخابية حامية بين اربع لوائح قوية، رجحت مصادر لائحة «الخيار والقرار» حصولها على ثلاثة مقاعد من سبعة، مقابل ثلاثة مقاعد للائحة «زحلة للكل» التي تضم تحالف «التيار الوطني الحر وتيار المستقبل»، بينما يبقى مقعد واحد للائحة «زحلة قضيتنا» التي تضم تحالف «الكتائب والقوات اللبنانية»، أو لائحة الكتلة الشعبية برئاسة السيدة ميريام سكاف، علما ان المجتمع المدني يخوض المنافسة ايضا بلائحة «كلنا وطني» ويعوّل على الحصول على مقعد نتيجة اجواء التردد والانقسام التي تسود الناخبين الزحليين.
«بيروت الوطن»
وفي دائرة بيروت الثانية، نظمت الجماعة الإسلامية لقاء شعبياً حاشداً» امام مقرها الرئيسي في عائشة بكار، للائحة «بيروت الوطن»، وتحدث في الاحتفال مرشحو اللائحة: النائب عماد الحوت ، نبيل بدر، بشار القوتلي وسعد الدين الوزان ومصطفى بنبوك، والسيّد] سلوى أيوب خليل والدكتور سعيد الحلبي والعميدة دلال الرحباني، والوزير السابق إبراهيم شمس الدين، فيما اضطر رئيس اللائحة الزميل صلاح سلام للغياب لظروف خاصة جداً، بحسب ما أكد عريف الاحتفال.
وأجمع مرشحو اللائحة على ان برنامجها يُركّز على مكافحة الفساد وبناء دولة الرعاية الاجتماعية وجعل بيروت مركزاً لحوار الحضارات، وعلى ان يكون ممثّل بيروت في المجلس النيابي متحلياً بالاخلاق العالية، وان يكون صاحب تاريخ في العمل السياسي والاجتماعي والانمائي، والخدماتي والرياضي. ولفتوا الى ان لائحة «بيروت الوطن» تحمل مشروعاً متكاملاً أساسه الدولة العادلة، وهي تعكس النسيج البيروتي الحقيقي.
ولفت المهندس شمس الدين إلى ان وجود 9 لوائح في بيروت الثانية ليس سيئاً بل يعكس أرادة النّاس بالتغيير، مشيراً إلى أن ليس هناك 8 لوائح ضد لائحة السلطة، بل هناك 7 لوائح ضد لائحتين للسلطة، في إشارة إلى لائحة «حزب الله».
أما بنبوك فتعهد إذا تمّ انتخابه بأن يكون أول مشروع قانون يقدمه هو إلغاء مخصصات النواب بعد نهاية نيابتهم، وان يوزع راتبهم على الفقراء.