IMLebanon

نصر الله في تكريم شهداء القنيطرة: لا نريد الحرب ولا نخشاها

نصر الله في تكريم شهداء القنيطرة: لا نريد الحرب ولا نخشاها

ريفي يطالب بملاحقة مطلقي النار.. و جعفري يعتبر عملية شبعا رداً إيرانياً

ماذا بعد خطاب السيّد حسن نصر الله؟

 وكيف ستكون انعكاسات خارطة المواقف التي اعلنها، وبعضها جديد، على الحوار الدائر مع تيّار « المستقبل»، وعلى شبكة الاستقرار التي تحاول الحكومة نصبها لحمايتها من بحر المنطقة المضطرب والهائج؟

 هذه الأسئلة شغلت الأوساط اللبنانية والصديقة للبنان منذ ان اعتدت إسرائيل على مجموعة من مقاتلي الحزب في القنيطرة السورية، ورد الحزب على الاعتداء بعملية مزارع شبعا، حيث قتل جنديان اسرائيليان واصيب عدد آخر بجروح، وقبل الخطاب وبعده.

ولعل أخطر ما توقفت عنده الأوساط اللبنانية، هو المحاولة الجارية لربط لبنان بخطوط التماس مع إسرائيل، سواء في الجولان أو غزة، أو أي مكان آخر، إذ أكّد الأمين العام لحزب الله انه «من الآن فصاعداً، أي كادر من كوادر حزب الله المقاومين، أو أي شاب من شبابه يقتل اغتيالاً سنحمل المسؤولية للاسرائيلي، وسنعتبر ان من حقنا ان نرد في أي مكان واي زمان، وبالطريقة التي نراها مناسبة».

وهذا التعديل في موقف الحزب يصب فيما وصفه بـ«سقوط قواعد الاشتباك» التي فرضتها مرحلة ما بعد وقف العمليات الحربية في 14 آب من عام 2006 إذ قال بوضوح: «نحن في المقاومة الإسلامية في لبنان لم تعد تعنينا شيئاً قواعد الاشتباك، لا في مواجهة العدوان أو الاغتيال، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين».

وفي سياق خارطة المواقف، أراد السيّد نصر الله ان يضع تريث المقاومة في سياق الحكمة وليس الردع أو الخوف، واعتبر ان المقاومة «شجاعة وقادرة وحكيمة وليست مردوعة».

وأكّد نصر الله انه «اذا كان العدو الإسرائيلي يحسب حسابه ان المقاومة مردوعة وانها تخشى الحرب، انا اقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة، وبعد عملية مزارع شبعا، ليأخذ هذا العدو علماً، نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها، وسنواجهها إذا فرضت علينا وسننتصر».

ولم تقف رسالة نصر الله لإسرائيل عند هذا الحد، بل خاطب جمهور المقاومة وإسرائيل معاً، مؤكداً: «انا لا أريد الحرب، نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها».

وإذ تجاوز نظرية الردع، حيث لم تتردد قيادة حزبه باتخاذ قرار بالرد على اعتداء القنيطرة، وصف نصر الله القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل بأنها «حمقاء» ورأى في العبر التي استخلصها ان «الجيش الاسرائيلي عاجز عن المواجهة في الميدان، مذكراً «بهزيمة إسرائيل عام 2000 و2006» وانها «أوهن من بيت العنكبوت»، داعياً إسرائيل إلى عدم تكرار الحماقة: «جربتمونا في مزارع شبعا فلا تجربوننا بعد اليوم».

كما ربط بين الجماعات التكفيرية المسلحة المرابطة على حدود الجولان وإسرائيل، واصفاً إياها «بجيش لحد سوري ولو رفعت الراية الاسلامية».

شكوى ضد إسرائيل

 الخطاب في مجمله كان موجهاً إلى الإسرائيليين، وأن كان توجه إلى من وصفهم بالأصدقاء الذين خاطبهم قائلاً بأن «هناك فرقاً بين من يريد الحرب ونحن لا نريدها فهذه بلادنا ونتصرف بمسؤولية لأننا لا نريد أن نذهب إلى حرب لا نخشاها، فنحن رجالها ومجاهدوها وصناع نصرها»، غير أن أي موقف رسمي لم يصدر تعليقاً على الخطاب، باستثناء الشكوى التي تقدمت بها وزارة الخارجية عبر مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير نواف سلام بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل، على خلفية القصف الذي تعرض له لبنان، على اثر عملية مزارع شبعا، نظراً لما يشكله من «انتهاك صارخ لسيادته ولميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن ولا سيما منها القرار 1701.

غير أن ما لفت انتباه المراقبين اللبنانيين امرين:

الأوّل هو المقصود من كلام نصرالله عن سقوط قواعد الاشتباك، وما إذا كان يعني ذلك سقوط القرار 1701 الذي كان يرعى هذه القواعد منذ صدوره في العام 2006، أم توازن الردع بمعنى الصواريخ مقابل الصواريخ، أم انه كان يقصد ان الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل لم تعد وحدها ميدان الاشتباك بل تشمل أيضاً الجولان وغزة، بعدما اعلن انه لم يعد يعترف «بتفكيك الساحات والميادين».

اما الثاني، فهو الموقف الإيراني الذي جاء على لسان قائد الحرس الثوري الجنرال محمّد علي جعفري الذي أعلن أن ردّ حزب الله على إسرائيل في مزارع شبعا ردّ ايراني، مشيراً إلى ان الرد الذي حصل كان رداً في حده الأدنى.

وقال جعفري، في تعبير مماثل تماماً لما قاله نصر الله: «نأمل أن يكونوا (الاسرائيليون) قد تعلموا الدرس حتى لا يكرروا حماقات مماثلة»، مضيفاً «إذا أراد الصهاينة أن يردوا فعليهم أن ينتظرو افعالاً أكثر قساوة، ليس فقط داخل حدودهم، ولكن أينما كان في العالم، وحيث يتواجد صهيوني اسرائيلي».

بروجردي

 تجدر الإشارة إلى أن رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاءالدين بروجردي كان ابرز الحاضرين في احتفال الحزب بتكريم شهداء القنيطرة الذي أقيم في مجمع سيّد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية، بعدما كان اجرى لقاءات سياسية، شملت الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، اكد خلالها اهتمام طهران بكل ما من شأنه أن يُعزّز ويرسخ الأمن والاستقرار ليس فقط في لبنان وإنما على صعيد المنطقة برمتها، كما ابدى استعداد بلاده للعب الدور الحيوي والجاد والبنّاء لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتاً النظر الى ان ما يجري في المنطقة يخدم الاستقرار اللبناني، مشدداً على ان الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي.

موقف المستقبل

 ولم يشأ وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج أن يعلّق لـ «اللواء» على مواقف نصر الله، لكنه قال أن «ما قرأه عن الخطاب لا يدل على وجود شيء جديد، غير أن النبرة كانت عالية والمضمون عادي».

لكن عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار رأى في تعليقه لـ «اللواء» بأن «الإعلان الإيراني بأن رد حزب الله على اعتداء القنيطرة هو رد إيراني، يعني أن هناك من يقرر ويرسم ويخطط وهناك من يتبرع القيام بدور تنفيذي».

وأشار إلى أن ما قيل من مواقف لا يفيد الجو العام في البلاد الذي يميل إلى تخفيف الاحتقان وإعطاء الدور الأكبر للدولة.

ولفت الحجار إلى «أن ما أعلنه نصر الله لجهة عدم اعترافه بقواعد الاشتباك وإعطاء حق الرد لنفسه من دون الأخذ بعين الاعتبار دور المؤسسات والموقف اللبناني والإجماع في ما يقوم به ينمّ عن أمور مقلقة ويزيد من مشاعر القلق لدى اللبنانيين».

وعلى الرغم من مآخذ «التيار الأرزق» على مواقف نصر الله، فإن الحجار أكد إصرار كتلة «المستقبل» على استمرار الحوار مع حزب الله، والوصول به إلى أماكن يصار فيها إلى مساعدة البلاد على تخفيف الاحتقان، لكنه سأل: «هل أن الممارسات التي حصلت وما رأيناه يخدم هذه الأهداف؟»، في إشارة إلى إطلاق النار الكثيف والقذائف الصاروخية التي رافقت إطلالة نصر الله على شاشات التلفزيون.

وفي تقدير مصادر مطلعة أنه على الرغم من إصرار «المستقبل» على التمسك في الحوار، فإن الأجواء «تكهربت» بفعل مواقف نصر الله، وكذلك الممارسات التي حصلت، والتي دفعت بوزير العدل اللواء أشرف ريفي إلى الطلب من النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود ملاحقة مطلقي النار وتوقيفهم، وهو إجراء يعني مباشرة جمهور حزب الله.

وشككت المصادر بإمكان انعقاد الجولة الخامسة من حوار الحزب و«المستقبل» يوم الاثنين المقبل، في ظل هكذا أجواء مكهربة بين الجانبين، وفي ظل سؤال «المستقبل» عمّا إذا كان الحزب يريد فعلاً الوصول إلى حل لتخفيف الاحتقان، على حدّ تعبير الحجار.

الموقف في إسرائيل

 اما الموقف في إسرائيل، فان وكالات الأنباء العالمية لم تحمل أي موقف او تعليق رسمي إسرائيلي، أو من قبل المحللين، لكن لوحظ ان الإعلام الإسرائيلي افرد مساحات لخطاب نصرالله، ونقلت بعض القنوات التلفزيونية الخطاب مباشرة على الهواء، من دون ان تخضع للرقابة العسكرية مباشرة.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية توقعت قبل الخطاب، أن تكون الجولة المقبلة من الاشتباك مع «حزب الله»  على الطريق، استناداً إلى ما نقلته عن المحلل العسكري عاموس هرئيل قوله، ان «نخبة من المقاتلين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني انشأت بنية تحتية في الجولان لتنفيذ عمليات هناك.

مجلس الوزراء

 إلى ذلك، تقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة له عند العاشرة من صباح الأربعاء المقبل، بدلاً من يوم الخميس بداعي سفر الرئيس سلام إلى  المانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن وعلى جدول أعمال  هذه الجلسة 34 بنداً أبرزها توزيع مستحقات البلديات من عائدات الهاتف الخليوي وإحالة المتهمين بتفجيري جبل محسن في طرابلس إلى المجلس العدلي. إضافة إلى قبول هبات لوزارة  الدفاع لدعم الجيش .

14 شباط

 على خط آخر، بدأت قوى 14 اذار وتيار «المستقبل» خصوصا الورشة التحضيرية لاحتفال 14 شباط، الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه التي تقام في البيال وتتضمن كلمة للرئيس سعد الحريري اضافة الى وثائقي أعد للمناسبة.

وتترقب أوساط متابعة ما ستحمله كلمة الحريري من جديد في اعقاب الجولات الحوارية الاربع الهادفة الى تنفيس الاحتقان في الشارع الاسلامي والتفاهم على عدد من الملفات من بينها رئاسة الجمهورية، وما اذا كان تيار «المستقبل» سيتمكن من انتزاع خطوة من الحزب يقدمها لجمهوره في 14 شباط.

ووفق معلومات «المركزية» فان قوى 14 اذار أعدت برنامجا يمتد من 14 شباط حتى 14 اذار يتضمن ورشة تقويمية للمرحلة لاعادة رسم خريطة طريق لهذه القوى، تأخذ في الاعتبار المستجدات الداخلية والاقليمية، بعد مرور عشر سنوات على انطلاقتها بما يمكنها من مواكبة التطورات ومشاريع التسويات التي ترسم للمنطقة وستعلن خلاصات الورشة في ذكرى 14 اذار متضمنة الرؤية المستقبلية المعاصرة لهذه القوى كضمانة لاستكمال مسيرة «بانتفاضة الاستقلال».