IMLebanon

«سرايا حزب الله» تعتدي على الدولة.. و«المعلومات» بالمرصاد

ضغط فاتيكاني يواكب الجهود الفرنسية والروسية.. ولقاء جعجع ـ عون وارد «في أي لحظة» 

«سرايا حزب الله» تعتدي على الدولة.. و«المعلومات» بالمرصاد

 

لأنها «سرايا» مقاوِمة فعلاً للدولة وسطوتها وكل ما يمت للشرعية بصلة، وبوصفها البيئة الحاضنة للشبيحة والمرتزقة والملاذ الآمن لكل مطلوب للعدالة، لا تتوانى هذه الميليشيا المسلحة التابعة لـ«حزب الله» عن الاعتداء على القوى الأمنية واستخدام أسلحتها الرشاشة في وجه ثلاثية الجيش والشعب والقوى الأمنية كما حصل ليل أمس في منطقة تعمير عين الحلوة حيث أقدم عناصر «سرايا حزب الله» على إطلاق النار باتجاه قوّة من شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي لمنعها من توقيف أحد المطلوبين للقضاء. غير أنّ «المعلومات» التي وقفت بالمرصاد لمطلقي النار وتصدّت لنيرانهم بالمثل، لم تستكن حتى حاصرت المعتدين فتوارى منهم من توارى وفرّ منهم من فرّ، بينما تم إلقاء القبض على عضو «السرايا» المسبّب الرئيس للإشكال وأحد أبرز المعتدين على الدورية الأمنية، الفلسطيني محمود عدنان أحمد.

وفي التفاصيل، أفاد مراسل «المستقبل» في صيدا الزميل رأفت نعيم أنّ دورية أمنية كانت تتعقب المطلوب محمد الديراني بعد فراره من حارة صيدا باتجاه منطقة التعمير حين بادر الديراني إلى إطلاق النار على الدورية أثناء مداهمتها محل والده عباس في المنطقة فردّ عناصر «المعلومات» على مصادر النيران، بينما حشد في المقابل مسلحو «سرايا حزب الله» للديراني ونفذوا انتشاراً ميدانياً للتصدي للقوى الأمنية وسرعان ما عمدوا إلى إطلاق النار بشكل مركّز وكثيف على الدوريات الأمنية التابعة لشعبة «المعلومات» وتلك التابعة لمخفر صيدا الجديدة لمنع تقدمها باتجاه منزل المطلوب الديراني، فجرى تبادل لإطلاق النار بين القوى الشرعية وميليشيا «السرايا» قبل أن تحضر إلى المنطقة تعزيزات عسكرية وأمنية أعادت السيطرة على الوضع. وإثر شنّ عمليات تمشيط وتعقب في أرجاء المنطقة تمكنت شعبة «المعلومات» من توقيف أحد عناصر هذه الميليشيا الفلسطيني محمود أحمد المسبّب الرئيس بالإشكال المسلّح، في حين فرّ الديراني وتوارى في أزقة التعمير، علماً أنه مطلوب للقضاء باعتباره أحد المشتبه بهم الرئيسيين في جريمتي قتل المهندسين لبنان العزي وعلي سمهون في تعمير عين الحلوة أواخر العام 2012. 

لقاء جعجع ـ عون

رئاسياً، أكدت مصادر واسعة الاطلاع على خط الاتصالات المسيحية لـ»المستقبل» أنّ «الفاتيكان يكثف من ضغوطه لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية بشكل يتقاطع مع الجهود والمساعي الدولية المبذولة في هذا الاتجاه لا سيما من قبل فرنسا وروسيا».

وبينما كشفت المصادر عن «جهود ومساع مكثّفة» على خط الرابية معراب لعقد لقاء بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بغية التباحث في مصير الاستحقاق الرئاسي والتداول في إمكانية الاتفاق على شخصية توافقية لسدة الرئاسة الأولى، أكد مصدر «قواتي» رفيع لـ«المستقبل» أنّ لقاء جعجع عون «وارد في أي لحظة غير أنّ مسألة توقيته مرتبطة بمجموعة ظروف»، واضعاً إنجاز هذا اللقاء في إطار استعداد جعجع «لاتخاذ أي مبادرة في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي من منطلق حرصه الشديد على إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى».

وفي إطار موازٍ، تأتي اللقاءات «الرئاسية» التي يعقدها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي مع الأقطاب الموارنة، والتي شملت اجتماعه أمس في بكركي مع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وقبله رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الاثنين الفائت.

المسعى الفرنسي مستمر

أما في ما يتصل بالمسعى الفرنسي، فقد أصدرت السفارة الفرنسية في بيروت أمس بياناً تطرقت فيه إلى جولة مدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو على المسؤولين اللبنانيين موضحةً أنه أعرب أمامهم عن قلق بلاده من استمرار الشغور الرئاسي و»المخاطر التي تلقي بظلالها على البلد بسبب هذا الوضع»، مع التذكير بأنّ المسعى الفرنسي يندرج في إطار «المساعي الحميدة واحترام السيادة اللبنانية»، من دون أن يكون لباريس أي «مرشح ولا فيتو على أحد» بل هي «متمسكة بالتوافق بين اللبنانيين» لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

ومن باريس، أفاد ديبلوماسي فرنسي رسمي مراسل «المستقبل» الزميل مراد مراد أنّ زيارة جيرو لبيروت «حملت طابعاً استطلاعياً للوقوف على آراء شتى الأطياف السياسية في لبنان حيال الاستحقاق الرئاسي»، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ «موقف الإدارة الفرنسية ثابت من هذا الاستحقاق لناحية تأييد انتخاب رئيس للجمهورية يتوافق عليه اللبنانيون لأنّ وصول أي رئيس بخلاف هذه الصيغة قد يؤدي إلى حصول شلل داخلي على مستوى المؤسسات وفي إدارة البلاد بما يؤدي تلقائياً إلى عرقلة أي جهد دولي لدعم لبنان ومؤسساته الدستورية في مواجهة التهديدات الإرهابية والتحديات الأخرى لا سيما المتصلة بملف النازحين».

وإذ أكد أنّ «المسعى الفرنسي مستمر»، لفت الديبلوماسي الفرنسي الانتباه إلى عدم إمكانية الحديث عن «نتائج واضحة حتى الآن تدعو إلى التفاؤل أو التشاؤم حول ما ستؤول إليه الاتصالات والمشاورات التي تجريها باريس على المستوى اللبناني وعلى المستويات الإقليمية والدولية».

علماً أنّ جيرو يزور الرياض قبل 15 الجاري تاريخ زيارته طهران، لاستكمال المحادثات مع كل من المسؤولين السعوديين والإيرانيين إزاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني. 

سلام يلتقي هولاند اليوم

وعشية تتويج زيارته للعاصمة الفرنسية بلقاء الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس، أعلن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في يوم زيارته الثاني لباريس أنّ الجيش سيبدأ «خلال الأسابيع المقبلة» تسلّم المعدات العسكرية التي يحتاجها بغية «التصدي للإرهابيين» وذلك تطبيقاً لاتفاق هبة الثلاثة مليارت دولار المبرم بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. كما أشار إلى أنّه سمع من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية اليزابيت غيغو «قراراً بتشكيل لجنة نيابية خاصة لمتابعة شؤون لبنان وبلورة تصورات لمساعدته على الخروج من أزمته» بما يشمل ملف النازحين السوريين.

وعن العسكريين المخطوفين، قال رئيس الحكومة أمام الجالية اللبنانية في مقر السفارة في باريس: «لن نستسلم وسنحرر هؤلاء العسكريين الأبطال مع الحفاظ في الوقت نفسه على عزّة لبنان وكرامته«.