IMLebanon

كلٌّ سيُغنِّي على نفاياته …. والفوضى ستعمُّ بروائحها الكريهة

لهواة التاريخ، حتى ولو كان الأمرُ يتعلَّق بتأريخ النفايات، فإنَّ هذا الأسبوع سيشكِّل محطة ستدخل في مفكِّرة الذاكرة، فعند انتهائه تكونُ قد مرَّت ثلاثة أشهر على تراكم النفايات.

17 تموز – 17 تشرين الأول، والعدادُ لم يتوقَّف، وليس في الأفق ما يشير إلى توقفه، فماذا بعد؟

وإلى متى؟

ثلاثةُ أشهر ووزير البيئةِ، الوزير صاحب الإختصاص والصلاحية، مازال في مكتبه، يمارس كل مهامه إلا مهمة النفايات!

ثلاثةُ أشهر واللجان والخبراء يدورون في حلقة مفرغة، والملف يزداد وزناً، تماماً كأوزان النفايات المتراكمة، ومَن يدري؟

فقد نصل إلى 17 تشرين الثاني فيما الوضعُ على حاله.

هل هو تشاؤم؟

أم هل هو في محلِّه؟

الجواب قد يستلزم عودةً قصيرةً إلى الوراء:

ما اصطُلِح على تسميته خطة شهيِّب يقوم على سيبة مثلثة الأضلاع:

فتحُ مطمر الناعمة لسبعة أيام، تجهيز مطمر سرار في عكار واستحداث مطمرٍ في البقاع الشمالي.

ماذا تحقق من هذا المثلث حتى الآن؟

لا شيء عملياً، فمطمر الناعمة تحت ضغط المطالبة بعدم فتحه ولو لساعةٍ واحدة.

مطمرُ سرار كاد أن يتحول إلى خط تماس بين القابلين به والمعترضين عليه، وقد أدى ذلك إلى إطلاق نارٍ في محيط الأعمال الجارية فيه، أما مطمر البقاع الشمالي فيبدو أنه ينتظر الموافقة المسبقة من الذين لهم تأثيرهم على الأرض في تلك المنطقة.

إذاً، المثلثُ عاد إلى النقطة الصفر، ولو لم يكن الأمر هكذا لَما كانت الإجتماعات الماراتونية قد عادت إلى السراي الحكومي، في محاولة للخروج من الدائرة صفر.

فمطمر سرار دخلت فيه حسابات المصالح مع اعتبارات البيئة، كثيرون يريدون حصة منه أو من الأعمال المرتبطة به، فمنهم مَن يريد حصةً في النقل، وقد بدأت شركات تتأسس إرتباطاً بهذا المطمر، واللبنانيون شطَّار في تلقّف الفرص والمصالح.

والمطمر الإفتراضي في البقاع الشمالي مازال ينتظر، وقد تكون مصالح بقاعية أيضاً وراءه. ومع استمرار هذه الشروط والشروط المضادة فإن النفايات مازالت في الأرض، تتخمَّر وتتصاعد منها الأوبئة ولا من حسيب أو رقيب.

ماذا ستكون عليه المحصِّلة؟

ببساطة كلٌّ سيُغنّي على نفاياته، سينتهي الأمرُ بأن تتولى كل بلدية نفاياتها أو كل اتحاد بلديات نفاياته… من كنسٍ وجمعٍ ونقلٍ ومعالجة، لكن الخوف كل الخوف والخشية كل الخشية أنْ تنتقل عدوى فوضى المولِّدات الكهربائية إلى مطامر الأَحياء والقرى والبلدات والشوارع، فمَن يضبطها في هذه الحال؟

عدَّادُ تأريخ العجز عن معالجة أزمة النفايات سيبقى شغالاً، طالما أنَّ عدَّادَ الإنجازات متوقف أو على الأقل متعثِّر.