IMLebanon

قهوجي لـ«المستقبل»: نطارد الإرهابيين ولن نتراجع

فحوص الحمض النووي أثبتت أنّ الدليمي زوجة البغدادي والتحقيقات تركّز على المهمّات المطلوبة منها

قهوجي لـ«المستقبل»: نطارد الإرهابيين ولن نتراجع

«الجيش يُطارد الإرهابيين في جرود راس بعلبك، لن يتراجع، وفداحة الخسارة بسقوط ستة شهداء لن تدعنا نتراجع، بالعكس تماماً، هذه جولة ومعركتنا ضدّ الإرهاب والإرهابيين مستمرّة ولن تتوقف».

هذا ما قاله قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«المستقبل»، في أوّل موقف له بعد الكمين الإرهابي الذي تعرّضت له دورية من الجيش أول من أمس وأودى بحياة ستة عسكريين.

وأكد قهوجي أنّ الجيش «مسيطر على الوضع ومستمر في ملاحقة الإرهابيين الذين لا ينطلقون من مواقع ثابتة في الجرد وإنّما يعتمدون أسلوب «اضرب واهرب»، وشدّد على أنّ معنويات الجيش «مرتفعة»، وأنّ ما جرى كان «مجرّد كمين غادر سرعان ما استطعنا الردّ عليه بسرعة وألحقنا بالمسلحين خسائر فادحة، ونحن مستمرّون في ملاحقتهم والمعركة مستمرة والجبهة متينة».

وكان الجيش واصل أمس تعزيز تواجده في جرود رأس بعلبك ونفّذ عمليات تمشيط في المنطقة تحسّباً لعبوات قد يكون زرعها الإرهابيون على بعض الطرق الترابية في المنطقة، كما أطلق قذائف مدفعية باتجاه المواقع المتقدّمة التي هرب إليها المسلحون.

وأمس انضمّ جندي جديد إلى قافلة شهداء المؤسّسة العسكرية، هو المعاون محمود علي نور الدين الذي استُشهد صباحاً جرّاء انفجار عبوة ناسفة في منطقة عرسال، إضافة إلى وقوع جريحين. فيما أوقف الجيش أكثر من 40 شخصاً بين لبناني وسوري في الجرود للتحقيق معهم.

وأجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً، أمس، بقائد الجيش معزّياً باستشهاد العسكريين الذين سقطوا، ومؤكداً «ثبات دعمه للجيش والقوى الأمنية الشرعية في مهمّاتها لمواجهة الإرهاب مهما غلت التضحيات».

كما دانت الخارجية الفرنسية الاعتداء الذي استهدف الجيش، وجدّدت «دعم فرنسا للبنان وسلطاته ومؤسّساته وبخاصة الجيش»، فيما دان المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بشدّة الاعتداء، مشدّداً على «عمق التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم الجيش».

زوجة البغدادي

أمّا التطوّر البارز أمس فهو تثبُّت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من أنّ الموقوفة سجى الدليمي هي فعلاً زوجة أمير تنظيم «داعش« أبو بكر البغدادي، وهو مُعطى يمثّل بحد ذاته إنجازاً نوعياً للجيش. واستند مصدر قضائي في هذا التأكيد إلى تطابق فحوص الحمض النووي مع الفتاة التي كانت برفقة الدليمي أثناء توقيفها. وأوضح المصدر لـ«المستقبل» أنّ تلك الفحوص أثبتت أنّ الفتاة ابنة البغدادي وهي ابنة الدليمي أيضاً، وذلك بعد أن استحصلت السلطات اللبنانية من السلطات العراقية على فحوص الحمض النووي العائدة للبغدادي، بناءً على طلبها إثر توقيف الدليمي التي تصرّ على نفي أن تكون زوجة الأخير.

وأعرب المصدر عن اعتقاده أنّ زواج البغدادي من الدليمي غير مسجَّل في سجل الأحوال الشخصية العراقية، ما يفسّر البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية العراقية أمس وأوردت فيه أنّ الموقوفة ليست زوجة البغدادي. وأشار المصدر إلى أنّ الدليمي هي زوجة البغدادي نفسها التي كانت من ضمن صفقة التبادل في قضية تحرير راهبات معلولا قبل نحو عام.

وقال المصدر إنّ التحقيق مع الدليمي التي وُصفت بـ»المرأة القوية» وترفض التجاوب مع المحققين، يتركّز حول ما إذا كانت مكلَّفة مهمّات لوجستية من قِبَل تنظيم «داعش»، وما إذا كان لها دور في لبنان وخصوصاً أنها كانت تنتقل بين المناطق بهويّة مزوّرة.

وذكرت الداخلية العراقية في بيان لها رداً على ما نشرته وسائل الإعلام بشأن اعتقال سجى الدليمي باعتبارها زوجة البغدادي أنّ «مصدراً في خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوكالة وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية أفاد أنّ زوجتَي الإرهابي أبو بكر البغدادي هما (أسماء فوزي محمد الدليمي وإسراء رجب محل القيسي) ولا توجد له زوجة باسم سجى الدليمي».

أضاف البيان ان «المرأة التي اعتقلتها السلطات اللبنانية هي (سجى عبدالحميد الدليمي) شقيقة المدعو عمر عبدالحميد الدليمي المُعتقل لدى السلطات والمحكوم بالاعدام لاشتراكه في تفجيرات البصرة والبطحاء في الناصرية»، مشيراً إلى أنّها «هربت إلى سوريا وكانت معتقلة لدى السلطات السورية وتمّ الإفراج عنها في صفقة الإفراج عن راهبات معلولا التي تمّت في العام الماضي».

وتابع انّ «شقيقة المعتقلة المدعوّة دعاء عبدالحميد الدليمي هي أيضاً انتحارية معتقلة لدى السلطات في اربيل باقليم كردستان لمحاولتها تفجير نفسها بحزام ناسف»، لافتاً إلى أنّ «والد المعتقلتين مجرم هارب في تنظيم القاعدة وهو يعمل الآن مع جبهة النصرة».

خلية الأزمة

وعلى وقع الكمين ضدّ الجيش في جرود راس بعلبك، عقدت خلية الأزمة الوزارية لمتابعة قضيّة العسكريين المخطوفين اجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور كامل أعضائها.

وقال مصدر في اللجنة لـ»المستقبل» إنّ «الملف خفت ودخل مرحلة هدوء لفترة معيّنة بسبب تداعيات كمين رأس بعلبك، وقد واكب الاجتماع الأجواء والتطوّرات»، لافتاً إلى أنّ «داعش والنصرة قد خفّفا من سرعة التفاوض، والموفد القطري لم يظهر بعد، حيث كان مقرراً أن يحضر إلى لبنان في اليومين الماضيين».