«الدولة» تؤكد من جنوب الليطاني التمسك بالـ1701 و«الزعيترية» تتوعّد المخابرات
بعد البقاع.. خطة أمنية لبيروت والضاحية
جملة «رسائل» رُصدت أمس عبر الأثير اللبناني ولكل منها طابعه الخاص عربياً، فاتيكانياً، رئاسياً وأمنياً. فمن ميونيخ لفتت الرسالة التطمينية التي نقلها وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة إلى رئيس الحكومة تمام سلام وأكد فيها أنّ «اللبنانيين في البحرين هم في بلدهم ولن يضيمهم شيء» مع الإعراب في المقابل عن أمل البحرين في «ألا يتدخل أي طرف سياسي لبناني في شؤونها كي لا يلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين والشعبين». ومن الفاتيكان أتت رسالة البابا فرنسيس إلى مسيحيي لبنان والمشرق عبر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي بحث معه الموضوع الرئاسي لتشدد على ضرورة «البقاء من أجل متابعة رسالتهم مع الأخوة المسلمين»، في وقت كان «حزب الله» يرنّم من الرابية ترنيمة «ما منترك عون ولا منرضى بدالو» وفق ما دندن نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي في معرض العزف على وتر الرسائل الرئاسية. أما أمنياً، وبينما برزت الرسالة الرسمية المدوية في مدلولاتها سواء لناحية المضمون المؤكد باسم «الدولة» التمسك بالقرار 1701 أو لناحية «مكان وزمان» توجيهها من جنوب الليطاني وغداة عملية مزارع شبعا، فتتواصل الاستعدادات على المستوى الأمني والميداني لانطلاقة باتت «وشيكة» لخطة البقاع على أن تليها خطة أمنية لكل من العاصمة وضاحيتها الجنوبية.
إذ كشفت مصادر وزارية أمس لـ«المستقبل» أنه «بعد خطة البقاع الوشيكة، هناك اتجاه لإطلاق خطة أمنية في بيروت والضاحية»، موضحةً أنّ «عدداً محدوداً من الوزراء المعنيين بدأ التشاور مع الرئيس سلام في هذا الموضوع تمهيداً لوضع الأمور على سكة التنفيذ».
الدولة متمسكة بالـ1701
إذاً، عبّر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خلال زيارته مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في الناقورة أمس عن التزام لبنان التام بموجبات قرار مجلس الأمن الدولي 1701 قائلاً: «أنا أمثّل الدولة اللبنانية المتمسكة بهذا القرار»، مع إشادته «بالدور الكبير الذي يلعبه قائد الـ«يونيفيل» الجنرال لوتشيانو بورتولينو والجهود التي يبذلها لحفظ الأمن» ضمن النطاق الجغرافي الخاضع للقرار 1701 في جنوب الليطاني.
«الزعيترية» تتوعد المخابرات
في الغضون، اشتعلت ظهر أمس الجبهة بين ما يُعرف بدويلة «الزعيترية» المتنية وبين أجهزة الدولة الرسمية على خلفية مقتل المطلوب مراد زعيتر خلال اشتباك مسلح مع قوة من مخابرات الجيش. وفي التفاصيل وفق ما أوضحت قيادة المؤسسة العسكرية أنه «أثناء قيام دورية تابعة للجيش بدهم أماكن مطلوبين في محلة الفنار، تعرضت الدورية لإطلاق نار من قبل المدعو مراد عباس منير زعيتر، المطلوب توقيفه بموجب 24 وثيقة تتعلق بجرائم سلب وتعدٍ واتجار بالمخدرات، فردّ عناصر الدورية على النار بالمثل ما أدى الى إصابته بجروح، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة، وما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجروحه». وقد أكدت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ زعيتر هو من «أبرز تجار المخدرات» في المنطقة وصادرة بحقه «العشرات من مذكرات التوقيف وبلاغات البحث والتحري».
وإثر ورود خبر وفاة زعيتر في مستشفى مار يوسف في الدورة متأثراً بجراحه، أطلق أبناء آل زعيتر العنان لأسلحتهم الرشاشة والصاروخية في فضاء الزعيترية مروّعين أبناء الفنار والمحيط احتجاجاً على عملية المداهمة الأمنية التي أدت إلى مقتل مراد، ما استدعى مسارعة الأجهزة العسكرية والأمنية إلى تطويق المنطقة وتسيير دوريات لإعادة فرض الأمن فيها.
ولاحقاً، أعلنت عائلة المطلوب على لسان جدّ المطلوب مراد زعيتر رفضها تسلّم جثمانه قبل الاقتصاص من عناصر مخابرات الجيش الذين نفذوا العملية، متوعداً عبر شاشة «otv» بأخذ الثأر من عسكريي المخابرات «إذا لم تبادر الدولة إلى محاسبتهم»، وأعلن في هذا السياق أنّ آل زعيتر سيعقدون اجتماعاً اليوم «لاتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن».
.. واشتباك مع مطلوبين في عكار
تزامناً، سّجلت ليلاً عملية تبادل إطلاق نار في محلة الصدقة في جرد عكار بين دورية عسكرية وعناصر في عصابة سرقة، ما أدى بحسب المعلومات التي أوردتها الوكالة الوطنية للإعلام عن مقتل (باسل م.) وإصابة 4 آخرين هم «محمد ص.» و«عبد الكريم ب.» والرقيب أول «م. ع.» والجندي «أ. أ.» الذي وصفت حالته بالحرجة.