IMLebanon

“الخماسيّة” تعمل وفق بيانها للقاء تشاوري للنواب… فهل تنجح؟ الصايغ لـ “الديار”: تخوّف أميركي من تهوّر نتنياهو بتصعيد عسكري في الجنوب 

 

 

حركت “اللجنة الخماسية” المكونة من دول اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، الجمود الرئاسي في لبنان عبر بيانها الذي اصدرته بعد اجتماع سفراء هذه الدول بمقر السفارة الاميركية في عوكر، وشجعت او حثت النواب على انتخاب رئيس الجمهورية، واستعجلتهم ان يكون ذلك قبل نهاية ايار الحالي، وهو وقت قصير قد لا تحصل فيه جلسة الانتخاب، لان ما يمنع انعقادها ما زال قائما مع تمترس كل فريق نيابي عند مرشحه.فلم يتبدل دعم “الثنائي الشيعي” لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ولم تعلن المعارضة التي تقاطعت مع “التيار الوطني الحر” على اسم الوزير السابق جهاد ازعور، انها تخلت عن تأييد ترشيحه، لكنها تبدي مرونة اذا ظهر اسم آخر وحصل تخل عن فرنجية من قبل الثنائي.

 

فما اقترحته “الخماسية” ليس الانتخاب فقط، بل ارفقت في بيانها عبارة “التشاور” الذي بات مقبولا نيابيا، وهو ما ورد في مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني”، وتوقفت عند آلية تنفيذها وملاءمتها مع الدستور، لجهة من يدعو النواب وما هو دور رئيس مجلس النواب، الذي ما زال يتمسك بصلاحياته بانه هو من يدعو ويترأس ويفتح الجلسة ويغلقها.

 

فبين الحوار والتشاور مسألة تقنية، وستحاول “الخماسية” تليين المواقف لجهة القبول باللقاء تحت اي اسم، ثم الانتخاب الذي ما زال التباين حول شكل الجلسات متتالية او مفتوحة، حيث يصر بري على انه هو من يقدر الموقف ويقرر، وفق ما ينقل عنه، فاذا رأى توافقا على مرشح فستكون الجلسة واحدة، واذا كانت الجلسة ستفرز نفس الاصوات للمرشحين فلن يعقد جلسات متتالية من اجل الانقعاد، بل من اجل الانتخاب وهو اقترح الحوار والانتخاب للخروج من المراوحة، واستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.

 

من هنا، اقتربت “الخماسية” من فكرة التشاور والانتخاب، وهذا ما بدأته عبر اتصالات ولقاءات بدأ اعضاؤها بها لتقريب وجهات النظر، ولا مانع لدى “الخماسية” من ان تقوم بمسعى لدى النواب الى لقاء تشاوري في مجلس النواب، وهذا ما تفعله كما ينقل عن احد اعضائها، الذي يكشف بان ما تقوم به اللجنة هو انجاز الاستحقاق الرئاسي، وفك ارتباطه بالحرب الاسرائيلية على غزة وتداعياتها، التي انعكست مواجهات عسكرية عند “الشريط الحدودي” في جنوب لبنان بين حزب الله المساند لغزة والعدو الاسرائيلي.

 

فالتفاؤل يسود لدى سفراء “الخماسية” الذين يتلقون توجيهات من دولهم بان يكون الاستحقاق الرئاسي شغلهم الشاغل في لبنان، الذي هو على لائحة الاهتمام الدولي عموما والاميركي خصوصا، لكنه ليس الاولوية في واشنطن المشغولة بحرب اوكرانيا والمتابعة لحرب غزة والمستطلعة لما يجري في الصين وميحطها من استنفار عسكري.

 

والوفد النيابي اللبناني الذي زار مؤخرا اميركا،والمكون من الكتل التي تسمي نفسها معارضة، لمس في لقاءاته مع مسؤولين اميركيين متابعة للوضع في لبنان لا سيما في الجنوب، كما الشغور في رئاسة الجمهورية، وهم يأملون حصول الانتخابات الرئاسية كما يقول النائب فيصل الصايغ لـ “الديار” ، الذي شارك في لقاءات الوفد النيابي، ويشير الى ان اميركا تطالب بان لا تتوسع الحرب في لبنان بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، وان الادارة الاميركية عبر موفديها تعمل على التهدئة في الجنوب، وفصل المواجهة العسكرية عند حدوده عن الحرب في غزة.

 

لكن تبلغوا بان حزب الله لن يوقف العمليات العسكرية الا بعد وقف الحرب على غزة، وهذا الوضع خضع له المسؤولون الاميركيون، كما ينقل الصايغ عنهم، ولكنهم لا يضمنون تهور رئيس الحكومة “الاسرائيلية” بنيامين نتانياهو، الذي قد يلجأ الى التصعيد في لبنان ويخضع لدعوات وزراء في حكومته كما رئاسة الاركان في الجيش “الاسرائيلي”، بان ينفذ عملية عسكرية واسعة في عمق الاراضي اللبنانية، واقامة “حزام امني” بعمق 15 او 20 كلم ليعيد المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة.

 

فالتهدئة هي العنوان الذي يسمع من مسؤولين اميركيين، يقول الصايغ، لكنهم يطالبون لبنان ايضا باجراءات مثل تطبيق القرار 1701 وغيره من القرارات التي تساعد على ضبط الجبهة الجنوبية، وتفعيل عمل القوات الدولية بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني، الذي وحده يكون القوة المسلحة والوحيدة في الجنوب خصوصا ولبنان عموما.

 

والاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا يقع على عاتق ” اللجنة الخماسية” التي عليها وضع آلية لما صدر في بيانها الاخير، وتنفيذ ما توقعته بان يحصل الانتخاب في نهاية ايار الحالي، اذ لمس النواب الذين زاروا اميركا بان ثمة اجواء ايجابية ان يكون ذلك في حزيران المقبل ، كما نقل الصايغ الذي يرى بأن “الخماسية” ستركز على لقاء النواب للتشاور او الحوار ، وستعمل على تليين موقف من يعارض ذلك.