«الكتائب» يصوّت ضدّ التمديد و«التغيير» قد ينسحب و«القوّات» يرفض الفراغ
هبة الثلاثة مليارات: العدّ العكسي للتسليح ينطلق اليوم
ينطلق اليوم في الرياض العدّ العكسي لتسليح الجيش اللبناني من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدّمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مع توقيع العقد السعودي الفرنسي صباحاً في القصر الملكي. ويوقّع هذا العقد عن الجانب السعودي وزير المال ابراهيم العساف وعن الجانب الفرنسي رئيس شركة «أوداس» الفرنسية لتجارة الاسلحة الأميرال إدوار غيو والسفير الفرنسي في السعودية برتران بزاسنو، بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي توجّه أمس إلى المملكة على رأس وفد عسكري.
وجدّدت فرنسا أمس تأكيدها استيفاء الشروط لإتمام هذه الصفقة. وقال الناطق باسم الخارجية رومان نادال إنّ السلطات الفرنسية «أشارت إلى أنّ الشروط تم استيفاؤها لإتمام هذه الصفقة، ونحن سنطلع الإعلام على حيثيات الصيغة النهائية عندما يحين الوقت لذلك».
وفي لبنان شكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط العاهل السعودي والرئيس الفرنسي، وقال في تغريدات على موقع «تويتر» إنّ هذه الأسلحة «هديّة غالية للجيش»، أضاف أنّ الرئيسين سعد الحريري وميشال سليمان «لعبا دوراً مهماً لإنجاز الهبة السعودية للجيش اللبناني».
التمديد
في غضون ذلك، بقي الوضع اللبناني الداخلي منهمكاً بالتحضيرات الجارية لجلسة التمديد لمجلس النواب المقرّرة غداً، وسط تضارب في المواقف المسيحية إزاء هذا الاستحقاق بين مؤيّد ومعارض. وفي حين يفترض أن تتبلور هذه المواقف كلّها اليوم في اجتماعات ومؤتمرات صحافية تعقدها الأحزاب المسيحية، بدأت ملامح هذه المواقف بالظهور من خلال مواقف جديدة قديمة جرى التأكيد عليها أمس، مقابل ترجيحات تؤكد رفض حزب «القوّات اللبنانية» الوصول إلى فراغ.
وقال رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميّل أمس إنّ نواب الحزب «سيصوّتون ضدّ التمديد لأنّ التصويت إلى جانبه يعطي صك براءة لكل مَن شاركوا في تعطيل الرئاسة وجرّونا إلى هرطقة جديدة هي التمديد لمجلس النواب». وأضاف في حديث إذاعي أنّ أولوية الحزب والضرورة في الوقت الحاضر هي «انتخاب رئيس للجمهورية وكل ما عدا ذلك هو تعطيل للمؤسّسات ولمبدأ الشراكة الوطنية».
وأوضحت مصادر كتائبية لـ«المستقبل» أنّ موقف الجميّل يعني بوضوح أن المكتب السياسي للحزب الذي سيجتمع اليوم سيؤكد مشاركة النوّاب في جلسة الغد والتصويت ضدّ التمديد.
في المقابل، أكدت مصادر في تكتل «التغيير والإصلاح» لـ«المستقبل» انّ اجتماع التكتّل اليوم سيؤكد رفض التمديد لمجلس النواب. وأضافت أنّ «التكتّل» قد يتخذ قراراً في ضوء النقاش الذي سيجري بحضور جلسة الغد للمشاركة في مناقشة بنود مدرجة على جدول أعمالها، ومن ثم الانسحاب منها لدى الوصول إلى البند المتعلق بالتمديد. فيما رأت مصادر أخرى احتمال اتخاذ قرار بعدم الانسحاب من الجلسة والتصويت ضدّ التمديد.
جعجع
أمّا «القوّات» فيعلن رئيسه الدكتور سمير جعجع في مؤتمر صحافي يعقده اليوم موقفه في هذا الشأن، وسط ترجيحات تؤكد ميله إلى الموافقة على التمديد من باب «رفض الفراغ».
وقالت مصادر قوّاتية لـ«المستقبل» إن جعجع سيحدّد في مؤتمره اليوم مجموعة شروط يمكن، في حال تعهَّد المعنيون بتنفيذها، رفض التمديد، أبرزها تعهّد كتلة «الوفاء للمقاومة» وتكتّل «التغيير والإصلاح» الموافقة على انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس النواب في الجلسة نفسها التي تخصّص لانتخاب رئيس للمجلس بعد الانتخابات النيابية، وتعهّد «حزب الله» بالانسحاب من سوريا.
يشار إلى أنّ كتلة «القوّات» ستجتمع اليوم برئاسة جعجع لاتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن.