الراعي عشية لقائه الحريري: انتخاب الرئيس قبل أي تدبير على مستوى الاستحقاق النيابي
طرابلس «بيئة حاضنة» للجيش.. ومنصور والمولوي «يختفيان»
مرةً جديدة تثبت عاصمة الشمال أنها عصيّة على الفتن ولو كره الكارهون لاستقرارها وازدهارها من ذوي الآفاق الشاذة الساعين ليل نهار إلى تشويه صورة المدينة وإلباسها لبوس الإرهاب لتظهيرها سياسياً وإعلامياً مدينةً متخندقة في خلايا وبؤر خارجة عن الدولة ومناهضة لمؤسساتها الشرعية. إذ أكدت حوادث الساعات الأخيرة، أهلياً وأمنياً وسياسياً، أنّ طرابلس لن تكون إلا بيئة حاضنة للجيش متموضعةً قولاً وفعلاً تحت رايته في وجه كل الظواهر المناهضة للمؤسسة العسكرية، سواءً تلك التي تتخذ شكل انشقاقات فردية منبوذة أو مجموعات مليشياوية معروفة التمويل والمرامي، كمجموعة شادي المولوي وأسامة منصور اللذين رضخا أمام ضغط أبناء المدينة فأخليا مسجد «عبدالله بن مسعود» في باب التبانة بعدما خلصت اتصالات ومساعي مشايخ وفاعليات المنطقة إلى وضع صيغة قضت بجعل مصير هذه المجموعة «الانكفاء والاختفاء» وفق تعبير مصادر طرابلسية رفيعة لـ«المستقبل».
المصادر أوضحت أنّ إدخال هذه الصيغة حيّز التنفيذ كان قد بدأ فعلياً أمس الأول من خلال إقدام منصور والمولوي على إخلاء المسجد الذي كانا يتحصّنان فيه مع عدد من أتباعهما في باب التبانة، بحيث عمدا بدايةً إلى جمع وسحب أغراضهما من المسجد تمهيداً لانكفائهما نهائياً عن الساحة اعتباراً من اليوم.
«المستقبل»
ومساءً عُقد في منزل عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر في طرابلس اجتماع حضره وزير العدل أشرف ريفي والنائبان محمد كبارة وبدر ونوس ومنسق تيار «المستقبل» في المدينة النائب السابق مصطفى علوش ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، أعرب في ختامه المجتمعون عن شجب وإدانة «الاعتداءات المشبوهة على العسكريين في طرابلس وعكار» وعن تضامن أهل المدينة في المقابل «مع أبنائهم في كل المؤسسات العسكرية والأمنية» وتمسّكهم «بالخطة الأمنية وتطبيقاتها التي أرست الأمن في طرابلس».
وفي حين شدد المجتمعون على وجوب استكمال الخطة الأمنية بتطبيق «خطة إنمائية موازية»، طالبوا في السياق الأمني «بملاحقة المشبوهين الذين اعتدوا على حواجز الجيش وهم باتوا معروفين ولا يمتّون بصلة إلى المدينة وأهلها»، مؤكدين في الوقت عينه أنّ الخطة الأمنية كفيلة بالتعامل مع أي «مربع أمني» في أي جزء من المدينة بعيداً عن التضخيم الإعلامي والسياسي. وأشادوا في هذا الإطار «بالجهود التي بذلها أبناء طرابلس وبخاصة فاعليات التبانة من أجل إرساء الأمن وتجنيب المدينة الصدامات»، مع التشديد على وجوب أن تكون هذه الجهود «محط تقدير من كل شريف ووطني».
.. و«فنيدق» تنبذ المنشقّين
في سياق متقاطع، أصدرت بلدية فنيدق وفاعلياتها بياناً أمس رداً على «الحملات المشبوهة لتشويه صورة البلدة وإظهارها خارجة عن المؤسسات» على خلفية فرار المجنّد عبدالقادر الأكومي من الخدمة العسكرية، فأوضحت أنّ «الأكومي يعاني من اضطرابات نفسية» وكان قد ترك الجيش «منذ حوالى ثلاثة أشهر».
وأعرب بيان فنيدق عن «التأييد الكامل للجيش وسائر القوى الأمنية»، مطالباً في المقابل «وسائل الإعلام بعدم تضخيم الأمور حتى لا ينسحب كل عمل فردي إلى ظاهرة عامة». كما دعا الحكومة إلى «اتخاذ خطوات جدية تسرّع في الإفراج عن الأسرى العسكريين وبينهم اثنان من أبناء فنيدق»، مؤكداً في هذا المجال ضرورة «تسريع محاكمة الموقوفين (…) وانسحاب «حزب الله» من سوريا تجنيباً للبنان ويلات هذا التدخل».
روما
واليوم يلتقي الرئيس سعد الحريري البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في روما حيث سيتناول البحث مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما في ضوء الهموم والأولويات الوطنية المشتركة وفي طليعتها أولوية الانتخابات الرئاسية، وسط تقاطع وتطابق مواقف الجانبين عند التشديد على وجوب إنهاء الشغور الحاصل في سدة الرئاسة الأولى «قبل القيام بأي تدبير آخر على مستوى استحقاق المجلس النيابي« وفق ما شدد البطريرك الراعي عشية اللقاء.
ووجّه الراعي في عظة الأحد التي ألقاها في كنيسة مار مارون في روما «نداءً إلى المجلس النيابي» دعا فيه نواب الأمة «باسم الشعب اللبناني» إلى أن يبادروا إلى انتخاب الرئيس «لكي يستقيم كل عمل وليضعوا حداً لإقناع الذات والمواطنين باستسهال مخالفة الدستور وعدم التقيّد بمضمونه بالاستغناء عن وجود رئيس للجمهورية»، محذراً من كونه «أخطر ما تصل إليه البلاد».