نائب محترم ولكنه لم يتحمّل أن يترشح أي مرشح ضدّه بالرغم من أنه نائب منذ زمن طويل… والمرشح ضدّه رجل محترم تاجر من أنبل وأشرف التجار ذهب الى الكويت وبدأ العمل من الصفر ولكن بالمثابرة والجهد والعمل ليلاً ونهاراً استطاع أن يصبح من أنجح التجار، سمعته عطرة، كريم الأخلاق والنفس واليد، مهذب الى أقصى الحدود… مشكلته الوحيدة أنه ترشح الى الانتخابات فنال لقباً من النائب المحترم بأنّه «جربوع»؟! والأنكى أنّ النائب يقول في تسجيل صوتي باستهزاء بأهل العرقوب: «جرابيع.. ولن تقرروا نائبكم».. وأضاف: «ليك لا أنت ولا… المرشح اللي هون من المستوى تبعكن بتحلموا فيها للنيابة».
ويقول: النيابة يا حبيبي، كرسي النيابي اللي هون ما بتليق إلاّ للدكتور… هاي أوّل شغلة.
وأيضاً: تاني شغلة ولك إذا انتو هون الجرابيع أهل العرقوب بدكن تطلعوا نايب، ما معناش يا ها النيابي.. روحوا انخمّوا ناموا روحوا انتو هون الجرابيع الخونة أهل العرقوب رح تطلعوا نايب والله عم تحلموا فيها كرسي نيابي.
وأنا من هلّق عم قولك… طالع نايب ورح يصل نايب بإذن الله، لأنو ربّك شايف الحرامي عرفت كيف وشايف الآدمي وكل شي عند ربك ما يضيع» (…).
هذا نموذج من المستوى الخطابي الذي وصل من ناحية ثانية ونموذج ثانٍ ولكن هذه المرة من الشمال لأنّ النموذج الأول من الجنوب.
أحد مشاهير التنبلة والتنظير وتدخين الأركيلة قرّر بعدما وصل الى عمر الرشد الى 80 سنة من العمر وبعد إغراءات مادية ومعنوية وفرصة لا تعوّض عاش كل عمره ينتقد، ولم يوفر يوماً أحداً من لسانه وانتقاداته وفي شكل مفاجئ وبعدما استفاد من مرجعية سياسية كبرى استفادات كبيرة وذلك لسنوات طويلة وكان دائماً الأوّل الى مائدة المرجعية… فجأة ومن دون مقدّمات انتقل الى حضن آخر ولكن هذا الحضن بخيل ومن الصعب أن يكمّل المشوار معه، خصوصاً انه انتقل الى التحالف مع ذلك المشهور بالكذب وبالوعود العرقوبية، فقد وعد بالكهرباء 24 على 24 ولم يحقق شيئاً وتعهد بمصرف الفقراء ولم ينفذ أياً من وعوده. ومن ابداعاته انه ينشر صوره مع «المقانق» كأنه يمنن الفقير بلقمة عيشه. ولكن لماذا لا، خصوصاً وأنّ هناك صديقه رجل القانون الذي يحضّر له الأسباب الموجبة وغير الموجبة والدفوع معاً لكي يستطيعوا أن يحصلوا على أعلى قدر من الرضى والإكرام! على كل حال أهم ما في الموضوع وإرضاءً للمحترم الجديد لا بد من الإساءة الى إحدى الشخصيات المحترمة الذي قدّم لمدينة طرابلس ما لم يقدّمه أي زعيم في طرابلس في كل تاريخ طرابلس… يكفي أنه أقام أهم صرح ثقافي وأجمل مبنى في كل طرابلس وأسّس جمعية لتقديم المساعدات الحقيقية والطبية والتعليمية في الوقت الذي يقضي فيه راعي الأركيلة الوقت حط الجمرة وشيل الجمرة وتغيير رأس الأركيلة الذي يحمله معه حتى في حقيبة السفر.
صحيح أنّ الزعيم الطرابلسي الذي ترك النيابة والسلطة وقرّر أن يبتعد «غلطته» الكبرى أنه يؤيّد الزعيم السنّي الحقيقي للبنان وعلى مستوى الجمهورية.
وكم يأتي هذا المثل اللبناني السائر في موقعه: «يا بادل غزلانك بالقرود»!
عوني الكعكي