Site icon IMLebanon

رواية الساعات الأخيرة

 

 

حسب المعطيات المتوافرة عن تدابير إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة وباء “كورونا”، ان الإدارة قررت دفع الف دولار لكل مواطن يقل دخله السنوي عن مليون دولار، بهدف تخفيف الأعباء عن السكان الذين فاجأهم الوباء، وانعكس سلباً على أعمالهم ووظائفهم وحياتهم اليومية.

 

وسيشمل هذا التدبير الأميركيين كافة في مختلف الولايات بمن فيهم هؤلاء الذين يعيشون في الخارج، من الاميركيين او الذين يحملون الجنسية الأميركية، ومن بينهم العميل الذائع الصيت وأفراد عائلته وأكثر من مليون اميركي من اصل لبناني يعيشون على امتداد الولايات المتحدة وصولاً الى عوكر وامتدادات الدساكر الأميركية في الأصول اللبنانية.

 

نحو مليار دولار ستدخل جيوب اللبنانيين الاميركيين في هبةٍ لم تتحقق لبلدهم، حتى الآن، الذي يعيش أسوأ ظروفه. بعض الظرفاء لاحظ فرحةً عارمة في ديربورن عاصمة الجنوبيين حيث ستتكدس “ثروة إمبريالية” صغيرة يستفيد منها الأهل في جبل عامل وتنعش السوق اللبنانية التي جففتها سلطة النهب والمقاولة بمصائر الناس.

 

لكن ليست هنا زبدة الكلام. فالمرحلة تقتضي رؤية كلية تبدأ من الأكبر الى الأصغر، من الدائرة الأشمل الى الدائرة المتوسطة فإلى الدائرة الصُغرى. وبعد أربعة اشهر من هجوم الفيروس على الكرة الأرضية، يمكن استخلاص عبَرٍ أساسية، فحواها ان مؤامرة لإضعاف الشعوب جرى اطلاقها عبر هذا الفيروس، الهدف النهائي منها كسب المزيد من المال والهيمنة بالدواء والتجارة على أسواق متمرّدة. ولا تنقص الحجج والدلائل لتبيان تلك المؤامرة، من اتهام الاميركيين بنشر الوباء في ووهان الى نبش وثائق تجعل معهد باستور الفرنسي المرموق مسؤولاً عن الكارثة… ما يقود في النهاية الى احكام الحصار على مواقع الممانعة والصمود في الصين وإيران والأطراف الحليفة.

 

في هذا الإطار العام تدور المعركة التي تخوضها قوى الصمود ضد الوباء، ثم يأتي من يجعل مِن “طرد” الفاخوري قصة لا تستحق الحبر الذي صُرف على روايتها، قبل ان يتنطح ترامب لجعل استرداده انتصاراً شخصياً يغطيه بفتات المليار من الدولارات في رشوة مرفوضة…

 

على هذا النحو يجب ان تُروى التطورات الأخيرة من عوكر الى الصين، وأية رواية أُخرى قد تظهر هي محض صدفة تستوجب غَضَّ النَظَر.