IMLebanon

الرئاسة على هامش الحوار اليوم.. ونصرالله يُوجِّه رسالة إلى إسرائيل

بعد ترحيل الملف الرئاسي الى مطلع السنة الجديدة، يفتح الاسبوع اليوم على جملة محطات ومواعيد بدءاً بمعاودة الحكومة اجتماعاتها اليوم بعد طول انقطاع لبتّ ملف النفايات في ضوء خطة ترحيلها الى الخارج، مروراً بجلسة الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في عين التينة والتي لن تتناول مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، وصولاً الى إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء، في ظل قلق اسرائيل وترقّبها طبيعة ردّ الحزب على اتهامه لها باغتيال عميد الأسرى المحررين من سجونها سمير القنطار في غارةٍ استهدفت امس الاول، مبنى سكنيّاً كان بداخله في مدينة جرمانا بريف دمشق، وما تبع ذلك من توتر جنوباً بعد إطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه اسرائيل.

ينتظر ان يستحوذ اغتيال القنطار على القسم الاكبر من كلمة السيد نصرالله في مقابلته المتلفزة في الثامنة والنصف مساء اليوم عبر شاشة «المنار». وعلمت «الجمهورية» انه سيتحدث بداية عن تاريخ القنطار، من المقاومة وحتى الاستشهاد، لينتقل الى الحديث عن ظروف عملية الاغتيال وطريقة حصولها وليشدد بعدها على حق المقاومة في الرد على هذه العملية في المكان والزمان والتوقيت المناسب، ويذكّر بأنّ المقاومة ما تعودت يوماً عدم تنفيذ ما تتوعّد به، وما عملية مزارع شبعا الاخيرة للرد على اغتيال اسرائيل جهاد عماد مغنية في القنيطرة سوى خير دليل على ذلك.

الحوار

وستسبق كلام نصرالله جلسة الحوار الوطني في عين التينة ظهر اليوم. وعلمت «الجهورية» أنها ستتناول مواضيع تفعيل عملَي الحكومة ومجلس النواب وقانون الانتخابات في ضوء ما توصلت اليه اللجنة النيابية المختصّة في الاجتماعين اللذين عقدتهما في شأنه حتى الآن.

ولن يبحث المتحاورون، كما في الجلسة السابقة، في المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري والتي ترشّح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في اعتبار انّ بند الرئاسة قد بحث من حيث مواصفات الرئيس العتيد والامور المتصلة به. لكنّ هذه المبادرة لن تغيب عن اللقاءات الجانبية بين المتحاورين.

وفي موازاة ذلك قالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإدراكاً منه لحراجة الموقف، سيحاول إبعاد كأس البحث في الإستحقاق الرئاسي تحت عنوان مصير «التسوية الرئاسية» تجنباً لأيّ إشكال قد يشهده الإجتماع على خلفية العلاقات المتشنجة التي باتت قائمة بين المرشح الجديد فرنجية والمرشح الدائم رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون إذا حضر.

بري

وقال بري أمام زواره رداً على سؤال انه اذا لم يتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على احدهم فإنّ ذلك يفسح في المجال للبحث في انتخاب مرشح آخر: «إنّ هذا الكلام لا يستهدف المبادرة التي ترشّح فرنجية بل على العكس، القصد منه هو الحضّ على انتخاب رئيس جمهورية».

تراجع وبلبلة

وقالت اوساط سياسية مشاركة في الاتصالات في شأن رئاسة الجمهورية انّ أسهم فرنجية الرئاسية تراجعت في ضوء ما يحصل حول ترشيحه وما يتخذه من مواقف أدّت في جانب منها الى إحداث بلبلة في اوساط حلفائه وغيرهم.

واشارت الى انه في خلال إطلالته التلفزيونية الاخيرة، حاول فرنجية إعادة رفع منسوب أسهمه، لكنه ارتكب جملة من الأخطاء زادت من هبوط هذه الاسهم، علماً انّ الأجواء الاقليمية لا توحي بوجود استعجال لدى غالبية الافرقاء الاقليميين لتسريع خطى الحل اللبناني، ما يعني ان لا شيء قريباً ومتوقعاً على مستوى الاستحقاق الرئاسي.

ولكنّ مصادر متابعة لهذا الاستحقاق تحدثت عن تجدد الحراك الفرنسي في شأنه من خلال زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه الحالية لطهران حيث طلب الرئيس فرنسوا هولاند منه إثارة موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية مع المسؤولين الايرانيين.

وكان لارشيه التقى الرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني ورئیس مرکز الابحاث الاستراتیجیة الدكتور علي اکبر ولایتي.

وأعرب لارشیه، بعد لقائه رفسنجاني، عن مخاوفه من الاوضاع في لبنان والتفجیرات التي تحصد أرواح الابریاء بین الحین والآخر في هذا البلد، وقال: «انّ لبنان یحظی بأهمیة لدى فرنسا وایران والسعودیة، ومن المستحسن ان تكون آلیّاتكم في اعتبارکم شخصیة حكیمة، منار طریق للمسؤولین في هذه البلدان الثلاثة».

عودة «الكتائب»

وعلمت «الجمهورية» انّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل سيعاود المشاركة في الحوار اليوم بعدما دعا رئيس الحكومة تمام سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد الظهر للبحث في ملف النفايات، وهو ما كان الجميّل قد ربط حضوره أي جلسة للحوار به.

وقالت المصادر انّ الإجتماع المشترك لكتلتي نواب الحزب ووزرائه قبل ايام، قد قرر العودة الى الحوار لأنّ المرحلة تقتضي المشاركة فيه عقب التطورات المتسارعة، ولا سيما منها المبادرة الرئاسية واعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب بقيادة الرياض، بالإضافة الى التطورات الأخيرة وسبل مقاربة قرار مجلس الأمن ملف اللاجئين السوريين والحديث عن «طوعية» العودة لهم الى اراضيهم، فكلها قضايا لا يمكن تجاهل انعكاساتها الخطيرة على الوضع في لبنان من جوانبه المختلفة.

مفاجآت!؟

وفيما لا تعقد آمال كثيرة على إمكان اجتماع الأقطاب الموارنة الاربعة في بكركي بعد التباينات والاختلافات التي باتت ظاهرة للعيان، خصوصاً بين الثنائي عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من جهة، وفرنجية من جهة أخرى، ووقوف حزب الكتائب حتى الساعة مع الطرف الأول مطالباً فرنجية بضمانات في شأن الملفات الخلافية المطروحة، قد تشهد الساحة المسيحية مفاجآت من نوع آخر، وبالتحديد على خطّ الرابية – معراب.

وفي هذا السياق، برزت تغريدة لافتة لعضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم على «تويتر»، إذ قال: «اذا كانت الرئاسة الاولى تتجه حصراً نحو فريق «8 آذار»، فمنطق الأمور يقضي ان تكون للعماد عون».

وقالت مصادر قيادية قواتية لـ«الجمهوريّة» إنّ «تغريدة كرم هي تعبير حاسم عن موقف «القوات» ممّا وصلت اليه المعركة الرئاسيّة، وأتت بعد محاولات إقناع الدكتور سمير جعجع بالسير في ترشيح فرنجية. ولفتت المصادر الى أنّ موقف «القوات» بات واضحاً بأنها بين عون وفرنجية سترشّح عون حكماً».

الراعي

وفي هذه الأثناء، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السياسيين الى «المسارعة للتشاور في شأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وكشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى مزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِّف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء الانتخاب وفق الدستور والممارسة الديموقراطية».

الرئاسة

وفي حين تأخذ قضية إعلان فرنجية ترشيحه مداها في الاوساط السياسية، لفتت زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري لمعراب امس الاول، مؤكداً بعد لقائه جعجع، حرص بلاده على ملء الفراغ الرئاسي، ومباركاً «أي خطوات وأي توافق لبناني – لبناني لكي يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة»، ولافتاً الى انّ السعودية «تترك الخيار للبنانيين في اعتبار انّ المجلس النيابي يقرر من سيكون الرئيس

المقبل».

مجلس الوزراء

ومن جهة ثانية يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد ظهر اليوم بعد شلل امتدّ أشهراً. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ الجلسة مفتوحة على شتى الاحتمالات في ضوء ما تسرّب من إصرار رئيس الحكومة على بتّ ملف تصدير النفايات التي حصر بها جدول اعمال الجلسة دون سواها ممّا هو طارىء، بالنصف زائداً واحداً، كأيّ ملف من الملفات العادية المطروحة على الجلسة، وهو أمر مضمون بالعودة الى إحصاء القوى التي لن تناقش في الملف ايّاً كانت كلفته والظروف التي أدت الى طرحه بالشكل الذي حصل، خصوصاً انّ عدداً كبيراً من الوزراء لم يطّلع على مشروع وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي رفعه الى رئيس الحكومة ولم يتبلّغه اي منهم ضمن المهلة المحددة سلفاً وهي 72 ساعة.

قزي

وعشية الجلسة قال وزير العمل سجعان قزي لـ «الجمهورية» انّ «جلسة اليوم غير مطابقة للمواصفات الحكومية. فنحن، واعتقد معظم الوزراء، ذاهبون الى الجلسة من دون ان يكون لدينا ايّ علم بشكل ومضمون المشروع الذي توصّلت اليه اللجنة الوزارية ـ التقنية برئاسة وزير الزراعة اكرم شهيّب ولم نتسلّم ضمن المهلة المتعارف عليها أي شيء عمّا سيطرح علينا غداً (اليوم)».

واضاف: «تبلّغنا الدعوة وجدول اعمال من كلمات عدة حصر البحث فيها بملف النفايات فقط. ولذلك سنستمع بعناية الى المشروع المطروح ليبنى على ما سنسمعه موقفنا من الموضوع.

نحن مع السرعة في بتّ هذا الملف بعدما طال انتظار ايّ مشروع للحل. ولكن مع السرعة لا نريد ان نقع ضحية التسرّع أو وضعنا تجاه حائط الأمر الواقع». وختم: «أخشى ما أخشاه، ونتيجة سعينا لوقف عمل سوكلين في الوطن، أن نوافق على سوكلين أُخرى في المهجر».