IMLebanon

طاولة الحوار اليوم فوق «بحيرة النفايات»: إنقاذ أم غرق؟

طاولة الحوار اليوم فوق «بحيرة النفايات»: إنقاذ أم غرق؟

سلام وشهيب أمام الخيار المرّ الخميس .. وتزاحم الأولويات يُحرِج مكتب المجلس غداً

تنعقد جلسة الحوار الوطني السادسة اليوم، على ضفاف السيول ومجاري المياه التي حملت أطنان النفايات إلى الشوارع والأحياء، مع الأمطار الأولى التي هطلت أمس، مشفوعة بمشهد تتقزّز منه المشاعر والأبدان، تمثّل بالصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، عن طوفان النفايات في شارع مار تقلا في سد البوشرية، مع صور أخرى من نهر بيروت إلى نهر أبو علي في طرابلس، ونهر الغدير في الضاحية الجنوبية، ومع الأضرار التي خلّفتها السيول الجارفة في صيدا وفي الطرقات الرئيسية في العاصمة والضواحي، كما تنعقد الجلسة، على مشهد تجمّع حملات الحراك المدني في المصيطبة التي طالبت بقرارات حاسمة قبل يوم الجمعة المقبل، وفي ظل معطيات بالغة التعقيد، سواء في ما خصّ ملف النفايات أو ملف الجلسة التشريعية التي ينوي الرئيس نبيه برّي الدعوة إليها قريباً، بحسب ما أعلن وزير المال علي حسن خليل، أو حتى الإضراب الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية المنقسمة على نفسها اليوم.

كل ذلك جرى، غداة احتفالات عاشوراء هذا العام التي شهدت إرتفاعاً في حرارة الخطاب السياسي لقيادة حزب الله، ومشاركة شعبية غير مسبوقة في غير منطقة، في إشارة إلى أن مرحلة جديدة من التخبّط الداخلي قد تكون البلاد مقبلة عليها، في ضوء الصعوبات التي تواجه التسوية السياسية في سوريا، واستبعاد حدوث أي حلحلة في ما خصّ العلاقات السعودية – الإيرانية، مع خسائر غير مسبوقة لحزب الله في الحرب السورية، كان آخرها سقوط ما لا يقلّ عن 12 مقاتلاً للحزب وعدد من الجرحى في إدلب، وسط غموض عمّا إذا كان هؤلاء سقطوا في معارك وصفتها مصادر ميدانية بأنها كانت قاسية جداً، وتحدثت مصادر أخرى عن احتمال أن يكون هؤلاء المقاتلين تعرّضوا لغارة أميركية.

وزادت مشاهد طوفان النفايات في شوارع العاصمة والمناطق من استياء وقرف الرئيس سلام، لدى إطلاعه عليها من هواتف زواره الذين التقوه كعادتهم كل يوم أحد، لكنه لم يشأ التعليق على ما شاهده بأي كلمة، لكن الإستياء بدا واضحاً جداً على وجهه، ولم يكن بحاجة للتعبير لفظياً عن اشمئزازه لما وصل إليه الوضع، مكتفياً بالإستماع إلى ما يشكو منه زواره من يأس لما آلت إليه الأمور، لا سيّما الحياتية والصحية والبيئية، ذلك أن الرئيس سلام ما يزال ينتظر أجوبة من القوى السياسية في شأن ملف النفايات، ولكن من دون نتيجة.

ملف النفايات

وعلى صعيد هذا الملف، كشفت مصادر نيابية مطّلعة عن تراجع موجة التفاؤل في ما خصّ إيجاد مطمر آخر في البقاع الشمالي، إلى جانب المطامر الثلاثة المقترحة مع إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة سبعة أيام.

ومردّ إنحسار التفاؤل إلى أن الجواب المنتظر من حزب الله بات بحكم المستبعد كلياً، ومع ذلك، تضيف المصادر، فإن مهلة جديدة أُعطيت إلى يوم الخميس، بوصفها «فرصة أخيرة»، على أن يجري الرئيس سلام ووزير الزراعة المكلّف ملف النفايات أكرم شهيّب مشاورات في ما بينهما في ما خصّ الموقف الذي يتعيّن إتخاذه، والذي يقضي بانسحاب الوزير شهيّب من هذا الملف، بعد أن يعرض لمراحل ولادة الخطة التي اقترحها والصعوبات التي واجهتها، بعد أن تبيّن أن الطرفين الشيعي والمسيحي سيّسا الملف ورفضا التشارك في تحمّل المسؤولية، تاركين للرئيس سلام والوزير شهيّب تحمّل العبء وحدهما، سواء في ما خصّ مطمر سرار كمطمر دائم ومطمر الناعمة كمطمر محكوم وفقاً للخطة بأسبوع واحد فقط.

وفيما بدا الإستياء حاضراً في دارة الرئيس سلام في المصيطبة مما وصلت إليه الأمور، نقل زوّار عين التينة عن الرئيس نبيه برّي إنشغاله بالمسيرات العاشورائية والقطوع الأمني الذي تجاوزته، في غمرة استعداده لمواجهة: مطالب طاولة الحوار اليوم التي يغيب عنها الرئيس فؤاد السنيورة والنواب: ميشال عون، سامي الجميّل وبطرس حرب الذي سيمثّله النائب السابق جواد بولس. كما سيواجه الرئيس برّي في اليوم التالي مطلباً مسيحياً يبدو أن «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» إتفقا عليه، ويقضي بوضع قانون الإنتخاب بند أول على جدول أعمال الجلسة التشريعية، إضافة إلى سلسلة الرتب والرواتب، في ظل تحفّظ كتلتي الرئيس برّي و«المستقبل» على ترتيب هذين البندين، لأسباب أبرزها، كما قال مصدر نيابي في «المستقبل» لـ«اللواء»، أن مشروع قانون الإنتخاب ليس جاهزاً بعد وإن سلسلة الرتب والرواتب لم تبتّ فيها سلسلة العسكريين.

ووصف المصدر اجتماع هيئة مكتب المجلس غداً بالفصلي بالنسبة للجلسة التشريعية.

وقال مصدر وزاري مطلع لـ«اللــواء» انه في ضوء مجريات جلسة الحوار اليوم، والتفاهم على جدول أعمال الجلسة التشريعية من عدمه غداً، يتوضح المسار الذي يمكن أن يسير عليه الوضع الحكومي، مع تأكيد مصادر السراي الكبير أن لا يوم محدداً لإعلان استقالة الحكومة فيما لو ارتأى رئيسها اللجوء إلى مثل هذا الخيار، على الرغم من المطالبة المتزايدة بعدم الاقدام على هذه الخطوة، في ضوء صعوبة التفاهم على خطوات بديلة، وعلى الأخص في الشأن الرئاسي، حيث يتمسك حزب الله من أن الأمور في المنطقة ذاهبة إلى مزيد من التعقيد، وإن المخرج الممكن يكون بانتخاب النائب عون رئيساً للجمهورية أو البقاء في دائرة الانتظار.

وتوقعت مصادر السراي أن يجدد الرئيس سلام أمام طاولة الحوار ما قاله في الجلسات السابقة حول ضرورة تحمل القوى السياسية كافة ما وصل إليه ملف النفايات، وما حمل من انعكاسات سلبية على عمل الحكومة التي أضحت مشلولة بالكامل، خصوصاً بعدما وصلنا إلى ما كان حذر منه من وصول لبنان إلى كارثة بيئية مع بداية هطول الأمطار.

ونفت مصادر سلام أن يكون الرئيس برّي أو غيره طلبوا منه التريث بإعلان استقالته، وكررت دعوتها إلى عدم تحديد يوم معين لإعلانه استقالته.

ويستقبل الرئيس سلام بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية وزير الداخلية الفرنسية برنارد كازناف ويبحث معه في مجمل المستجدات والتطورات الراهنة، واستضافة لبنان للاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جهة ثانية، نفى مصدر في كتلة «المستقبل» النيابية ان تكون جلسة الحوار الثنائي في عين التينة بين «المستقبل» و«حزب الله» ستعقد غداً الثلاثاء، مشيراً إلى ان الجلسة مقررة اصلاً الثلاثاء في 3 تشرين الثاني وليس غداً.

وفيما رأى المصدر ان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لم يقل شيئاً جديداً في مواقفه الأخيرة بذكرى عاشوراء، لاحظت ان ظهوره المتكرر الجمعة والسبت هدفه استنهاض جمهوره لرفع معنوياته نتيجة الخسائر التي يتكبدها الحزب في المعارك في سوريا، وهو ما ظهر في الإعلان عن تشييع عدد من الضحايا بشكل شبه يومي، إلى جانب ان النظام السوري نفسه يواجه مأزقاً كبيراً في العمليات العسكرية، مما دفعه مع إيران إلى الاستنجاد بموسكو، بحسب ما اوردته بعض الصحف الناطقة بلسان النظام.

تجدر الإشارة إلى ان نصر الله تجنّب في كلمته امام الحشود الشعبية التي تجمعت في ملعب الراية في الضاحية، ظهر السبت، الإشارة إلى الوضع الحكومي وركز في الشق اللبناني من خطابه على الحوار على اعتبار ان لا بديل آخر عنه في المدى المنظور، من دون الإشارة إلى الحوار الثنائي بين الحزب و«المستقبل»، داعياً إلى عدم انتظار الحوار الإيراني – السعودي، أو انتظار مبادرة أميركية أو عربية في شأن انتخابات الرئاسية أو غيرها، لأن لبنان خارج اهتمامات الدول، مؤكداً ان لبنان متروك لزعمائه واحزابه الذين يجب ان يتحملوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة.