لا أوهام لدى بعض القوى الحليفة لـ «حزب الله» مما سيسفر عنه الحوار بين الحزب و «تيار المستقبل»، واذ يرحب هؤلاء بالحوار وما قد يحققه، تبرز بعض الاعتراضات حول طبيعة الحوار وشكله، لتخلص الى ان لا امكانية لتحقيق خرق كبير.. مع التمسك بحلفهم مع المقاومة.
يرحب رئيس حزب «الاتحاد» عبد الرحيم مراد ورئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد ونائب رئيس المكتب السياسي في «الحزب القومي» توفيق مهنا، بإجراء الحوار من حيث المبدأ، لما من شأنه تخفيف الاحتقان في البلاد والحد من التشنج المذهبي العابر للحدود.
لكن مراد يتحفظ على استبعاد «نصف السّنّة من مؤيدي المقاومة» من الحوار الذي يريد تحديد مصير البلاد. كما انه يستبعد ان يعالج الحوار مسائل استراتيجية طرحت كعناوين له في ظل التمثيل الحالي، برغم ترحيبه بأي تقدم قد يحققه جلوس «حزب الله» و «المستقبل» مع بعضهما البعض لكسر جبل الجليد القائم.
يقول مراد ان الاولوية يجب ان تبقى لكسر الجليد بين الطوائف نفسها، مذكرا بان «الآخرين قاموا بتكفيرنا سياسيا لانفتاحنا على «حزب الله»، بينما التقوا هم بالحزب وبالرئيس السوري بشار الاسد».
ويرى أسامة سعد ان من شأن الحوار تعزيز الاستقرار وتحصين البلد بوجه التحديات الخطيرة التي يمر بها. وبرأي سعد، فإن هدف الحوار يجب ان يتمثل في هذا الأمر، لكنه يلفت النظر الى «اننا نعيش أزمات خطيرة.. بلدنا مهدد من الجماعات الارهابية، وثمة ازمة سياسية داخلية ادت بنا الى الفراغ على صعيد المؤسسات.. والاهم ان بلدنا يرزح تحت ازمات اقتصادية ومعيشية وخدماتية كبيرة جدا، يجب على الحوار مقاربتها هي اولا، وهو الامر الذي لا يبدو هذا الحوار معنيا به». وهنا يسأل سعد المتحاورين «وهم من أهل السلطة»: «ماذا قدمتم لمعالجة الازمات التي يتخبط بها اللبنانيون؟».
واذ يشدد على العلاقة التحالفية مع «حزب الله»، يسأل سعد الذي يرحب بدوره بأي خرق يحققه الحوار: لماذا وصلتنا الفتنة أصلا الى لبنان؟ أليس بسبب التحريض الطائفي الذي وفر لها المناخ الملائم؟ ولماذا لم يعالج هذا الامر منذ البدء؟
يتقاطع مهنا مع ما اشار اليه مراد عبر التلميح الى انه كلما اتسعت دائرة الحوار وشملت الاطراف المؤثرة، فإن من شأن هذا الامر تحقيق الهدف المنشود بشكل أفضل وأسرع. ويقول إن ثمة أجواء محيطة بالحوار قلقة من إمكانية تحقيق اختراقات واسعة، لكنه يلفت النظر الى ان جلوس المتحاورين على طاولة واحدة يعد خطوة في الاتجاه الصحيح «ونحن نأمل بكل مسؤولية وطنية وسياسية ان ينجح هذا الحوار». ويتطلع الى ان يحقق الحوار الخطوات التي تساعد على الانفراج والارتياح وتأسيس مسيرة تستكمل العملية السياسية الدستورية وأهمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية واعادة انتاج المؤسسات بآلية ديموقراطية لكي يشعر اللبنانيون بالامان والارتياح.
ويخلص مهنا الى ان من شأن الحوار قطع الطريق على الفتنة، خاصة على القوى التي تريد وتستفيد من إثارتها.