Site icon IMLebanon

حليف الحليف «يُمانع» على الطاولة الروسية ـ الإسرائيلية  

يوم اعلان التوصل الى إتفاق بين إيران والدول الست حول الملف النووي الإيراني وسط تهليل «الممانعة» وإعلامها لهذا «الإنجاز»، دخلت إيران شريكاً أساسياً في حلف مكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وقد أدرج هذا الإنتماء إلى الحلف المذكور ضمن بنود سرية التزم بها الإيرانيون، ويأتي في قائمتها إسقاط شعارات «الشيطان الاكبر» و»الزحف نحو القدس» والدعوات إلى تدمير إسرائيل.

بين تلك المواقف المتقلبة والشعارات الطنانة التي لم تؤتِ أُكلها، تكثر فضائح الفريق «الممانع» وتزداد يوماً بعد يوم، فبعد الحرد الايراني من عدم ضمه الى دول مكافحة الارهاب قبل الاتفاق النووي مروراً بإستهداف إسرائيل المتكرر والمتعدد لمواقع النظام السوري وقافلات «حزب الله» العسكرية والامنية في الداخل السوري التي يقابلها الحزب بتجاهل تام ما عدا عملية الرد الوحيدة التي نفذها كرد على اغتيال القيادي جهاد مغنية في القنيطرة، حطت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاول على أرض روسيا بلد حليف الحليف للتنسيق الامني معها في ما يتعلق بالازمة السورية.

أمس الأول التقت الخيارات الايرانية – الاسرائيلية عند نقطة التواصل الروسية وذلك ضمن أسس تقوم على مصالح دولة كل منهما، وبهذا أيضاً يكون قد انضم «حزب الله» الى الحلف نفسه وتحوّل الى شريك ولو بشكل غير مباشر، ما يعني أن «المقاومة« في جنوب لبنان سيبدأ نجمها بالأفول بعد غياب دام تسعة أعوام أمضتها في قتال أبناء شعبها وشعوب جارة، وعليه اصبح وجودها في لبنان لزوم ما لا يلزم وهو ما يترجمه الحزب من خلال تكثيف وجوده في الداخل السوري وسحب معظم تواجده وانتشاره في لبنان الى خلف الحدود باعتبار ان جبهاته في لبنان اصبحت أكثر اماناً من ذي قبل بعدما تحولت سوريا التي وجد فيها ارضا خصبة لمشروعه الجديد، قبلة لمقاومته. 

حتى الأمس القريب، لم يكن «حزب الله» هضم بعد مسألة الإتفاق النووي الإيراني – الأميركي بعدما كان رأى فيه مشروعاً مستقبلياً إقليمياً لا مكان له فيه يقوم على اسس جديدة قد تضطر فيها ايران الى خلع بزتها العسكرية وارتداء بزة رجال الاعمال، وقد ذهب الحزب في خياره هذا الى جانب الجناح الايراني المتشدد بقيادة «الولي الفقيه» الذي ما زال حتى اليوم يُصوّب رصاصاته باتجاه الاتفاق المعلن من تحت عباءة الامام الخميني الذي قال يوما «لو اعلنت اميركا اسلامها ونطقت بشهادة لا اله الا الله، لا تصدقوها«. لكن في قرارة نفسه، يُدرك الحزب جيداً أن المسار السياسي في المنطقة أصبح هو الغالب وبالتالي وجد ان عليه ركوب الموجة نفسها مع إبقاء أو إستخدام بعض الشعارات والعبارات التي تحفظ له ماء الوجه امام جمهوره من وقت الى آخر.

«عدو عدوي صديقي»، لكن ماذا عن حليف حليفي؟. يرحب «حزب الله» على الدوام بالمواقف التي تتخذها روسيا في ما خص الشأن السوري وتحديدا لجهة دعمها الاسد وهو الخيار الذي يسير عليه بتكليف ايراني. واليوم شاء الحزب ام ابى، فقد تحوّل من خلال التنسيق العالي والعلني بين اسرائيل وروسيا الى «حليف حليف حليفي» وبالتالي قد اصبحت هناك قضية مشتركة بينه وبين اسرائيل يمكن البناء عليها مستقبلاً وهي التنسيق في سوريا خصوصا في ظل قرار روسي قضى بزيادة التدخل في الحرب السورية سواء على الصعيد البشري او الدعم العسكري للنظام السوري بطائرات ودبابات. محللون غربيون علقوا على الزيارة بقولهم انها تهدف إلى التنسيق المخابراتي داخل سوريا الى جانب التنسيق العسكري على الارض وفي المجال الجوي، ما يعني أن نظام الأسد وإيران و»حزب الله» سوف يستفيدون من هذا التعاون لصالح تحركاتهم على الارض وضمن المناطق التي يخوضون فيها حربهم. وعلى عكس ما يشيع إعلام «الممانعة» بأن الزيارة تهدف الى تنسيق الطلعات الجوية بين روسيا وإسرائيل في سوريا كحد اقصى، فان مجرد وصول السلاح الروسي الموعود الى نظام الاسد ومنه الى الحزب، سيكون بضمانة ورعاية اسرائيلية تتعهد فيها الاخيرة بعدم اعتراض طائراتها لعمليات نقل هذا السلاح من المطارات العسكرية والمرافئ وتحديدا ومن قاعدة «طرطوس» البحرية التي تسيطر عليها روسيا الى جبهات القتال.

مع اعلان التدخل الروسي في الحرب السورية، انفرجت أسارير «حزب الله» الذي وجد فيه هذا التدخل دعماً له في ظل إنهيار الجبهات التي يتواجد عليها مع النظام السوري، ولكن من المؤكد أن هذا التدخل سيتحول لاحقاً الى تهمة لن يستطيع الحزب رفعها عن نفسه أمام جمهوره إذا ما قرر مساءلته خصوصا إذا ما قورن بتنسيق استخباراتي روسي- أميركي إسرائيلي- إيراني، ومعها قد يجد الحزب نفسه امام فضيحة جديدة تحت عنوان «SYRIA GATE».