26 نائباً شيعياً «للثنائي» وكتلة المستقبل تتقلص .. والحصة الدرزية لجنبلاط وباسيل وجعجع يتقاسمان المقاعد المسيحية
لبنان يختبر نظام الانتخاب النسبي: نجاح نسبي، إشكاليات نسبية، قتيل وجرحى، مسيرات، وتريُّث وانتظار..
والثابت ان الانتخابات جرت، وفقاً للقانون 44/2017، وهي المرة الأولى، وتمكنت الماكينات الانتخابية من إعلان نواب المجلس الجديد، الذي وصف بأنه استنساخ للمجلس الذي تنتهي ولايته في 20 أيّار.
وإذا كان الثنائي «أمل» و«حزب الله» باكر في إعلان النتائج في دائرة الجنوب الثانية والثالثة بإعلان فوز المرشحين كافة، شيعة ومسيحيين ودروز وسنة، لدرجة حسم نجاح كل المرشحين الشيعة 27، حيث تراجع العدد إلى 26 بانتظار بت وضع مرشّح حزب الله في جبيل، الشيخ حسين زعيتر، فإن النائب وليد جنبلاط تريث بانتظار إعلانه النتائج الرسمية، مع إعلان عن فوز اربعة أو أكثر من المرشحين الدروز، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مع ان حزبه حصد عدداً من المقاعد، جعله يتقاسم المقاعد المسيحية مع التيار الوطني الحر، على الرغم من نجاح تيار المردة بثلاثة مقاعد، وفوز كل من النائب ميشال المرّ والنائب سامي الجميل في المتن، من دون ان يتمكن النائب بطرس حرب من الفوز على لاذحة المردة في الشمال.
ومع ان المجتمع المدني تمكن من انتزاع مقعدين في بيروت الأولى لكل من الزميلة بولا يعقوبيان، والكاتبة جمانة حداد، فإن التكتم حول وضعية بيروت الثانية، رفع من الشكوك حول ما جرى ليلاً في هذه الدائرة، باستثناء ما تردّد عن فوز القس ادغار طرابلسي ومرشح حزب الله امين الشري.
وتحدثت معلومات عن تأخير متعمد مع وصول مظاريف مفتوحة وغير مختومة إلى لجان القيد والفرز.
وساهمت هذه الضبابية بطرح مخاوف جديّة، لجهة النتائج التي قيل انها تتعرض ربما لتلاعب أو خلاف ذلك من شأنه ان يؤثر على صدقيتها، ويطرح بالتالي حجم النزاهة في العملية الانتخابية.
ومن التعداد الأوّلي للفائزين حسب الماكينات الانتخابية للوائح الكبرى، فإن 75 نائباً جديداً سيدخلون إلى البرلمان، فيما حافظ 53 نائباً على عضويتهم في المجلس النيابي.
وتنصرف الكتل الجديدة إلى الاحتفالات بالنتائج، ومنها احتفال التيار الوطني الحر على الطريق إلى قصر بعبدا مساءً، كما يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف عبر شاشة المنار، كما تتجه الأنظار إلى ترتيب ولاية المجلس الجديد، وما سيترتب عليها من تجديد للتسوية السياسية أو تعديلها في ضوء إعلان النتائج الرسمية في بيروت وطرابلس والبقاع وسائر المحافظات والدوائر.
وكانت الانتخابات التي انطلقت صباحاً، واجهت نسبة إقبال ضعيفة، ما لبثت ان أخذت بالارتفاع تدريجياً، حيث أعلن وزير الداخلية والبلديات انها وصلت إلى 49.2٪.
وأظهرت النتائج الأوّلية شبه الرسمية للانتخابات التي جرت أمس، صورة التشكيلة النهائية للمجلس النيابي الجديد، استناداً إلى حجم الكتل السياسية التي ستتمثل في المجلس، وقوامها ثلاث كتل كبيرة، هي كتل «التيار الوطني الحر» الذي أعلن رئيسه الوزير جبران باسيل قبيل منتصف الليل انتصاره على النائب بطرس حرب في البترون، وكتلة تيّار «المستقبل» الذي لم تشاء مصادره الكشف عن أي نتائج ولو كانت اولية، لكنها اوحت بأنها تفوز بكتلة قد لا تتجاوز الـ20 نائباً، اضافة إلى كتلة الثنائي الشيعي الذي حقق فوزاً كاسحاً في الدوائر التي خاض الانتخابات فيها، سواء في دوائر الجنوب الثلاث أو في بعلبك – الهرمل وبعبدا وزحلة والبقاع الغربي، فضلاً عن بيروت الثانية التي حصد فيها 4 مقاعد (مقعدان للشيعة هما أمين شري ومحمّد خواجة) مع حليفيه عدنان طرابلسي (عن جمعية المشاريع) وادغار طرابلسي (مرشّح التيار الوطني الحر)، وبذلك قد تكون كتلة الثنائي الشيعي مع حلفائه من اكبر الكتل النيابية في المجلس الجديد، وهو الأمر الذي كان متوقعاً وربما محسوباً أيضاً، مع العلم هنا ان الرئيس نبيه برّي في دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني) تصدر نتائج الصوت التفضيلي بحصوله على 39949 صوتاً.
وكان البارز في النتائج غير الرسمية، تمكن النائب المرّ من تحقيق اختراق كبير بفوزه بحاصل واحد في انتخابات المتن، رغم انه خاض المعركة في لائحة من دون تحالف مع أي قوة سياسية، إضافة إلى تقدّم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الأصوات التفضيلية، بحسب ما أعلنت الماكينة الكتائبية فيما كان اللافت سقوط النائب نقولا فتوش في زحلة رغم تحالفه مع حزب الله، وكذلك السيّدة ميريام سكاف.
وفي دائرة الشمال الثالثة التي تضم دوائر زغرتا وبشري والكورة والبترون، حققت «القوات اللبنانية» فوزاً بأربعة مقاعد، وتيار «المردة» بثلاثة مقاعد هم: طوني فرنجية واسطفان دويهي وسليم سعادة (عن الحزب القومي) بالإضافة إلى باسيل في البترون وميشال معوض في زغرتا، فيما بقي المقعد العاشر يتأرجح بين المرشحين فايز غصن (من المردة) أو نقولا غصن (من المستقبل).
اما في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والضنية والمنية) فالظاهر ان اللوائح الرئيسية الثلاثة تقاسمت مقاعدها الـ11، حيث فاز كل من الرئيس نجيب ميقاتي (من لائحة العزم ومعه المرشحين جان عبيد ونقولا نحاس وعلي درويش) والنائبين محمّد كبارة وسمير الجسر من لائحة «المستقبل»، ومعهما المرشح عن دائرة الضنية عثمان علم الدين، فيما فاز من لائحة الكرامة الوزير السابق فيصل كرامي وجهاد الصمد.
ولم تظهر بعد نتائج انتخابات دائرة عكار، لكن المعلومات لفتت إلى فوز لائحة المستقبل بعدد من الحواصل، والأمر نفسه يسري عن نتائج بيروت الأولى، حيث تحدثت معلومات عن إمكان حدوث اختراق للائحة «كلنا وطني» للمجتمع المدني، نتيجة اقتراب المرشحة جومانا حداد من الحاصل، ومعها المرشحة بولا يعقوبيان.
ودعا «التيار الوطني الحر» إلى احتفال مركزي سيقام مساء اليوم على طريق القصر الجمهوري، احتفالا بفوز مرشحيه، من صدور أي معلومات من ماكينته عن أسماء الفائزين لديه، باستثناء الوزير باسيل الذي أعلن فوزه بنفسه، من ان يكشف عن حجم كتلته الفائزة، وهو الأمر نفسه الذي يسري على تيّار «المستقبل» الذي التزام الصمت التام من ايراد أي احتمال لأي نتائج.
{ المرشحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان – جبيل) منهم:
زياد حواط – قوات اللبنانية، نعمة افرام – التيار الوطني الحر، فريد هيكل الخازن – مستقل، سيمون أبي رميا، شامل روكز – التيار الحر، وبقيت نتيجة المرشح عن المقعد الشيعي غير محسوبة بعد.
{ المرشحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن):
سامي الجميل، ميشال المرّ، ابراهيم كنعان – التيار الوطني الحر، الياس بو صعب – التيار الوطني الحر، ادي ابي اللمع - قوات، هاغوب بقرادونيان – الطاشيناق.
{ المرشحون الفائزون عن دائرة جبل لبنان الثالثة: (بعبدا): علي عمار – حزب الله، الان عون، حكمت ديب – تيّار عوني، هادي ابوالحسن – الحزب الاشتراكي، بيار بوعاصي – قوات لبنانية.
{ المشرحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف وعاليه): تيمور جنبلاط، مروان حمادة، طلال ارسلان - من اللائحة المنافسة، جورج عدوان - قوات، محمد الحجار - مستقبل.
{ المرشحون الفائزون في دائرة الشمال الثانية (طرابلس المنية والضنية): نجيب ميقاتي، نقولا نحاس، جان عبيد – العزم،
فيصل كرامي، سمير الجسر، محمد كبارة – المستقبل).
ولم تظهر نتائج الضنية والمنية والمقعد العلوي.
{ المرشحون الفائزون عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة البترون زغرتا بشري): جبران باسيل (تيار)،
ستريدا جعجع – قوات، طوني فرنجية، اسطفهان الدويهي، سليم سعادة - – تيّار المردة، فادي كرم - قوات، جوزيف اسحاق – قوات، ميشال معوض – مستقبل.
{ المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الأولى (جزين وصيدا): بهية الحريري - المستقبل، أسامة سعد – مستقبل، زياد أسود – التيار العوني، ابراهيم عازار- برّي، سليم خوري.
{المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الثانية (صور وقرى صيدا) نبيه بري، علي عسيران، ميشال موسى، نواف الموسوي – حزب الله، عناية عز الدين – برّي، علي خريس – برّي، حسين جشي (حزب الله).
{ المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية – بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا):
علي بزي – برّي، ايوب حميد - برّي، – حسن فضل الله
اسعد حردان – الحزب القومي، علي فياض – قاسم هاشم – برّي،
انور الخليل – اشتراكي، محمد رعد - حزب الله، علي حسن خليل – برّي، ياسين جابر - برّي، هاني قبيسي – برّي.
{ المرشحون الفائزون عن دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل)
البير منصور - حزب الله، الوليد سكرية، ابراهيم الموسوي، ايهاب حمادة ، جميل السيد، حسين الحاج حسن، علي المقداد، غازي زعيتر – برّي، انطوان حبشة – قوات.
ويبقى المقعدان السنيان غير محسوبين.
{ دائرة البقاع الأولى (زحلة): عاصم عراجي – المستقبل، سليم عون - التيار، جورج عقيس - القوات، قيصر معلوف، ميشال ضاهر، انور جمعة – حزب الله.
المشنوق
وفي مؤتمر صحافي عقده قرابة منتصف الليل، توقع وزير الداخلية نهاد المشنوق، إعلان النتائج رسميا بعد ثلاث ساعات، موضحا ان تأخر إعلانها إلى الفرز الحاصل من قبل لجان القيد الابتدائية لصناديق المنتشرين والموظفين، والذين يبلغ عددهم نحو 70 ألف ناخب، لافتا إلى ان النتائج المعلنة من قبل الماكينات هي اولية لكن ليست رسمية.
ووصف المشنوق اليوم الانتخابي الطويل بأنه كان «يوما ابيض؛ رغم كل المخالفات، إذا لم يسجل أي اصابات أو أي حادث جدي، باستثناء إطلاق الرصاص ابتهاجاً بفوز المرشحين.
وأكّد انه «كان هناك بطء بالعملية الانتخابية وهذا أمر بديهي إذ ان القانون يطبق للمرة الاولى»، كاشفا ان «نسبة الاقتراع بلغت في لبنان 49،3 في المئة»، فيما بلغت 54 في المائة في انتخابات 2008، مشيرا إلى ان النسبة الأعلى كانت في المنية، الضنية، فيما كانت أقل نسبة اقتراع في دائرة بيروت الأولى التي كانت 31،5 في المائة، موضحا ان غرفة العمليات تلقت أكثر من 7335 اتصالا كان معظمها عبارة عن استفسارات من الناخبين، والباقي عن نواقص في الأقلام، لافتا إلى ان الشكاوي كانت عبارة عن تجاوزات لانصار المرشحين واتصالات أمنية بإطلاق نار، لكن كل هذه الحوادث كانت في الهواء، وانه تمّ حفظ عملية مخالفة واحدة للقانون.
وأعلن المشنوق انه يتحمل مسؤولية شكاوي ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحا ان هذا التقصير جاء نتيجة خطأ إداري اتحمل مسؤوليته، لكن الاستعانة بعناصر الدفاع المدني، خفّف بعض الشيء ما كان يشكو منه هؤلاء، ووعد انه في أوّل جلسة لمجلس الوزراء سيؤكد على ادراج بند في الموازنة يتعلق بتأمين ذوي الاحتياات الخاصة في مراكز الاقتراع.
جنبلاط
وبعده بدقائق ظهر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في بعقلين وإلى جانبه ابنه تيمور المرشح الفائز عن دائرة الشوف- عاليه، بحسب النتائج الأوّلية غير الرسمية، معتبرا ان هناك عدم توازن في التعاطي في أمور البلاد، وثمة سلطة فعلية وسلطة ملحقة، ودعا الى عدم التعبير عن الفرح بإطلاق النار، الا انه لم يشأ إعلان فوز اللائحة بكاملها، لأنه لم يعط الانطباع النهائي بشأنها، غير انه قال ان النتائج مقبولة وجيدة، لافتا بشكل غير رسمي إلى فوز فيصل الصايغ في بيروت الثانية، ووائل أبو فاعور في البقاع الغربي، وانور الخليل في حاصبيا، مشيرا إلى ان تيمور سيعلن بنفسه النتائج الرسمية بعد إعلان من قبل وزارة الداخلية، موضحا انه سيحتفل بالفوز بعد أسبوع في المختارة، حيث نفرش ضريح كمال جنبلاط بالزهور الحمراء، وهذا أفضل تكريم للائحة المصالحة والديموقراطية.
ورداً على سؤال، أوضح جنبلاط ان المصالحة انتصرت منذ العام 2001 مع البطريرك نصر الله صفير، ومصيبة هي الأصوات التي تشكّك دائما بهذه المصالحة.
واستمهل الكشف عن علاقته مع «المستقبل» إلى ما بعد تقييم التحالفات «ونشوف لوين رايحين».