Site icon IMLebanon

تغيير السفيرة شيا…. ثواب أم عقاب؟ 

 

 

في الشكل «ما في شي تغير» بين سنة السلف وعام الخلف، وفقا لما ظهر خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، إذ في حال صحت مقولة ان «المكتوب بينقرا من عنوانو»، فان الـ ٢٠٢٣ تبشر بالخير دون الحاجة إلى «وجعة راس» الحايك وعبد اللطيف، ولا تنجيمهم. فرئيس مجلس النواب «رجع» إلى عادته في دعوة الهيئة العامة إلى جلسات انتخاب، ستكون كل ثلاثاء وخميس، ولجان مشتركة لبحث القوانين الإصلاحية ومنها الكابيتال كونترول، اما تعطيل حكومة تصريف الاعمال و»كرسحتها»، فبات قاب قوسين او أدنى مع توجيه التيار الوطني الحر ضربة «قضائية» لمخطط السطو على صلاحيات الرئاسة الأولى، قبل أن يلعب صولد الشارع».

 

في المضمون ثمة اختلاف كبير، إذ ان الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي انتهت من جمع وترتيب أوراقها، تمهيدا لانطلاق جولات النقاش المكوكية داخليا وخارجيا، بعدما أنجز كل طرف ورقة مواصفاته واسمائه المقترحة، لتبدأ الغربلة في غضون ايام، بعدما افتتح المسار زيارة وفد حزب الله لبكركي بحجة المعايدة.

 

فالايام الاولى من العام الجديد رسمت مشهداً سياسياً لا يختلف بشيء عما خبره اللبنانيون لعام كامل، من الصراع بين السراي وميرنا الشالوحي على خلفية ملفين: انعقاد جلسة مجلس الوزراء، وارتباطا تنفيذ التيار الوطني الحر تهديده بالطعن بمراسيم الجلسة السابقة من جهة، ومن جهة ثانية قصة ابريق زيت الكهرباء.

 

والى تصاعد الاحتقانات داخل حكومة تصريف الاعمال على خلفية التعدي على الصلاحيات الرئاسية، تحاصرها أيضاً حمى تصاعدية للاضرابات والاعتصامات النقابية المتنوعة، المنذرة بفتح الملفات الاجتماعية على الغارب، في ضوء انعدام القدرة الشرائية للبنانيين، بعدما بات كل شيء في البلاد مدولرا، باستثناء رواتبهم.

 

ففيما كان وزيرا الشؤون الاجتماعية والمهجرين ينفذان قرارهما بالطعن بقرارات مجلس الوزراء الاخيرة المتعلقة بوزارتيهما، في انتظار بت مجلس شورى الدولة، الذي سيرسم حكمه مستقبل الوضع السياسي القادم ومصير جلسات مجلس الوزراء، وابعد من ذلك مسار الانتخابات الرئاسية، برز الى العلن خبر انتقال السفيرة الاميركية دوروثي شيا من بيروت لشغل مقعد بلادها في الامم المتحدة.

 

امر اثار الكثير من الاستغراب حول توقيته ومضمونه، اذ يأتي في ظل المعمعة التي يعيشها لبنان، وفي فترة حساسة، حيث يعاني من انهيار على كافة الصعد، اذ ان تغييرها سيؤدي الى «عرقلة» السياسة الاميركية لمدة، الى حين «ترتيب» السفير الجديد اموره في عوكر، اما لجهة المضمون فاللافت نقل السفيرة الى مركز اهم، ما يعني ان تغييرها لم يأت نتيجة عمل بعض اللوبيات اللبنانية في الخارج، وفقا لمصادر متابعة.

 

واشارت المصادر الى ان هذا الخبر يتطابق مع المعلومات التي تتحدث في واشنطن عن مهلة غير قابلة للتجديد امام الاطراف اللبنانية لانتخاب رئيس قبل نهاية شباط، فهل تنجز «دورا» المهمة قبل انتقالها الى نيويورك؟ ورأت المصادر ان شيا بقدر ما نجحت في تكوين اصدقاء لها في بيروت، بقدر ما جمعت اعداء حولها، عملوا على التحريض ضدها في واشنطن، خصوصا مع وصول الادارة الديموقراطية.

 

وتتابع المصادر بان السفيرة الاميركية أدتت ادوارا بارزة خلال الفترة السابقة، وهي بالتأكيد من المؤثرين في موقف الادارة الاميركية، التي خلافا لكل ما يحكى ويروّج له، تضع الملف اللبناني في سلم اولوياتها، مشيرة الى ان واشنطن تشهد حركة اتصالات رسمية وغير رسمية بعيدا عن الاعلام والضجة، تتناول الملف الرئاسي اللبناني، خصوصا على خط الرياض – واشنطن، حيث يعمل على تفكيك العقد المرتبطة باسم رئيس الحكومة القادم، بعدما تمّ تخطي مسألة رئاسة الجمهورية.