خارطة المواقف المسيحيّة تتضح غداً.. و«التيار الوطني» ينصح بعدم «التعويل» على قراره
مشاورات الربع الساعة الأخير: تمديد أو فراغ
بينما يواصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دقّ ناقوس الخطر المنذر بشرٍ مستطيرٍ يتربّص بالكيان والميثاق، مكرراً التحذير على «مذبح» الشغور الرئاسي من مغبة «المساس بالصيغة اللبنانية عن طريق مؤتمر تأسيسي أو بدعة نظام المثالثة»، وفق ما عبّر أمس خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة مار شربل في سيدني، تترقّب الساحة الوطنية تبلور خارطة مواقف الكتل المسيحية خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة من مشروع قانون تمديد ولاية المجلس النيابي المدرج على جدول جلسة الأربعاء العامة وسط انحصار مروحة المشاورات والخيارات بين ما هو مرّ وما هو أمرّ: تمديد أو فراغ.
فبعدما اتضحت توجّهات سائر المكوّنات النيابية في تأييد إقرار التمديد ربطاً بالشغور الرئاسي والشعور بمسؤولية لجم المركب الوطني عن الغرق في رمال الفراغ المتحرّكة باتجاهات ومنزلقات خطرة على هيكلية الدولة وميثاق المناصفة والعيش المشترك، تدخل المشاورات ربع ساعتها الأخير على ساحة الكتل المسيحية التي لم تحدّد موقفها بعد من الجلسة التشريعية. في وقت يعوّل رئيس المجلس نبيه بري على أن يسلك أيّ من كتلتي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» طريق التصويت على مشروع التمديد بغية إضفاء ميثاقية وازنة في ميزان التوجّهات النيابية المؤيدة له، بشكل يوسّع نطاق الغطاء المسيحي الممنوح راهناً للتمديد من قبل شريحة سياسية معتبرة تشمل «تيار المردة» و«حزب الطاشناق» بالإضافة إلى شريحة واسعة من النواب المسيحيين، سواء المستقلين منهم أو المنضوين في إطار تحالف قوى الرابع عشر من آذار.
خيارات وسيناريوات
وتتراوح الخيارات والسيناريوات المطروحة على طاولة كتل كل من «التيار الوطني» و«القوات» و«الكتائب» بين حضور أو مقاطعة جلسة الأربعاء التشريعية، وبين التصويت أو الامتناع عن التصويت على مشروع التمديد، وصولاً إلى إمكانية اعتماد سيناريو «الحضور الجزئي» للجلسة بمعنى المشاركة فيها والانسحاب منها عند طرح بند التمديد. وأوضحت مصادر «كتائبية» لـ«المستقبل» أنّ المكتب السياسي للحزب سيلتئم خلال الساعات المقبلة لتحديد كيفية مقاربة جلسة الأربعاء واتخاذ القرار المناسب بشأنها. كذلك آثرت مصادر «قواتية» عدم استباق الأمور قبل اجتماع الكتلة المقرر غداً، مكتفية بالإشارة لـ«المستقبل» إلى أنّ الاجتماع سيبحث ويستعرض خيارات الكتلة في ضوء الرسالة التي حمّلها الرئيس بري للنائب جورج عدوان لكي ينقلها إلى الكتلة.
جعجع
وعشية الاجتماع، لفت الانتباه تحذير واضح عبّر عنه أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بقوله لوكالة «رويترز»: «إذا وصلنا إلى 20 تشرين الثاني من دون أن تكون هناك انتخابات نيابية ولا تمديد (لولاية المجلس)، عندها لا يكون لدينا رئيس للجمهورية ولا مجلس نيابي، وفي اللحظة ذاتها التي يسقط فيها المجلس تصبح الحكومة القائمة حكومة تصريف أعمال وبالتالي نكون قد وقعنا في الفراغ الكبير»، موضحاً أنّ «المسألة أصبحت أبعد وأعمق من مسألة تمديد أو عدم تمديد، لأنّ محاولة البعض دفْع البلاد دفعاً إلى فراغ دستوري كامل قد تكون عملية تحضير لنظام جديد، ونحن كلياً ضد هذه العملية في هذا الظرف بالذات لأنها سترمي لبنان في مجهول ما بعده مجهول».
عون
أما على الضفة المقابلة، فتترقب الأوساط السياسية ما سيقرره تكتل «التغيير والإصلاح» حيال الجلسة التشريعية خلال اجتماعه اليوم أو غداً في الرابية، في حين نصح عضو التكتل النائب آلان عون من يترقبون قرار التكتل «بعدم التعويل على هذا القرار في كل ما هو متصل بموضوع التمديد»، وقال لـ«المستقبل»: «بمعزل عمّا سيقرّره تكتل «التغيير والإصلاح» من إجراءات أو خيارات، فإنّها لن تكون في نهاية المطاف مرتبطة لا من قريب ولا من بعيد بموضوع التمديد ولا بمنحه الميثاقية»، مضيفاً: «باختصار، لا يجب التعويل على قرارنا لا في التمديد ولا في تمريره ولا تسهيله ولا تغطيته».