IMLebanon

“أمل” أيضاً على الجبهة الجنوبية

 

لم يكن إعلان حركة “أمل” عن سقوط عنصرها علي داوود (مواليد 1988 من بلدة مليخ في جبل الريحان) على الجبهة الجنوبية مجرّد نعي لأحد مقاتليها على طريق القدس، إذ تحّول إشعاراً علنياً بمدى حضورها العسكري في المنطقة الذي بدأ مع بدء عملية “طوفان الأقصى”، ولكنّها فضّلت تأجيله لأسباب عدّة ومنها ما يتعلق بحسابات سياسية في الساحة الداخلية، ومنها كون رئيس “الحركة” رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

 

وتقول مصادر سياسية لـ”نداء الوطن” إنّ “العارفين بخبايا القضايا الجنوبية يدركون جدّياً حضور “الحركة” على الجبهة الأمامية وفي القرى الحدودية والخطوط الخلفية وعلى أرض الميدان اغاثياً وإسعافياً، وقد سقط لها 4 جرحى من جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” في قصف إسرائيلي أثناء إجلائهم مصابين من منزل في أطراف بلدة طيرحرفا التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود”.

 

وفي بيان النعي، أعلنت “أمل” أنه “التزاماً بالنهج المقاوم، تزفّ الحركة إلى قائدها وجماهيرها المؤمنة الشهيد المجاهد علي جميل الحاج داوود، الذي استشهد بعد تعرّض أحد مواقع الحركة في بلدة رب ثلاثين الجنوبية إلى اعتداء مباشر من العدو الإسرائيلي الغاشم، ما أدّى إلى استشهاده وإصابة مجاهدَين آخرين”. في وقت قصف فيه مقاتلوها ثكنة راميم ومحيطها بالصواريخ من دون أن يصرح الجيش الإسرائيلي بطبيعة الهدف الذي أصابته القذائف ومدى حساسيته والأضرار التي لحقت به، ولكن الهستيريا التي أصابته إثر ذلك تؤكد أن قذائف “أمل” أصابت أهدافها بدقّة وأوجعته.

 

ويقول عضو المكتب السياسي للحركة المهندس بسام كجك لـ”نداء الوطن” إنّ الحركة “لم تغب عن الساحة الجنوبية، وهي تتواجد في القرى والبلدات وبين ناسها وتقوم بواجبها في الدفاع عن الأرض والعرض ضدّ الاعتداءات الإسرائيلية، ومنذ اليوم الأول لبدء عملية “طوفان الأقصى” انتشرت عسكرياً على طول الجبهة بتوجيهات من رئيسها الرئيس نبيه بري والوقوف إلى جانب “حزب الله” في التصدّي للعدوان الإسرائيلي تأكيداً على نصرة غزة وشعبها ومقاومتها. نحن لسنا حلفاء لـ”الحزب” في المقاومة بل معاً وجنباً إلى جنب”.

 

ويضيف كجك: “منذ التصعيد العسكري على طول الحدود الجنوبية من الناقورة غرباً إلى مزارع شبعا وكفرشوبا شرقاً، ونحن موجودون ولكن من دون أي إعلان رسمي من طرف الحركة ولا أي ظهور إعلامي، ونفّذ مقاتلونا عدة ضربات ضدّ المواقع الإسرائيلية في الأيام الماضية ولم يُعلن عنها خاصة مع عدم قدرة إسرائيل على تسجيل أي إصابات في صفوفهم”.

 

ويعتبر مراقبون أنّ “إعلان “أمل” الانخراط بالمعركة عسكرياً على خط الجنوب ليس غريباً، بل يأتي في سياقه الطبيعي، تماهياً مع حركات المقاومة بعد “المقاومة الإسلامية” – “حزب الله”، و”كتائب القسّام” – “حماس” و”سرايا القدس” – “الجهاد الإسلامي” و”قوات الفجر” – “الجماعة الإسلامية”، وكلها ترفع شعار الدفاع عن القضية الفلسطينية وتتبنّى خيار المقاومة لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي”.