IMLebanon

تعديل دستور سوريا يفرض تعديل الطائف

شارل أيوب

منذ عام 1943 تاريخ الميثاق اللبناني وحتى عام 1989 تاريخ صناعة إتفاق الطائف والحملات كانت على المارونية السياسية إلى أن إنتقلنا إلى السنية السياسية فأصبح رئيس الحكومة السني هو الحاكم الفعلي للبلاد ورئيس الجمهورية دوره بروتوكولي وإن لم يوقع خلال 15 يوماً على مرسوم يصدر المرسوم، حتى أن مبدأ الحكومات تنطلق من العيش المشترك إجتازها رئيس الحكومة السني فؤاد السنيورة عندما خرج 6 وزراء شيعة من حكومته وأكمل بحكومته وحتى الآن هناك 11 مليار دولار صرفها السنيورة في موازناته دون ابراء صرفها ويرفض فتح الملف والمحاسبة في هذا المجال.

إن تعديل الدستور في سوريا يعني أن سوريا ستتجه نحو الديموقراطية برعاية أميركية – روسية وهذا يفرض تعديل إتفاق الطائف في لبنان كي يكون هنالك توازن في النظام بين لبنان وسوريا ولذلك فالمطلوب قانون انتخاب نسبي في لبنان وفي المقابل لا يجب أن يكون النظام في سوريا رئاسياً على أن يتخلى رئيس حكومة لبنان عن قسم كبير من صلاحياته حيث يرأس اكثر من  100 مؤسسة ويصرف من الهيئة العليا للإغاثة عشرات ملايين الدولارات لا بل مئات ملايين الدولارات كما فعل السنيورة عندما جاءت المساعدات العربية بعد حرب تموز وصرف 800 مليون دولار.

الآن تسيطر السنية السياسية على لبنان، فالدروز من دون مجلس شيوخ ولا ضمانة لهم، أما الطائفة الشيعية فسياسياً ليست فعالة لولا جمهورها وقوتها وبهذا الجمهور والقوة تمنع الطائفة السنية من السيطرة عليها من كفرشوبا الى صيدا الى طريق الجديدة إلى بيروت إلى طرابلس وعكار والبقاع الأوسط في زحلة، لكن قوة المقاومة تمنع هذه الهيمنة. أما المسيحيون فهم من دون صلاحيات ولا يستطيعون أن يطلبوا طلباً واحداً في الدولة اللبنانية بينما بقية الطوائف تفرض رأيها فرضا في التعيينات والتشكيلات الوزارية والقوانين وتعيين المدراء العامين.

ان التعديل في سوريا عبر إضعاف صلاحيات الرئيس بشار الأسد وإشراك المعارضة في الحكومة هو أمر جيد وصحي، ولكن يجب أن يقابله تعزيز صلاحيات رئيس جمهورية لبنان مقابل إضعاف صلاحيات رئيس جمهورية سوريا، وبدون ذلك تكون ثقافة «داعش» هي المسيطرة على العالم المشرقي والعربي السني وأما الأقليات الدرزية والمسيحية والعلوية والارمنية فلا يكون لها دور.

طبعاً غداً سنشهد قيامة المفتي الجوزو على هذا المقال لأنه يحمل الحقيقة.

مع الاحترام الكامل للطائفة السنية الكريمة التي أعطت عروبة ونضالاً وأدباً وملأت المكتبات كتباً مع أن بعض فئات من المسلمين مثل «داعش» و«جبهة النصرة» حاولت تشويه صورة الإسلام.

الحل الوحيد دولة مدنية وفصل الدين عن الدولة.