IMLebanon

الإرهاب الأسود: 6 شهداء من زوّار المقامات في دمشق

الإرهاب الأسود: 6 شهداء من زوّار المقامات في دمشق

جيرو يواجه التعنّت العوني .. ورصاص المهرجان يخرق الحوار ولا يوقفه

  سقط ستة لبنانيين شهداء في عملية تفجير إنتحاري في حافلة كانت تقلهم في زيارة لمقام السيدة رقية، بنت الإمام الحسين، في حي الكلاسة بجانب قلعة دمشق، وصفها الرئيس سلام بأنها «لا تمتّ إلى الإسلام بأي صلة»، وهي «عمل همجي مُدان»، داعياَ «للتعالي على الجراح، وإظهار أعلى درجات التكاتف الوطني في التصدي لموجة الإرهاب الأسود، وتحصين أمن البلاد واستقرارها».

واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، أن التفجير «عمل إرهابي موصوف وضد الإنسانية، وأن من خطط له ونفّذه إرهابي مجرم»، مطالبا بمعالجة شاملة لملف الإرهاب والإرهابيين.

ولم تختلف ردود الفعل الأخرى، عما جاء في بيان «حزب الله»، حيث اعتبر التفجير الآثم «دليلاً على مدى الهمجية التي تعتمل في نفوس هؤلاء الإرهابيين».

وقد وقع الإنفجار الذي تبنّته جبهة «النصرة» في حسابها على «تويتر»، عند الواحدة من بعد ظهر أمس، في هجوم هو الأول من نوعه، ضد حافلة مدنية كانت تقل زواراً من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث استشهد 9 أشخاص بينهم اللبنانيون الستة، وأصيب 19 شخصاً آخرين بجروح بينهم 18 لبنانياً.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الانفجار الإرهابي وقع باستخدام 4 كيلوغرامات من المتفجرات وضعت أمام الحافلة، وأن السلطات فككت عبوة ثانية عثر عليها على أرض الحافلة.

ودان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الانفجار، كاشفاً أن بلاده ستدعم أي مبادرة لمكافحة الإرهاب العالمي.

ونعت حملة «عشّاق الحسين» التي تنظم زيارات أسبوعية لزيارات المقامات الدينية عند الشيعة، الشهداء الستة، كاشفة بأن الحافلة تتسع لـ 52 راكباً، وكانت في طريقها من مقام السيدة رقية إلى مقام السيدة زينب، حيث وقع الانفجار في الكلاسة عند مدخل «سوق الحميدية» الذي يعجّ عادة بالناس.

وذكر مصدر أمني سوري أن الجرحى وصل عددهم إلى 24.

ويأتي هذا التفجير بعد أقل من 48 ساعة من إحياء حزب الله ذكرى شهدائه الستة الذين سقطوا في اعتداء القنيطرة، وقبل أن تجف ردود فعل المواقف عالية السقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله وانتقدها بقوة الرئيس السنيورة، معتبراً أن إسقاط قواعد الاشتباك السابق مع العدو الاسرائيلي «كلام متفرّد ومتسرّع يلغي إرادة الشعب اللبناني ومؤسساته الدستورية التي أجمعت ودافعت والتزمت باحترام القرار الدولي 1701»، مضيفاً «ليس مسموحاً لأي طرف أن يقرر عن الشعب اللبناني وسلطاته الدستورية»، داعياً السلطات الأمنية والقضائية إلى المبادرة إلى تطبيق القانون وملاحقة المخلّين بالأمن والمستخدمين للسلاح بشكل علني والمعتدين على الناس وأمنهم».

وقال الرئيس السنيورة في ندوة أقيمت في الجامعة الأميركية في بيروت السبت، إحياء لذكرى الوزير الشهيد محمد شطح، «أن ما جرى في شوارع بيروت من إطلاق للرصاص والقذائف بالتزامن مع كلمة السيّد نصر الله ليس مقبولاً أو مسموحاً».

وفي السياق، تساءل الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري: «كيف يمكن تخفيف الاحتقان، في ظل ما شهدناه من إطلاق كثيف للرصاص والقذائف التي روعت المواطنين وهددت سلامتهم؟» وذلك في إشارة تلحظ اهتزازاً في جدوى الحوار الدائر بين «المستقبل» و«حزب الله»، والذي سيعاود جلساته غداً في جلسة خامسة، تناقش في عناوين حواراتها تخفيف الاحتقان بين الجانبين.

غير أن الرئيس نبيه برّي أكّد امام زواره أن المواقف السلبية من خطاب السيّد نصرالله لن تؤثر على الحوار بين الحزب و«المستقبل».

ونقل عن الرئيس برّي قوله أن الشعارات والأعلام الحزبية والصور العائدة لحزب الله و«المستقبل» وحركة «امل» ستزيلها وزارة الداخلية هذا الأسبوع من بيروت تنفيذاً لما اتفق عليه في الجلسة الماضية.

وأكدت مصادر كتلة «المستقبل» لـ «اللواء» أن موعد جلسة الحوار لا يزال قائماً في موعده أي غد الثلاثاء.

وأوضح النائب محمّد الحجار لـ «اللواء» أن ما من معلومات تفيد أن هناك أي تغيير في موعد هذه الجلسة. وقال: «لا اعتقد أن هناك أي تعديل قد طرأ في هذا المجال»، وهو ما وافقه عليه النائب عمار حوري الذي شدد على انه لا مصلحة لأي طرف بوقف الحوار، لكنه اشار الى ان ما حصل، سواء على صعيد ما اعلنه الجنرال الإيراني محمد علي جعفري، الذي جعل من لبنان ساحة، أو ما حصل في بيروت مع إطلالة نصر الله لا يساعد على ترييح الأجواء، وبالتالي لا يترك أجواء مريحة للحوار، حتى لا نقول مشككة به.

الرئاسة الأولى

 في خضم هذه التطورات، يصل إلى بيروت اليوم اتياً من باريس المكلف بملف انتخابات الرئاسة اللبنانية من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الدبلوماسي الفرنسي فرنسوا جيرو، وفي جعبته حصيلة المحادثات التي أجراها تباعاً في كل من العاصمتين السعودية والإيرانية، حيث لمس، وفقاً لمصادر دبلوماسية، دعماً سعودياً لجهود انتخاب الرئيس، وليونة إيرانية على هذا الصعيد، من دون التزام بأي خطوات ملموسة لجهة التفاهم على الرئيس التوافقي.

وقال مصدر وزاري مطلع أن الحركة الفرنسية تستند إلى الحوارات الجارية، لا سيما الحوار بين التيار العوني و«القوات اللبنانية»، بهدف الاتفاق على جملة ملفات، من بينها الاستحقاق الرئاسي.

وتؤكد مصادر في قوى 8 آذار أن النائب ميشال عون يُبدي ارتياحاً لجهة ما يصفه «عوامل قد تساعد على اقترابه من الرئاسة الاولى»، لكن هذه المصادر تؤكد في المقابل أن عون سيبلغ من يلتقيه انه ليس في وارد التنازل لمصلحة أي شخصية مسيحية أخرى، مهما طال امد الفراغ الرئاسي، وهو يراهن على أن المتغيّرات يجب ان تصب في إقناع الآخرين، في تبنيه للرئاسة الاولى، فهو مستمر بترشحه، ولا تغييرات تطرأ على مواقفه، سواء عبر الحوار مع «القوات» او لقاءاته مع حلفائه، أو مع الموفدين الأجانب.

يُشار هنا، إلى أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تعرّض لشائعة قالت أن موكبه تعرض لاطلاق نار وانه أصيب، فسارع جعجع إلى نفي هذه الشائعة بنفسه، عبر التلفزيون، في حين أوضحت الدائرة الإعلامية في «القوات» أن الشائعة مصدرها طالب من مناصري الحزب الذي أطلقها على سبيل المزاح مع اصدقائه.

الحوض الرابع والكازينو

 على صعيد آخر، تفاعلت أمس قضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت إلى جانب ملف الموظفين المصروفين من كازينو لبنان، وسيكون هذان الملفان على طاولة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، خصوصاً وأن اليوم الاثنين سيشهد المرفأ اضراباً عاماً تنفذه نقابة مالكي الشاحنات العمومية والنقابات العمالية في المرفأ بدعم من الاحزاب المسيحية وبكركي التي تبنت هذا الملف، منذ بدء الحديث عن عملية الردم.

وأبلغ وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم «اللواء» أن هناك توافقاً بين وزراء الكتل المسيحية على طرح موضوع الحوض الرابع في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، كاشفاً بأن هذا الامر تمّ تقريره في الجلسة الماضية للحكومة.

وأوضحت مصادر سياسية أن موقف هؤلاء الوزراء مما يجري في هذا الحوض لم يتبدل، لافتة إلى انه يعود للمجلس أن يُقرّر ماذا يريد فعله فيما خص هذا الموضوع، خصوصاً وأن ردم الحوض جاء بناء لقرار سابق سبق ان اتخذته الحكومة السابقة، وبالتالي فان التراجع عنه يحتاج إلى قرار حكومي لم يتخذ بعد.

لكن المصادر استدركت بأنه ما من رغبة في حصول مواجهة بين الوزراء المعنيين وبين الرئيس سلام من خلال اثارته في الجلسة.

اما بالنسبة لقضية الموظفين المصروفين من كازينو لبنان، فان اللافت ان البطريرك الماروني بشارة الراعي كلف المطران بولس صيّاح متابعتها على غرار قضية المرفأ، وقد تمنى الصياح أن يطرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء، وان يتم تفويض وزير العمل سجعان قزي متابعته، على الرغم من ان الأخير طرح أكثر من مبادرة رفضها الطرفان، أي الموظفين والإدارة.

وأشار الصياح إلى ان ما من احترام لعقول الناس ولا منطق والعمل كلّه يتم في طريقة عشوائية، مؤكداً ان هناك فعلاً مغبونين ومتضررين فعلاً من قرار الصرف، مشدداً علی ان هدف بكركي رفع الظلم عن المغبونين.

ولوحظ ان الراعي، شن في أول قداس يقيمه في بكركي بعد العملية الجراحية التي خضع لها في الأسبوع الماضي، انتقاداً شديداً للواقع المرّ الذي يعيشه المجتمع اللبناني، بسبب انعدام الشفافية واستسهال هدر المال العام، ومخالفة القوانين والأصول في العقود والإلتزامات وإعطاء الأولوية للمصالح الخاصة والتفريط بمقدرات الدولة وإهمال مطالب الموظفين وصم الأذان عن سماع صوتهم وعن التحاور معهم، مشدداً على كسر حلقة الفساد، والمحافظة على خزينة الدولة وقدراتها من أجل تأمين فرص عمل للشباب.