IMLebanon

سفراء بارزون ينعون الاستحقاق الرئاسي المستقبل : الحوار مع حزب الله لن يتوقّف

يجتاز لبنان اصعب مرحلة في تاريخه المعاصر حيث تتراكم الملفات وخصوصا ان ما جرى مؤخراً من استهداف مجموعة لحزب الله في القنيطرة السورية فذلك زاد الطين بلة امام المخاطر المحدقة بالبلد، وعليه يصحّ القول انه «كلما داويت جرحا سالت جراح»، بحيث لا زالت الازمة مع الخليج، وتحديداً دولة البحرين، طازجة، اضافة الى التباينات في مجلس الوزراء، وصولا الى الفراغ الرئاسي وحيث يبقى هذا الاستحقاق مكانك راوح لا بل الامور من تعقيد الى تعقيد.

وفي هذا السياق، تكشف اوساط في تيار المستقبل ان جلسة اجتماعية ضمّت احد ابرز السفراء المعتمدين في لبنان وزعيم سياسي ومجموعة من الاصدقاء المشتركين تطرّقت الى الموضوع الرئاسي وتبيّن من النقاش وسط اجماع من الحاضرين انه لا رئيس للبنان في هذه المرحلة لجملة معطيات بداية الازمة في اوروبا على ضوء العمليات الارهابية، الى عدم الاهتمام الاميركي واعتبار ان هذا الشأن اولوية امام ما يحصل في اليمن والعراق وسوريا والخلاف بين واشنطن وموسكو حول ازمة اوكرانيا وسواها، ومن ثم كلام الرئيس الايراني حسن روحاني الذي هاجم بعض دول الخليج على خلفية انخفاض اسعار النفط، وبالتالي غياب التقارب الايراني – السعودي، ناهيك الى الامور الابرز التي حصلت في القنيطرة وعودة لبنان صندوق بريد لتلقّي الرسائل المتفجرة وما قد ينتج عن ذلك لاحقا لان بعض المسؤولين النافذين يعتبر انه ليس بوسع احد ان يعلم ماذا سيحدث ولكن باختصار اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات ولبنان يرقص على حافة الهاوية ودخل في لعبة الصراعات الاقليمية بشكل لا يمكنه الخروج منه، وتحديداً الانخراط في الحرب السورية، بحسب الاوساط في المستقبل، وحيث نيرانها تلامس منطقة القلمون باسرها الى عرسال وربما قد يحصل اكثر من ذلك في خضم هذه الخلافات الاقليمية وانهماك المجتمع الدولي بدخول الارهاب الى اراضيه.

اما عن تأثيرات ذلك على الحوار وخصوصا بعد مهاجمة البحرين وما حدث في القنيطرة لـ«حزب الله»، تقول الاوساط في المستقبل ان الرئيس سعد الحريري كان واضحا من الاساس ويعلم علم اليقين أن حزب الله قراره الاستراتيجي ايراني تحديداً ومنخرط في الحرب السورية ولا يمكنه الخروج منها، ولكن الحوار ضرورة لتحصين الساحة الداخلية خوفاً من تداعيات ما يجري في المنطقة على الداخل اللبناني وحصول فتنة مذهبية وطائفية، ولهذه الغاية كان الحوار، وتؤكد المصادر ان الحوار لن يتوقف وسيبقى قائماً والجلسة الثالثة كان بيانها واضحاً، اي التأكيد على الاستمرار في تحصين الساحة المحلية وضبط الشارع والعمل لأجل المصلحة الوطنية بمعزل عن كل العناوين الخلافية الاخرى والتي ستُبحث لاحقا وان كانت صعبة المنال ولا سيما ما يرتبط بالقضايا الاستراتيجية التي تحتاج الى توافق اقليمي، وهذا الامر ارضيته غير متوفرة في هذه المرحلة ربطاً بالصراع الاقليمي والدولي.

وتخلص الاوساط مؤكدة ان لبنان امام عواصف سياسية وأمنية واقتصادية مرتقبة ويبقى المتضرّر الأول في كل ما يجري في المنطقة وحوله على وجه الخصوص والعارفون ببواطن الامور كانوا واضحين في تشخيصهم لمسار الاستحقاق، فالنائب مروان حمادة الذي له علاقاته واتصالاته وقراءته يستبعد انتخاب الرئيس في هذه المرحلة وبعض السفراء المولجين بالملف اللبناني يؤكدون لأصدقائهم وفي مناسبات اجتماعية أن هذا الموضوع ليس على نار حامية ويعتريهم القلق حيال ما يجري في اليمن وسوريا، وفي المقابل لا زال الاجماع الدولي وتحديداً من عواصم القرار على دعم الاستقرار في لبنان وتحييده قدر المستطاع عن الرياح العاتية في المنطقة والحروب المستعرة حوله.