Site icon IMLebanon

الحريري يقاطع الانتخابات النيابية: الرئاسة أولاً

مرجع عسكري يوضح لـ «المستقبل» إجراءات حظر الوقود عن الجرود.. وعون يهدي جنبلاط «رؤيتي»

الحريري يقاطع الانتخابات النيابية: الرئاسة أولاً

 

«نحن بكل بساطة لن نشارك بالانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية».. موقف قاطع في الإعلان عن مقاطعة الانتخابات النيابية في زمن الشغور الرئاسي عبّر عنه الرئيس سعد الحريري أمس، قاطعاً به الطريق على محاولات تبديل الأولويات الوطنية وموصداً الأبواب أمام كل كلام «سيقال عن صفقة للتمديد للمجلس (النيابي). فلا صفقة ولا من يحزنون» وفق ما أكد الحريري عبر موقع «تويتر». وأضاف: «ليتفضلوا إلى إنهاء الفراغ في الرئاسة ونحن على استعداد لأي استحقاق آخر«، محذراً من أنه بخلاف ذلك سيكون «هناك رهان على المجهول وربما السقوط في الفراغ التام».

وفي سياق متصل بحراك المرشحين للانتخابات الرئاسية المستعصية حتى الساعة، برزت أمس زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى كليمنصو حاملاً معه كتابه «رؤيتي للبنان» هدية بنكهة رئاسية لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي أبدى في المقابل اقتناعه بأنّ «للعماد عون حيثية أساسية في الترشح للرئاسة ولا نستطيع أن ننكرها». 

وإذ حرص عون بعد اللقاء على نفي التطرق مع جنبلاط إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي مع تأكيده «التقارب والتطابق» في المواقف بينهما حيال الأحداث الجارية في لبنان، وضعت مصادر «التغيير والإصلاح» زيارة كليمنصو في إطار «واجب التواصل مع كافة الأفرقاء في هذه المرحلة»، وأوضحت لـ«المستقبل» أنّ عون إنما هدف من خلال الزيارة إلى «إعادة تفعيل قنوات التواصل المباشر مع جنبلاط».

عرسال

أما على صعيد الملفات الأمنية وفي صدارتها ملف العسكريين الأسرى، فتتواصل المفاوضات الرسمية عبر قنوات الوساطة القطرية بهدف تأمين تحريرهم من قبضة خاطفيهم بعيداً عن أجواء التشنج والإثارة الإعلامية، بينما جدد تنظيم «داعش» أمس تهديداته بتصفية أحد العسكريين الأسرى لديه «خلال 24 ساعة» رداً على ما وصفها «المماطلة في المفاوضات».

تزامناً، طرأت أمس عملية اختطاف جديدة لمعاون أول في الجيش من قبل عناصر مسلحة في خراج بلدة عرسال، وأوضحت المؤسسة العسكرية أنّ المعاون أول كمال الحجيري تم خطفه واقتياده إلى جهة مجهولة «أثناء زيارته مزرعة عائدة لوالده» في المنطقة.

وفي الغضون، يواصل الجيش تعزيز خطوط انتشاره وتمركزه قبالة المناطق الجردية فارضاً جملة إجراءات لتضييق الخناق على المسلحين المتمركزين في هذه المناطق شملت حظر إمداد الجرود بالوقود. وفي حين أثار هذا القرار امتعاض عدد من أصحاب المقالع والمناشر العاملة في المنطقة الجردية أعلنت قيادة الجيش في بيان أنّ «حشداً من الأشخاص أقدموا على التجمهر بالقرب من حاجز في وادي الحصن والتهجم على عناصره» الذين ردوا «بإطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة المواطن خالد أحمد الحجيري وتوقيف خمسة من المعتدين».

وأكد مرجع عسكري لـ«المستقبل» أنّ إجراء «منع وصول المازوت والمواد الأولية يستهدف المسلحين الإرهابيين المتمركزين في جرود المنطقة ولا يستهدف أبداً أهالي عرسال ولا أصحاب المقالع في المنطقة»، مشدداً على أنّ «الغاية من هذه الإجراءات حشر المجموعات المسلحة وإرباكها مع اقتراب موسم الشتاء نظراً لكونها تعتمد بشكل أساس على الوقود في سبيل ضمان تحركاتها وتأمين تمركزها في الجرود».

المرجع العسكري أوضح أنّ «الجيش يؤمن في المقابل مسارب محدودة ومضبوطة لتأمين نقل الوقود والمواد الغذائية إلى أهالي عرسال، كما عمد إلى فتح منافذ باتجاه إحدى المناطق الجردية حيث تتواجد الكسارات والمقالع لتزويد آليات عملها بمادة المازوت تحت مراقبة الجيش بغية ضمان عدم تسرّب هذه المادة إلى المجموعات المسلحة».

وإذ أطلقت الوحدات العسكرية ليلاً قنابل مضيئة في سماء وادي حميد شرقي عرسال إثر رصد تحركات مشبوهة في المنطقة، أفاد المرجع العسكري بأنّ «عمليات رصد وتتبع حركة المسلحين المتمركزين في الجرود بيّنت أنّ مجموعات منهم انتقلت في الآونة الأخيرة باتجاه منطقة فليطا للمشاركة في المعارك الدائرة هناك»، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ «ذلك لا يحول دون عودة هذه المجموعات للتمركز مجدداً في المنطقة الجردية المقابلة لعرسال، وذلك نظراً لكون هؤلاء المسلحين إنما يغادرون المنطقة ويعودون إليها بحسب ضرورات المعارك التي تخوضها الفصائل الإرهابية التي ينتمون إليها».

وختم المرجع العسكري بتأكيد «اتخاذ الجيش كافة الإجراءات المتصلة بعملية تعزيز تحصيناته وجهوزيته العملانية لضمان التعامل بحزم مع كافة الاحتمالات والتطورات المقبلة».