الراعي لجيرو: انتخاب رئيس ليس قضية مسيحية
الحريري: الرئاسة مدخل «الاستراتيجية»
بعد ساعات من تلقّف «حوار المحابر» كما وصفه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ما جاء في «حوار المنابر»، تحت عنوان «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب»، شدّد الرئيس سعد الحريري الذي اقترح هذه «الاستراتيجية» وأيّدها السيد حسن نصرالله، على ألاّ تتم «إلاّ من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية»، مؤكداً أنّ المدخل الصحيح لوضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدّي يكون «بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن».
وأوضح مصدر رفيع في تيّار «المستقبل» أنّ موقف الرئيس الحريري عبّر عنه وفد «المستقبل» إلى طاولة الحوار أوّل من أمس في عين التينة، حيث فرض اقتراح «الاستراتيجية الوطنية» نفسه بنداً على جدول الأعمال، وتمسّك وفد «المستقبل» بأن تكون هذه الاستراتيجية تحت سقف الدولة وأن يكون مدخلها تفعيل المؤسسات وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان البيان الختامي لجلسة الحوار السادسة أشار إلى أنّه «جرت مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، وفتح النقاش حول آلياتها».
كلام الرئيس الحريري الذي جاء خلال استقباله السفراء العرب المعتمدين في لبنان في بيت الوسط، أكد فيه أنّه «بدأنا حواراً مع حزب الله لتنفيس الاحتقان السنّي الشيعي وللتخفيف من تداعيات مشاركة حزب الله بالحرب في سوريا»، آملاً في أن يكون هذا الحوار «مُنتجاً لنتمكّن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية والتوافق على رئيس جديد بما يمكّن لبنان من مواجهة التحدّيات ودعم عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي». وأعرب عن أمله في «أن يعاود العمل الحكومي نشاطه قريباً في ضوء الاتصالات التي أجراها مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والقيادات المعنية».
الراعي
ولم يغِب الهمّ الرئاسي عن موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي وصل إلى بيروت أمس عائداً من روما، حيث هنّأ من المطار الرئيس الحريري بعودته إلى لبنان، موضحاً أنّه دائماً كان يقول له «إننا بحاجة لكي تكون بيننا في لبنان وتبقى في لبنان».
وقال ردّاً على سؤال عن لقائه في روما المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو: «بعد جولته في لبنان وإيران يقولون إنّ على المسيحيين أن يتّفقوا فقلت له إنّ هذا كلام ديبلوماسي يعني أنّنا لا نريد أن نجري انتخابات». أضاف: «هل عندنا مرشّحون في لبنان وهل علينا أن نسأل كل الموارنة ومَن عنده كل هذه الصلاحية؟».
واستوضحت «المستقبل» المستشار الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غيّاض الذي رافق البطريرك إلى روما عن معنى هذا الموقف، فقال إنّ جيرو نقل للراعي موقف بعض الجهات أو الدول التي تدعو إلى توافق المسيحيين على رئيس للجمهورية «إلاّ أنّ غبطة البطريرك أبلغ المبعوث الفرنسي أنّ الاستحقاق الرئاسي ليس قضية مسيحية فقط، ورئيس الجمهورية ليس ملكاً للموارنة والمسيحيين وحدهم وإنّما الاستحقاق قضية وطنية لا ينفرد بتقريره الموارنة والمسيحيون، لأنّنا في بلد ديموقراطي لا أستطيع أن أُقصي أحداً أو حصر الحق بفلان وليس فلان، هذا منطق يتنافى مع الديموقراطية».
وأكد غيّاض أنّ الفاتيكان «حزين جداً لشغور موقع رئاسة الجمهورية ويبذل جهوداً ديبلوماسية كبيرة من أجل تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس».