IMLebanon

البديل والرديف والأوادم

الأوضاع في لبنان معقّدة.

وعقدة العقد غياب التوافق.

صارح الرئيس شارل حلو، مسؤولاً بارزاً في عهد سلفه الرئيس فؤاد شهاب، بأن بعض أصدقائه مصممون على تسميته ب البديل لكنه رديف له في السلطة، ولكل منهم أسلوبه وطرائقه في معالجة قضايا الحكم.

ربما، كان شارل حلو، اليسوعي في أسلوبه، وفؤاد شهاب العسكري في نهجه، صورتين مختلفتين شكلاً ونهجاً.

إلاّ أن لكل حاكم أسلوبه.

ولكل رئيس مفهومه.

عندما جرى ترتيب لقاء الخيمة بين الرئيسين جمال عبدالناصر وفؤاد شهاب، اقترح نائب الرئيس أكرم الحوراني، ان يتقدم الرئيس اللبناني بضع خطوات، من أجل اللقاء مع رئيس الجمهورية العربية المتحدة مصر وسوريا.

أبى، الرئيس شهاب ذلك.

وبادره بأنه لواء فيما القائد العربي بكباشي.

والرتبة العسكرية ظلَّلَتْ الزعيمين، وأرست قواعد التفاهم بينهما.

وما توطّد بين الرئيسين، لم يتوطّد بين البديل والرديف.

ولو جرى التدقيق في الأزمة الراهنة، يصعب فهمه، بين السلطة، وبين من لا يريد سلطة فوقه.

وهذه، باختصار قصة الافتراق بين الحكومة، وعصابة داعش، كما يقول.

الحكومة، سافر رئيسها الى الأمم المتحدة.

وهو في الوقت نفسه البديل الدستوري من رئيس الجمهورية، وقد مضى ١٢٥ يوماً على شغور موقعه الرسمي والدستوري.

الحكومة تحكم وتسود.

تخطئ حيناً وتصيب أحياناً.

إلاّ أن داعش لا تصيب في شيء.

كما ان النصرة تخطئ في كل شيء.

ومع ذلك تريدان التفاوض مع الدولة.

والدولة لا تتفاوض مع احد لا سلطة له.

ولا مع تنظيم لا قانون يردعه عن اقتراف الموبقات.

ولا مع واحد يذبح.

أو مع من يقتل برصاصة يسددها الى رأس غريمه!

طبعاً، لا الحكومة هي فؤاد شهاب، أو جمال عبد الناصر.

لكن الصحيح، ان دولاً تزعم أن لها دوراً وسلطة، دغدغت داعش سابقاً.

ورعت النصرة لاحقاً، مؤهلة للتفاوض نيابة عن الحكومة اللبنانية، أو بديلاً من العناصر التكفيرية.

وهذه وصمة عار تلحق بالدولة التي تتباطأ في ارسال موفدها الى بيروت.

وخيانة تصيب مسؤولاً يرتقي الرئاسة، والخيبة ترافقه، وتحكم على خيانته بأبشع الأوصاف.

المفاوضات ليس بالضرورة أن تكون مباشرة بين خصمين، غير متكافئين.

هذه المانيا تفاوضت بين المقاومة واسرائيل.

وغيرهما ثمة دول اخرى، فعلت الشيء نفسه.

الا ان لا حوار ولا تفاوض بين دولة وعصابات.

ويصبح التفاوض ممكناً، اذا اعترف الآخرون انهم اقرب الى اسلوب الذبح والقتل، من منطق الدولة.

لا أحد يتصور ماذا سيكون تعقيب دول العالم، في الامم المتحدة، عندما سيروي رئيس وزراء لبنان، على مسامعهم قصة لبنان مع الارهاب.

إنها رواية العصر.

لا أحد يلوم اهالي المخطوفين، وهم يطالبون السلطة، بالسعي الى اطلاق فلذات أكبادهم.

ولا أحد يلوم الخاطفين، لأنهم ليسوا بشراً في حقبة يتألب فيها الشر والأشرار على الأوادم.

والرئيس تمام سلام كان نائباً يرعى الأوادم، ويقود حزب الأوادم!!