في قراءة هادئة للمواجهة السورية ـ الإسرائيلية الأخيرة وتردّداتها المباشرة على الساحة المحلية، فإن سفير دولة اوروبية، لاحظ أن الأجواء في العاصمتين الأميركية والروسية لا تشير إلى أي حرب محتملة، خصوصاً على جبهة لبنان الجنوبية، موضحة أن أي حرب أو عدوان قد تشنّه إسرائيل على سوريا أو على لبنان، لن يؤدي إلى أية نتائج ميدانية، وذلك لجهة إحداث تغييرات في المعادلات العسكرية على الأرض، والنتيجة الوحيدة ستكون في اتساع رقعة الدمار، ولا سيما في سوريا. وقال السفير: أن كلاً من العاصمتين الروسية والأميركية، تشاطران إسرائيل مخاوفها من الوضع في سوريا، حيث تغيّرت موازين القوى بشكل كبير، وباتت إيران موجودة بقوة من خلال قواعد ومواقع عسكرية، كما أنها تملك مشاريعها الخاصة، والتي لا تأخذ بالإعتبار الخطط الروسية الموضوعة للساحة السورية.
وكشف أن إيران، كما النظام السوري و«حزب الله»، كانوا يترقّبون الردّ الإسرائيلي على طائرة الإستطلاع التي لم تكن سوى رسالة لاستدراج إسرائيل إلى كمين مرسوم بعناية، ونجح واضعوه في توجيه ضربة كبيرة لإسرائيل من خلال إسقاط طائرة «إف 16». وأضاف أنه على الرغم من الردّ الإسرائيلي السريع من خلال ضرب 12 هدفاً تابعاً للمنظومة الدفاعية السورية، ولأهداف إيرانية في سوريا، فإن التوجّه في العاصمة الأميركية هو نحو التهدئة، لكن الموقف الإيراني من الإتصالات الدولية التي جرت لتطويق أي تصعيد، ما زال غير واضح، على حدّ قول الأوساط ذاتها، والتي أكدت أن الوضع لن يخرج عن «الستاتيكو» الحالي في لبنان، وعلى الحدود الجنوبية، حيث الإستقرار بات أمراً واقعاً بفعل ضبط اللعبة من خلال القرار 1701 وتوازن الرعب المتبادَل بين «حزب الله» وإسرائيل.
في المقابل، وجد السفير أن «الستاتيكو» السابق قد تبدّل وتغيّرت معه قواعد اللعبة في الأشهر الماضية، وبالتالي، فإن احتمالات التفجير مرتفعة، وذلك بصرف النظر عن حال الإستنفار الدولية، وخصوصاً السورية والأميركية لتجميد التدهور، وتفادي أي اهتزازات أمنية على الجبهات الحدودية، وكشف أن الإحتمال المرتقب في المرحلة المقبلة، هو أن تنجح القيادة الروسية في إرساء قوانين لعبة جديدة في سوريا، وذلك من خلال الحراك الديبلوماسي الذي يواكب المتغيّرات الميدانية الدراماتيكية. وأكد أن الكلام التهويلي الإسرائيلي ضد لبنان، لا يخرج عن السياق المعتمد، خصوصاً وأن المسؤولين الإسرائيليين تراجعوا عن كل تصريحاتهم وتهديداتهم، لكنها استدركت مشيراً إلى أن الوضع يختلف في سوريا، حيث يتشارك الإسرائيليون مع إدارة الرئيس دونالد ترامب المخاوف من تحويل سوريا إلى موقع إيراني استراتيجي عسكري. ورأى السفير أن تزايد القوة الإيرانية في الميدان السوري يشكّل هاجساً لدى إسرائيل التي تستهدف الأسلحة الصاروخية التي كسرت التوازنات العسكرية في المنطقة من خلال إسقاط طائرة الـ«إف 16» الإسرائيلية، وبالتالي، فإن العمليات العسكرية لن تتوقّف، بحسب السفير عينه، الذي اعتبرت أن تراجع إسرائيل عن تهديداتها لا يعني نهاية الصراع، وإن كان يشير إلى أن المواجهة الشاملة مستبعدة في الوقت الحالي على الأقلّ.