IMLebanon

كل هذا التدخل  كل هذا الادمان

 

ليس ما اعلنه محمد جواد ظريف هو ما تمنى اللبنانيون سماعه من وزير الخارجية الايراني. لا طبعاً بالنسبة الى تركيزه على الاستقرار في أرض الحوار والمقاومة ودعوته الى وقف التنافس الا على اعمار لبنان بل بالنسبة الى الشغور الرئاسي. هو أبلغ الى محادثيه وقال أمام الميكروفونات ان ايران ضد التدخل في الشؤون الداخلية، ولا تريد أن يكون لبنان ساحة يتلاعب بها اللاعبون الدوليون. ونحن، من قبل ان ينعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري لبننة الانتخاب الرئاسي الذي صار خارجياً بامتياز، نراهن على تفاهم ايراني – سعودي يفتح الباب لانتخاب رئيس. لا بل اننا نضع الحد الأدنى من الاستقرار في خانة قرار اقليمي ودولي فرضته حسابات الحاجة الى ستاتيكو في لبنان والحرص على منعنا من السير بعيون مفتوحة وعقول وقلوب مغلقة على طريق الغوص الى الهاوية.

ذلك ان التنافس بين المسؤولين على اغلاق المؤسسات صار في أعلى مراحل الخطر. حتى الجانب الايجابي من التنافس، فانه في مجال الحديث عن سيناريوهات التغيير في المنطقة بعد الاتفاق النووي وما فتحه من آفاق لتفاهمات اميركية – ايرانية حول النظام الاقليمي الجديد. ولا احد يصدق أن ايران ضد التدخل في الشؤون الداخلية. لكن المؤكد انها ضد تدخل سواها، كما صارحنا ظريف. والمؤكد ايضا اننا لم نعد نخجل من ادمان التدخل الخارجي والمطالبة به.

وربما كان ظريف على حق في حديثه عن اللاتدخل من موقعه كوزير للخارجية. فالتدخل الايراني له قنوات أخرى بينها الحرس الثوري وبشكل خاص فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني. ألم يفاخر أكثر من مسؤول ايراني بنفوذ بلاده في اربع عواصم هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟ أليس من اللافت أن نائب قائد الحرس الجنرال حسين سلامي يرى انه لا حاجة اليوم الى الجيوش للسيطرة على موقع جغرافي، وأفضل الطرق هي الهيمنة على العقول؟ أليست الترجمة العملية لقول علي سعيدي ممثل المرشد الاعلى لدى الحرس ان لايران تأثيرا روحيا في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وغزة والبحرين هي ان نفوذنا الاقليمي جزء من عمقنا الاستراتيجي الذي لم نتفاوض عليه؟

الجدل حول المسؤولية عن الشغور الرئاسي كاشف: فريق يرى أن ايران تسد طريق الانتخاب، لحسابات ما قبل الاتفاق النووي أو لحسابات راديكالية أكبر أو للعجز عن ايصال مرشح حليف لها. وفريق آخر يرى أن السعودية هي التي تعرقل لأنها تضع فيتو على المرشح الحليف لحزب الله؟ والداخل يدور في الفراغ.