Site icon IMLebanon

الحريري لـ«المستقبل»: تطرّفوا للاعتدال

بري مطمئن إلى متانة «سقف» الحوار ويرى الرئاسة معلّقة على «ريموت» المنطقة

الحريري لـ«المستقبل»: تطرّفوا للاعتدال

 

لأنها مرحلة لا تقبل رمادية التوجّهات بين أسود الإرهاب وأبيض الاعتدال، ولا ضبابية الخيارات بين حماية لبنان وتشريع أبوابه أمام عواصف المنطقة، ولا وسطية التموضعات بين التطرّف والعيش المشترك.. توجّه الرئيس سعد الحريري أمس بعبارات حازمة إلى قيادات وكوادر «تيار المستقبل» تؤكد ألا مكان للهوان والتهاون في مواجهة المدّ الإرهابي، مشدداً على وجوب تطرّف «المستقبل» دفاعاً عن الاعتدال، سواءً في وجه إرهاب «داعش» أو إرهاب المعتدين على الحرية وحق الشعوب فيها داخل لبنان وخارجه، مع التأكيد في معرض تجديد دعوته إلى قيام استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب، على الوقوف خلف الدولة ومسؤوليتها في مكافحة أشكال التطرّف كافة. 

وبينما كان الحريري يستعرض في مداخلة سياسية شاملة، خلال ترؤسه اجتماعاً مشتركاً للمكتبين السياسي والتنفيذي في «تيار المستقبل»، أهمية هذه الاستراتيجية، باعتبارها تحمي لبنان من خطر الإرهاب ومن أشكال التورّط في الحرائق المحيطة كافة، برز على المقلب السياسي الآخر إصرار الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله على الإيغال أكثر فأكثر في لهيب هذه الحرائق من خلال حثّه اللبنانيين أمس على الذهاب إلى سوريا والعراق وغيرهما من الساحات العربية المشتعلة للدفاع عن لبنان! الأمر الذي بدا معه تأييد نصرالله وضع استراتيجية وطنية في مواجهة الإرهاب تأييداً مستنداً إلى مفاهيم مناقضة لجوهر الاستراتيجية التي دعا الحريري إلى قيامها من منظور الحاجة إلى مظلة تقي الساحة الداخلية من العواصف الإقليمية، ومن منطلق التأكيد على عدم جواز بقاء لبنان «رهينة سياسات التفرّد واتخاذ القرارات التي تخالف الإجماع الوطني».

أما عن الحوار مع «حزب الله»، فشرح الحريري لأركان «المستقبل» أهمية التمسّك به لكونه «ملاذاً آمناً للبنان واللبنانيين»، وسط التشديد، خلال اجتماع بيت الوسط، على أنّ هذا الحوار يتخذ من الانتخابات الرئاسية بنداً رئيسياً، إلى جانب تجنّب الاحتقان المذهبي، باعتبار أنّ الأولوية حالياً هي لانتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل «حجر الأساس في بنية الدولة».

نصرالله متمسّك بالحوار.. والحكومة

من جهته، أكد الأمين العام لـ«حزب الله»، خلال إطلالته في «مهرجان الشهادة والوفاء» في الضاحية الجنوبية، أنّ الحزب سيواصل الحوار مع «المستقبل»، مشيداً «ببعض الأمور الإيجابية» التي أنتجها هذا الحوار «ضمن سقف التوقعات».

وإذ جدد دعمه الحكومة وأكد ضرورة مواصلة عملها، حذر نصرالله من أنّ «البديل عنها هو الفراغ ولا أحد يناسبه ذلك»، داعياً في الملف الرئاسي إلى «معاودة الجهد الداخلي لإنهاء هذه المسألة». بينما ختم خطابه بدعوة صريحة إلى التنسيق بين الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية، وجيش وحكومة نظام الأسد، في محاولة واضحة لإعادة تعويم النظام السوري لبنانياً تحت عناوين «الإرهاب والأمن والنازحين».

الرئاسة معلّقة على «الريموت»

وفي الغضون، يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري مطمئناً إلى متانة سقف حوار عين التينة، بدليل خطاب كل من الحريري في ذكرى 14 شباط وخطاب نصرالله أمس، معتبراً وفق ما نقل زواره لـ«المستقبل» (ص 2) أنّ الخطابين يندرجان «تحت سقف الحوار وضرورة متابعته».

أما عن الاستحقاق الرئاسي، فيعتبر بري أنّه بات معلّقاً على «ريموت كونترول» المنطقة وأزماتها بعدما ضاعت فرصة «لبننة» الاستحقاق.. وبانتظار جلاء الصورة إقليمياً، يرى رئيس المجلس أنّ على القوى المحلية المختلفة مسؤولية المساهمة في التحفيف من الضغوط داخلياً منعاً لانزلاق لبنان نحو الأسوأ.