تبدو محاولة سفراء دول اللجنة الخماسية، لاعادة الزخم إلى تحركها السابق لمساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، محكومة بجملة صعوبات ووقائع عديدة، تبطىء هذا التحرك، وتضع في طريقه عوائق ومطبات يصعب تخطيها بسبب التشابكات المحلية والاقليمية جراء الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة وتداعياتها السلبية على المنطقة، وتصاعد الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، ما يؤدي إلى إطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم.
ومن وجهة نظر مصدر سياسي فإن من أبرز هذه الصعوبات ، تعدد وجهات النظر بين أعضاء اللجنة في كيفية الاتفاق على مقاربة جديدة بمهمة اللجنة لحث الاطراف السياسيين لتسريع انتخاب الرئيس، تتلاءم مع المتغيرات التي حصلت في المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى، بالتزامن مع الاخذ بالاعتبار الاسباب التي حالت في السابق، دون تحقيق النجاح المطلوب في مهمة اللجنة ،بالرغم من كل المساعي والجهود التي بذلها أعضاء اللجنة بهذا الخصوص، بينما لوحظ ان هذا التباين ظهر إلى العلن، بعد تعثر قيام سفراء دول اللجنة مجتمعين، بالزيارات واللقاءات مع القيادات اللبنانية، واكتفاء بعضهم بزيارات شخصية من جانب وأحد.
ويتصدر انشغال دول أعضاء اللجنة، بالظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وكيفية مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وكبح جماح تمددها إلى دول اخرى، وتطويق تفاعلاتها ومخاطرها التي تهدد المنطقة، سلم اولوياتها واهتماماتها ،ما يقلص حكما اهتماماتها في الوقت الحاضر، بملف الانتخابات الرئاسية، باستثناء التحركات الروتينية لسفراء هذه اللجنة في لبنان.
ويشير المصدر إلى ان من بين العقبات التي تعترض مهمة اللجنة، استمرار الانقسام السياسي الداخلي، والتأثير السلبي على تفرد حزب الله باشعال جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، بقرار ذاتي وبمعزل عن رأي وقرار الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، لحسابات ومصالح مرتبطة بالنظام الايراني، ما يزيد في صعوبة فصل ملف الانتخابات الرئاسية عن الواقع القائم في الجنوب في الوقت الحاضر، اذا لم يكن هناك موافقة ايرانية بهذا الخصوص، استنادا إلى المواقف والتصرفات الايرانية التي تواكب تطورات الاوضاع في المنطقة كلها.
ويلفت المصدر الى ان غياب الضغوط الفاعلة، المباشرة وغير المباشرة على الاطراف السياسيين من قبل دول اللجنة الخماسية في الوقت الحاضر، مثل فرض اجراءات او عقوبات معينة على المعرقلين للانتخابات، كانت لوحت بها سابقا، لحثهم على انتخاب رئيس الجمهورية، يعتبر مؤشرا سلبيا، ولا يساعد على تقليص مساحة الخلافات وتقريب وجهات النظر بين هؤلاء الاطراف، لانتخاب رئيس للجمهورية.
ويختم المصدر بالقول، انه من دون تجاوز هذه العقبات او معظمها،وخصوصا فصل مسألة انتخاب رئيس الجمهورية، عن تطورات الحرب الإسرائيلية في غزّة ومحيطها والتطورات الحاصلة في الجنوب اللبناني، ويبدو هذا الأمر متعذرا في ظل الظروف والتعقيدات القائمة حاليا. ولذلك يتوقع ان تقتصر مهمة سفراء اللجنة على لقاءات شكلية وبروتوكولية،مع صعوبة مرتقبة في تحقيق هدف انتخاب الرئيس حتى إشعار آخر.