IMLebanon

كلّ الأنظار إلى محطّة 24 تشرين الثاني دول الخليج وإسرائيل أكثر قبولاً بالمفاوضات

تنشدّ الانظار والاهتمامات الى المفاوضات النهائية بين الدول الكبرى الخمس زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي باعتبارها محطة لن يكون بعدها كما قبلها على مستويات عدة دولية واقليمية. في مثل هذه الايام من العام الماضي اي قبيل اعلان الاتفاق المبدئي بين هذه الدول وايران في 24 تشرين الثاني من 2013، اثار التمهيد لهذا الاعلان عبر كشف اللقاءات السرية التي كانت عقدتها واشنطن مع طهران عاصفة في الدول العربية كما في اسرائيل على خلفية اخفاء واشنطن عن حلفائها ما كانت تجريه من محادثات سرية حول هذا الملف وعلى خلفية المخاوف من ان تؤدي هذه المفاوضات الى اطلاق يد ايران في المنطقة عبر اتفاقات على الهامش او صفقة تشمل مسائل وملفات حرجة ومتنازع عليها. كذلك كانت المخاوف من مفاوضات سرية يمكن ان تؤدي الى نتائج مماثلة للاتفاق حول نزع السلاح الكيميائي السوري الذي اخذ هذه الاسلحة من سوريا فيما ترك النظام يكمل حربه الداخلية من دون اي اثر لهذه الخطوة. الامر الذي اثار خشية ان تترك المنطقة لصراع مفتوح بين الدول العربية وايران على خلفية اتفاق نالت ما رغبت فيه الولايات المتحدة بالنسبة الى الملف النووي. ومع الكشف عن رسالة سرية بعث بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي منتصف الشهر الماضي اي قبيل الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي، لفت مراقبين في بيروت عدم صدور اي رد فعل من اي من دول الخليج العربي او من اسرائيل على الرسالة التي اثارت ضجة نسبية في الاوساط السياسية والاعلامية الاميركية خصوصا ان مضمونها المسرب اجرى ربطا بين التفاهم حول مشاركة ايران في الحرب على تنظيم داعش واظهار مرونة في المفاوضات النووية.

تعطي الدول الخليجية واسرائيل كل من جهتها راهنا انطباعات بانها اكثر استعدادا للمفاوضات ونتائجها مما كانت عليه قبل عام. فتقول مصادر متابعة ان هذه الدول كل من جهتها باتت اكثر اطلاعا على ما يجري داخل اروقة المفاوضات وليس محتملا ان تشارك الدول الخليجية مثلا في الغارات التي تشنها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق كما في سوريا من دون ان تكون على بينة من مسار الامور. فهذه الدول الخليجية هي التي تؤمن الغطاء العربي والسني للغارات التي تقوم بها الولايات المتحدة في الوقت الذي لا تستطيع هذه الاخيرة الاعتماد على ايران لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية من دون موافقة هذه الدول نتيجة رد الفعل الطائفي او المذهبي الذي يمكن ان ينشأ نتيجة لذلك. فيما الاعتراضات من الاوساط الاميركية تناولت الى موقع اوباما كرئيس لأكبر دولة تعطي انطباعات بالرغبة القوية في انجاز اتفاق مع ايران حول ملفها النووي وتقدم ضمانات لإيران المقاربة التي تتجاهل تاريخ ايران الداعم وفق هذه الاوساط للارهاب، ودليلها الدعم الذي تقدمه للرئيس السوري بشار الاسد والعنف الذي مارسه ضد شعبه. واسرائيل من جهتها لم تعمد الى تصعيد استباقي مباشر او عبر اللوبي الصهيوني في اميركا ضد المفاوضات التي تقوم بها الادارة الاميركية مع طهران تمهيدا للوصول الى اتفاق نهائي، على رغم ان ثمة عامل اطمئنان اضافيا بات يمكنها الركون اليه وهي نتيجة الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي التي سمحت بسيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ، ما يعتبر كثيرون انه قد يلجم اي اندفاع للرئيس الاميركي في اتجاه ايران بهدف تسجيل اختراق تاريخي شخصي على صعيد العلاقات الاميركية – الايرانية ما لم يتناسب هذا الاتفاق ومصالح اسرائيل ايضا الى جانب مصلحة اميركا. لا بل لفت المصادر المعنية اتصال وزير الخارجية الاميركية برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على اثر انتهاء اجتماعه مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في مسقط اخيرا، علما ان كيري سارع على اثر كشف نبأ الرسالة السرية من اوباما الى خامنئي من بكين لينفي وجود اي حوار او اي اتفاق او تبادل او اي شيء اقام او انشأ اي نوع من الاتفاق او الصفقة في ما يتعلق باي من الاحداث في الشرق الاوسط على رغم انه وفي اثناء ترؤسه جلسة لمجلس الامن الدولي حول التطورات في العراق قال “ان هناك دورا لكل دولة في العالم تقريبا لمحاربة تنظيم داعش بما في ذلك ايران”.

وتقول المصادر المعنية انه اذا كان من مصلحة الدول العربية الا يأتي اي اتفاق نهائي حول الملف النووي كما تريده ايران نظرا الى الضرر الذي يلحقه ذلك بالدول العربية ومصالحها في المنطقة مما اطلق المخاوف في الاصل من لقاءات سرية بين الولايات المتحدة وايران قد تحمل من بين ما تحمل صفقة تسلّم لإيران بنفوذها في المنطقة، فان من مصلحة الدول العربية في المقابل ايضا الا تفشل المفاوضات مع ايران حول اتفاق نهائي في 24 الشهر الجاري بالكامل حتى لو مددت مهلة التفاوض من دون اعلان صريح بذلك ربما ، نظرا الى النتائج السلبية التي يمكن ان تترتب على ذلك ان من خلال احتمال انفلات موقف المتشددين في ايران او من خلال ما يعتبره كثر قدرة ايران على التسبب بمزيد من المشاكل في المنطقة في ظل عدم قدرتها على تقديم حلول لها ايضا او من خلال احتمال انفلات المتشددين في الولايات المتحدة ايضا وتقوية موقفهم على قاعدة ان اكثر من سنة من التفاوض المباشر لم يسفر عن نتيجة.