عون يزور «الأمن الداخلي» منوّهاً بالتضحيات.. و«المعلومات» تُطبق على مطلقي النار وسارقي المصارف
الجيش يباغت الانتحاريين: قادمون إليكم
«ما رح ننطر الانتحاريين يجو لعندنا نحنا رح نروح لعندهم».. هذا ما أكده قائد الجيش العماد جوزيف عون لأهالي القاع أمس في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أبنائهم، وهذا ما كان حصل بالفعل فجراً على يد فوج المجوقل حين نجح في مباغتة عدد من الانتحاريين المتوارين في مخيمي «النور» و«القارية» للنازحين على تخوم بلدة عرسال، في عملية استباقية نوعية بالغة الحرفية والدقة أتت بناءً على «معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بوجود إرهابيين منغمسين بين النازحين في هذين المخيمين يُعدّون العدّة لتنفيذ عمليات انتحارية في البقاع وبيروت»، حسبما كشفت مصادر عسكرية لـ«المستقبل»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّها «ليست العملية الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة في ضوء القرار الحاسم الذي تتخذه القيادة العسكرية باعتماد تكتيك الهجوم بدل الدفاع في المواجهة المفتوحة مع التنظمات والخلايا الإرهابية حتى القضاء عليها ودحر خطرها عن الأراضي اللبنانية».
وإذ تخلّل في مستهل عملية المداهمة تفجير أحد الانتحاريين نفسه بواسطة حزام ناسف قبالة إحدى الدوريات العسكرية متسبباً بإصابة 3 عسكريين بجروح غير خطرة، نوّهت المصادر بالأداء «الاحترازي المحترف» الذي اتّبعه ضباط وعناصر «المجوقل» طيلة مسار العملية وحال دون سقوط أي إصابات مهمة في صفوف العسكريين والمدنيين على الرغم من إقدام 3 انتحاريين على تفجير أنفسهم تباعاً وتفجير عبوة ناسفة أثناء المداهمة باستثناء مقتل فتاة تنتمي إلى عائلة سورية نازحة جراء تفجير أحد الانتحاريين نفسه وسط أفراد هذه العائلة، بينما أصيب أربعة عسكريين بجروح طفيفة نتيجة إقدام إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه دوريتهم.
ومع انتهاء العملية كانت الوحدات العسكرية المُداهمة قد أوقفت 336 مشتبهاً به فضلاً عن ضبط وتفكيك متفجرات وعبوات وأحزمة ناسفة، في حين أكدت المصادر أنّ التحقيقات جارية للتدقيق في هويات الانتحاريين الذين قضوا ولتبيان ما إذا كان هناك في عداد الموقوفين عدد آخر من ضمن الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية في المناطق اللبنانية، مع إشارتها إلى أنه في ضوء نتائج التحقيقات سوف يتم إطلاق كل من يثبت عدم ضلوعه بمخططات إرهابية وإحالة الآخرين المنتمين إلى خلايا الإرهاب على الأجهزة القضائية المختصة. علماً أنّ مديرية المخابرات كانت قد أحالت على القضاء أمس الإرهابي خالد حسين الدياب لارتباطه بتنظيم «جبهة النصرة» ومشاركته في الاعتداء على وحدات الجيش خلال أحداث عرسال، لتفيد الأنباء المتوافرة لاحقاً عن كون الدياب هو المسؤول عن استشهاد المقدّم نور الدين الجمل.
عون في مقر «الأمن الداخلي»
تزامناً، برزت أمس زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المقر العام لقوى الأمن الداخلي في منطقة الأشرفية حيث كان في استقباله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وإثر انعقاد اجتماع مغلق في مكتب المدير العام استعرض الواقع الأمني في البلاد وضرورة تلبية احتياجات القوى الأمنية لوجستياً وتقنياً، انتقل المجتمعون إلى قاعة الشرف حيث ألقى عثمان كلمة ترحيبية برئيس الجمهورية الذي شدد على كون وجوده على رأس الدولة بما له من خبرة في العمل الأمني والعسكري يُساعد في تعزيز قوى الأمن الداخلي، مع إشارته إلى أنها «لم تعد مؤسسة أمنية تقليدية بل أصبحت على مستوى متقدّم يماشي أجهزة أمنية عالمية، لا سيما في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب والمخدرات والتجسس».
أما عون، وبعد توجهه بالتهنئة للجيش على نجاح العملية النوعية التي نفذها فجراً في مخيمات النازحين، فأكد في الكلمة التي ألقاها محاطاً بضباط قوى الأمن الداخلي أنّها «زيارة تقدير» لجهود وتضحيات هذه القوى ولقيامها بواجباتها «التي تغطي كافة أنواع العمليات»، لافتاً الانتباه إلى ضرورة اليقظة في «المرحلة الصعبة» المرتقبة على البلاد «بعد سقوط التنظيمات الإرهابية في سوريا لأنّ عناصرها قد تسعى للجوء إلى لبنان»، وختم متوجّهاً إلى ضباط وعناصر قوى الأمن بالقول: «أنتم تسهرون على الأمن ونحن دائماً سنسهر للعناية بكم وبحاجاتكم وإن شاء الله نؤمن القسم الأكبر منها».
مطلقو النار وسارقو المصارف
وفي إطار عملها المتواصل لاستتباب الأمن وتعقّب المخلين به، لفتت خلال الساعات الأخيرة السرعة القياسية التي تميزت بها عمليات توقيف أشخاص ممن عمدوا إلى إطلاق النار إثر صدور نتائج امتحانات «البروفيه»، بحيث بلغ عدد الموقفين بهذا الجرم 25 شخصاً من أصل 177 عممت مديرية قوى الأمن الداخلي لوائح بأسمائهم.
وفي الوقت نفسه نجحت شعبة المعلومات في تعقب وتوقيف عدد من سارقي المصارف وآخرهم ثلاثة أشقاء لبنانيين (ف ف ف. ف) كانوا قد أقدموا ملثمين بتاريخ 21 حزيران الفائت على تنفيذ عملية سطو مسلّح على فرع بنك عودة في بحمدون، بينما تمكنت الشعبة أيضاً من تعقب وتوقيف اللبنانيين (ع. أ.) و(ح. ح.) بعدما عمدا الأربعاء الماضي إلى السطو بقوة السلاح على فرع بنك البركة في الكولا.