Site icon IMLebanon

كلهم «داعش» اسرائيل وأميركا وبشار وإيران

البنتاغون يقول إنّ الاسد مسؤول عن «داعش» ويجب التخلص منه وترك الشعب السوري يقرر مصيره، اتفق مع هذا القول ولكن في الحقيقة إنّ الذي تسبب بـ»داعش» وأخواتها هم اليهود واضطهادهم للفلسطينيين وبمساعدة الاميركيين.

هذا الكلام ذكرني بالفترة ما قبل الغزو الاميركي للعراق عام 2003 عندما كان الرئيس الأميركي جورج بوش الابن يدّعي أنّ هناك أسباباً وراء الغزو:

أولاً: تدمير أسلحة الدمار الشامل.

ثانياً: القضاء على «القاعدة».

ثالثاً: تعميم الديموقراطية في العراق.

رابعاً: ستكون هذه الحرب سريعة وتأتي استجابةً لرغبة الشعب العراقي بالحرية. وللتذكير فإنّ مجلة «كريستشن ساينس مونيتر الاميركية نشرت الإدعاءات الاربعة التي كان يدّعيها الرئيس بوش وقالت إنه كذاب:

أولاً: لم تجد القوات الاميركية أسلحة الدمار الشامل، (وهذه الحقيقة أثبتتها لجنة التحقيق الأممية لاحقاً).

ثانياً: لم تكن توجد «قاعدة» قبل الغزو ولكن الغزو دفع «القاعدة» أو فتح لـ«القاعدة» باب المجيء الى العراق لمحاربة الأميركيين وهنا يمكن أن نضيف أنّ الرئيس العراقي صدام حسين عندما شعر أنّ الاميركيين ينوون احتلال العراق جاء بأبو مصعب الزرقاوي أحد قياديي «القاعدة» وأخذ يهدد الاميركيين به وعندما دخلت القوات الاميركية العراق هرب أبو مصعب وجماعته وذهبوا الى دمشق واستقبلهم بالترحاب الرئيس بشار الأسد… وهذا يذكرنا أيضاً بالحرب الاميركية على أفغانستان وكيف هرب قادة «القاعدة» وعائلاتهم (بن لادن والظواهري) الى إيران واستقبلتهم بالترحاب وكيف كان أفراد عائلة بن لادن يأتون ويذهبون الى دمشق… بالمناسبة إحدى زوجات أسامة بن لادن سورية.

أحمد الجلبي هو الذي أقنع الاميركيين بالتعاون مع إيران فماذا كانت النتيجة؟ ومَن الذي دفع بالمتطرفين الى تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاميركيين في العراق؟

نعود الى الحقيقة التي أدت الى خلق «داعش»: في البداية كما قلت الغزو الأميركي للعراق ولكن قبل ذلك كله علينا أن نعود الى عام 1948 يوم احتل اليهود فلسطين وقتلوا الفلسطينيين وطردوهم من بيوتهم، ولم تكتفِ إسرائيل بذلك بل ذهبت لاحقاً الى احتلال غور الاردن والجولان السوري وشبه جزيرة سيناء في مصر.

وبالرغم من حرب 73 التي كانت أول مرة يتفق العرب مع بعضهم البعض فقاموا بحرب تشرين المجيدة واستطاعوا عبور القناة واتجهوا الى سيناء وكذلك فعل الجيش السوري الذي وصل الى بحيرة طبريا ولكن تدخل أميركا أوقف التقدم السوري في الجولان والجيش المصري في سيناء.

وبالرغم من كل الاتفاقات من «كامب ديڤيد» الى «وادي عربة» لا تزال إسرائيل تنقض كل الاتفاقات وتقتل الشعب الفلسطيني يومياً ما دفع بالفلسطينيين للجوء الى التطرّف وكذلك فإنّ الشعب العربي من المحيط الى الخليج كله من دون استثناء أخذ يميل الى التطرّف.

وما نشهده اليوم هو نتيجة التعنت الاسرائيلي والقتل اليومي والتعذيب الممارس ضد الفلسطينيين.

نعود أيضاً كما ذكرت في البداية الى عام 2003 والغزو الاميركي الذي أتى بـ»القاعدة» الى العراق وبعدها  الى سوريا وهكذا استفاد نظام ولاية الفقيه من التطرّف السنّي وأخذ يحارب به الاميركيين في العراق.

خلاصة، أميركا غزت العراق فخلقت «داعش» الذي جاء الى سوريا واستفاد بشار الأسد ونظام ولاية الفقيه من أجل تنفيذ المهمة التي جلبت نظام ولاية الفقيه… طبعاً هنا أقصد آية الله الخميني الذي جاء من باريس وطرد الشاه ومنذ اللحظة الاولى أخذ نظام الملالي يطرح شعار التشيّع وقام بحرب على العراق استمرت 8 سنوات.

وبين ليلة وضحاها وبعدما اطمأن الاميركيون من إعطاء العراق الى إيران يعني بعدما مكنوا الشيعة المتطرفين في العراق من الإمساك بالنظام انسحبوا تاركين التطرّف الشيعي لتبدأ الفتنة التي لم تكن موجودة في يوم من الأيام في البلاد العربية ولكنها للأسف ظهرت مع مجيء آية الله الخميني وولاية الفقيه والدعوة الى التشيّع وإلى الثورة الدينية وهدفها أنّ على المسلمين أن يتشيّعوا.

وعلينا أيضاً أن لا ننسى الدور الاميركي القذر الذي جاء الى المنطقة ومعه الأساطيل والطائرات زاعماً أنه سيحاسب النظام السوري على استعماله الكيماوي وفجأة توقف بفعل التدخل الروسي بالاتفاق الضمني مع أميركا وركبوا فيلماً أنّ روسيا تعهدت بنقل أسلحة الكيماوي من سوريا… وهكذا بسحر ساحر توقفت الحملة التي كانوا يعدّون لها ضد النظام السوري.

ولو كانت أميركا لا ترغب بالمساعدة على خلق وانتشار «داعش» لكانت ضربت بشار وأنقذت الشعب السوري منه ومن «داعش».

كفوا عن الكذب وعليكم أن تتوقفوا عن اللعب على الشعوب وهذا الكلام نقصد به أميركا وإسرائيل وولاية الفقيه وبشار الأسد… والفرج سيأتي عاجلاً أم آجلاً.

عوني الكعكي