Site icon IMLebanon

«هيئة العلماء» تلجأ للاستفتاء بين الوساطة والانكفاء

توقيع ملحق اتفاقية الأسلحة الفرنسية.. والأمير مقرن يؤكد لجعجع دعم «كل خطوات» تعزيز استقرار لبنان

«هيئة العلماء» تلجأ للاستفتاء بين الوساطة والانكفاء

 

مع استئناف خاطفي العسكريين اتصالاتهم التهديدية، وتأكيد الوزير وائل أبو فاعور عودة المفاوضات إلى «نقطة الصفر»، تسود حال من الترقب المشوب بالقلق على مآلات هذه القضية الوطنية وآفاق الوساطات المتأرجحة على حبال الجهود المعلّقة من هنا والمتعثرة من هناك، لا سيما بعد تعذّر وصول موفد «هيئة علماء المسلمين» إلى الجرود لانتزاع تعهّد من الخاطفين بوقف عمليات قتل الأسرى. حيال ذلك، كشف عضو الهيئة الشيخ زكريا المصري لـ«المستقبل» عن لجوئها إلى إجراء عملية «استفتاء داخلي على مستوى أعضائها البالغ عددهم 700 تقريباً لاتخاذ القرار بين استكمال مهمة الوساطة لتحرير العسكريين وبين الانكفاء عن هذا الملف استناداً إلى عدم وجود رغبة رسمية بمنح الهيئة تفويضاً للعب دور الوسيط مع الجهتين الخاطفتين».

في الغضون، برز أمس على خط الجهود المبذولة لتعزيز استقرار لبنان وتمكين قواه الشرعية من مواجهة التحديات المتزايدة في الداخل وعند الجبهات الحدودية، توقيع ملحق اتفاقية الأسلحة والأعتدة العسكرية الفرنسية بموجب الهبة المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار. وجرى توقيع ملحق الاتفاقية، بحضور السفير الفرنسي باتريس باولي، في مقر قيادة المؤسسة العسكرية في اليرزة بين قائد الجيش العماد جان قهوجي عن الجانب اللبناني، والأميرال ادوار غيو ممثلاً شركة «أوداس» عن الجانب الفرنسي.

وتزامناً، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز أنه أكد لجعجع أنّ «المملكة العربية السعودية تقف دائماً إلى جانب لبنان وستبقى تدعمه في كل الخطوات التي من شأنها تعزيز استقراره وسيادته وأمن شعبه»، وأشار البيان إلى أنّ اللقاء الذي استعرض أوضاع لبنان والمنطقة وجرى التوافق خلاله على «ضرورة حصول الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن»، شكّل مناسبةً «شكر خلالها جعجع صاحب السمو والمملكة العربية السعودية على الهبات التي قدّمتها لدعم الجيش اللبناني، ما سيمكّنه من مواجهة الإرهاب وكل الأخطار المحدقة بلبنان«.

تهديد.. وتصعيد

بالعودة إلى ملف العسكريين المختطفين، فقد بادر الأهالي أمس إلى تصعيد تحركاتهم الميدانية حيث عمدوا إلى إشعال الإطارات المطاطية عند مدخل السرايا الحكومية إثر تلقي زوجة العسكري الأسير خالد مقبل حسن، وضحة السيّد، اتصالاً هاتفياً منه نقل خلاله تهديد خاطفيه في تنظيم «داعش» باستئناف عمليات تصفية العسكريين خلال الأيام المقبلة رداً على ما بلغهم ممن وصفوه «مصدراً رسمياً» بأنّ الدولة اللبنانية باتت تعتبر عسكرييها في عداد «الشهداء». علماً أنّ رئيس لجنة الأهالي حسين يوسف أكد لـ«المستقبل» أنّه تلقى من ابنه الأسير محمد يوسف اتصالاً هاتفياً نقل خلاله التهديد ذاته الذي تبلغته السيّد على لسان زوجها، والأمر عينه حصل كذلك مع عائلتي العسكريين المختطفين حسين عمار وابراهيم مغيط.

وإذ نفى الوزير أبو فاعور أمام وفد من الأهالي صحة ما أشيع عن اعتبار الدولة العسكريين المختطفين لدى «داعش» و»جبهة النصرة» بمثابة «شهداء حرب»، نقل الوفد بعد زيارته «بيت الكتائب المركزي» في الصيفي عن الرئيس أمين الجميل تأييده «مبدأ المفاوضات التي تؤدي إلى المقايضة بكافة الأشكال» مع التشديد على كون ذلك إنما يجسد موقف حزب «الكتائب اللبنانية» من هذه القضية.

«هيئة العلماء»: لا جديد

توازياً، أكد عضو «هيئة علماء المسلمين» الشيخ زكريا المصري أن «لا جديد على صعيد محاولة الهيئة الدخول على خط التفاوض لتحرير العسكريين»، وقال لـ«المستقبل»: «يبدو أنّ الحكومة ترفض مبادرتنا للعب دور الوسيط في هذا الملف لأنّ أطرافاً في داخلها يعترضون على هذه المبادرة لأسباب نجهلها»، مشيراً في ضوء ذلك إلى أنّ الهيئة «بدأت عملية استفتاء داخلي للنظر في إمكانية استكمال مهمة الوساطة أو الانكفاء عنها».

وعن التهديدات التي بلغت الأهالي من الخاطفين باستئناف عمليات تصفية العسكريين، اكتفى المصري بالقول: «هذا أمر نخشاه ونتمنى عدم حصوله».

ارتفاع موقوفي «السرايا» إلى 4

على صعيد أمني منفصل، وقع خلال الساعات الأخيرة في قبضة شعبة «المعلومات» عنصران جديدان من عناصر «سرايا حزب الله» الضالعين في الاعتداء المسلّح على دورية تابعة للشعبة ليل الخميس الفائت في منطقة تعمير عين الحلوة، ليرتفع بذلك عدد الموقوفين في هذ القضية إلى 4. فبعد توقيف كل من محمد عدنان أحمد ليلة الاعتداء وخالد عجوز السبت الماضي، تمكّنت قوة من «المعلومات» صباح أمس من إلقاء القبض على العنصر في «السرايا» المدعو علي صبحي بتكجي إثر دهم مكان عمله جنوبي صيدا، وبعدها بساعات أوقفت قوة أمنية عنصراً آخر في «السرايا» يدعى حازم الخطيب أثناء مروره في ساحة النجمة وسط المدينة.

وبينما سُجّلت حال من الاستنفار المسلّح في منطقة التعمير إثر شيوع خبر توقيف بتكجي والخطيب، علمت «المستقبل» أنّ عمليات الرصد والتعقّب مستمرة حتى توقيف كافة المشاركين الرئيسيين في الاعتداء على الدورية الأمنية الخميس الفائت، ويتراوح عدد المطلوبين في هذه القضية بين 16 و20 ممن شاركوا بشكل مباشر في المكمن المسلّح الذي تعرضت له الدورية.