اتصالات تهديد بأهالي العسكريين.. وإبراهيم وخير يلتقيان وفداً منهم اليوم
الحكومة تتقصّى مطالب الخاطفين «غير الواضحة»
رئاسياً، لا يزال الاستحقاق أسير النصاب المفقود والأمل المعقود على القادم من جلسات الانتخاب المعلّقة على حبل الشغور الطويل وقيده المستحكم برأس الجمهورية، وقد ضُرب التاسع والعشرون من الجاري موعداً جديداً لانتخاب الرئيس عسى أن ينكسر القيد ويستجيب القدر..! أما حكومياً، فلا تزال قضية العسكريين المخطوفين تأسر أنفاس البلد رسمياً وشعبياً لا سيما في ضوء إمعان الخاطفين في الضرب على وتر أهاليهم الحساس، وجديد تهديداتهم اتصالات هاتفية تلقاها عدد من الأهالي وتوعّدت بتصفية الأسرى بعد ثمان وأربعين ساعة ما لم تتم تلبية مطالبهم، بينما الحكومة تجهد وتتقصى ماهية هذه المطالب وسط تأكيد مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنها ما زالت «غير واضحة» المعالم حتى الساعة ويشوبها تضارب في المضامين والأولويات بين «داعش» و»النصرة».
وأكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمام المجلس أمس أنه «مستمر في التفاوض بكل أوجهه من أجل التوصّل إلى تحرير العسكريين»، وقال: «لن نيأس لأنّ سلامة العسكريين هي من سلامة الوطن» مناشداً في الوقت عينه «الرأي العام وأهالي المخطوفين الوقوف إلى جانب الحكومة في مساعيها الدؤوبة لتحرير الأسرى».
وفي ظل التزام أعضاء مجلس الوزراء سياسة التكتم والنأي بهذا الملف الحساس عن البازارات الإعلامية والسياسية، علمت «المستقبل» أنّ خلاصة ما جرى تداوله خلال جلسة الأمس تتمحور حول التأكيد على كون الاتصالات مستمرة والمفاوضات غير متوقفة إلا أنها لا تنفك تصطدم يومياً بعراقيل ومطبّات يفرضها الخاطفون من خلال انتهاجهم سياسة عدم الوضوح وعدم الجدية في تحديد مطالبهم التي تختلف وتتبدل بين وقت وآخر. بينما كشفت مصادر رسمية لـ«المستقبل» أنّ الوسيط القطري استعاد خلال الساعات الماضية حركته باتجاه الخاطفين لبلورة تصوّر واضح يتيح التأسيس عليه في عملية التفاوض لتحرير العسكريين.
تزامناً، أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ مسألة «المقايضة» لم تُطرح لا من قريب ولا من بعيد خلال الجلسة، مشيرةً إلى أنّ التداول بملف العسكريين اقتصر على ما أدلى به رئيس الحكومة وبعض الوزراء في معرض تجديد مواقفهم المتصلة بهذا الملف.
خير
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير قد التقى وفداً من أهالي العسكريين المخطوفين في السرايا الحكومية أمس لإطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بقضية أبنائهم. وأوضح اللواء خير لـ«المستقبل» أنه أكد للأهالي خلال اللقاء أنّ «هناك جدية في التفاوض وأنّ الحكومة صادقة وشفّافة وإيجابية في التعاطي مع الملف، لكن المطلوب أيضاً من الطرف الآخر (الخاطفين) اعتماد الواقعية والجدية في طرح الأمور».
وعلمت «المستقبل» أنّ خير سيعقد اليوم لقاءً جديداً مع أهالي العسكريين في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بغية طمأنة الأهالي إلى عدم توفير أي جهد أو وسيلة لدفع الأمور باتجاه ضمان سلامة أبنائهم تمهيداً لتحريرهم من أيدي خاطفيهم.
مشادات وزارية
أما على صعيد مجريات جلسة مجلس الوزراء، فنقلت المصادر الوزارية لـ«المستقبل» حصول مشادات سياسية بين كل من وزير المالية علي حسن خليل ووزير الطاقة أرتور نظريان على خلفية تضارب وجهتي نظرهما حيال عدد من بنود اتفاقيات الغاز والفيول، وبين وزير الاتصالات بطرس حرب ووزير الخارجية جبران باسيل حول ملف الخليوي. وأوضحت المصادر أنّه حين طالب حرب باعتماد دفتر شروط جديد لإدارة هذا الملف، إعترض باسيل وطلب تأجيل الموضوع نظراً لوجود ملاحظات وتحفظات لدى «التيار الوطني الحر» في هذا المجال معتبراً أنّ التمديد للشركتين الخلويتين تم بشكل مخالف لقرار مجلس الوزراء، الأمر الذي رد عليه وزير الاتصالات بنفي وجود أي مخالفة من هذا القبيل وقال متوجهاً لباسيل: «المخالف لمجلس الوزراء هو اللقاء من دون تكليف رسمي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمخالف أيضاً لمجلس الوزراء هو أن يعمد وزير باسم الحكومة ومن دون إذنها إلى تغطية التفجير في مزارع شبعا».
النفايات الصلبة
على صعيد آخر، وإثر التداول بملف النفايات الصلبة كلّف مجلس الوزراء وزراء البيئة والداخلية والمالية إنهاء خطة إدارة النفايات على مستوى كل لبنان ورفعها إلى المجلس خلال أسبوعين. في حين جدد وزراء «التيار الوطني» هجومهم على شركة «سوكلين»، الأمر الذي علّق عليه الوزير نبيل دوفريج بلفت انتباه الوزراء العونيين إلى أنهم يخدمون بأسلوبهم هذا «سوكلين» وأضاف ممازحاً: «إذا بقي تعاملكم مع هذا الملف على هذا المنوال فقد تتجه هذه الشركة إلى إقامة تمثال لكم لأنكم تدفعون بذلك مجلس الوزراء إلى الطلب منها الاستمرار في تقديم خدماتها من دون أي منازع».