IMLebanon

وصلت العيديّة

 

وصلت العيديّة عشيّة الإستحقاقات الدولية والإقليمية، مع أنّ من أرسلها يسخر من المواعيد والمناسبات. فـ”هو” لا يفرّق بين ما قبل رأس السنة وما بعدها.. أو ما قبل تسلّم جو بايدن زِمام السلطة أو ما بعده.

 

ومع هذا، ها “هو” حريص على معايدتنا بالرغم من همومه وانشغالاته التي تتجاوز ما يحصل على ساحتنا السائبة. و”هو” في الأصل، لا يعترف بأيّ دور لهذه الساحة بمعزل عن إبقائها رهينة لتخدم المِحور الذي يستخدمه.

 

والخدمة السريعة تتولّى تركيب الإتّهامات الكفيلة بإصابة عدّة عصافير في آن معاً. بالتالي تقتضي الظروف الراهنة إستفزاز المُستَهْدَف وِفق مخطّطات المِحور، والعمل الحثيث المتواصل على شيطنته وتنصيبه المجرم الأوّل والعدوّ الأوحد، وصولاً إلى تصوير الشيطان الأكبر وشقيقه الأصغر ذراعين يلبّيان رغبة رأس الأفعى.

 

ووظيفة هذه الإتّهامات تقتصر على إعلان الخبر عن نية ما باغتيال ما وترويجه. مدى الدقّة والموضوعية والمعطيات أمر ثانوي. المهمّ الإعلان لتتمّ بموجبه الإدانة ويُبنى على الشيء مقتضاه، مع تجاوز آليات المنطق في الإتّهام والبحث والتمحيص والتحقيق وصولاً إلى الأدلّة. وبناء على هذه الإدانة تتحدّد الخطوات الاستراتيجية اللاحقة على الساحة اللبنانية.

 

وليس مهمّاً إن دفع لبنانيون يسعون الى كسب رزقهم ثمن غيبيات وفرضيات لم تبصر النور أساساً…

 

أو لعلَّ الهدف من الإستفزاز والإتّهام أن يدفعوا هذا الثمن، ويغرقوا في جهنّم الوطن ويشربوا كأسها حتى الثمالة. وبذلك، نبلغ سواسية سدرة منتهى الوطنية.

 

وفي الطريق يبهت الإهتمام بجريمة تفجير المرفأ، فـ”هو” أوضح سابقاً أنّ لا علاقة له ولمِحوره بها، وأقفل نقاش تورّط مِحوره فيها بدعاوى قضائية. وإذا لم نمتثِل، فإنّ ما يفوقها إجراماً سيلوح في الأفق.

 

وذنبه على جنبه من لا يستوعب أنّ كلّ ما حصل ويحصل وسيحصل في لبنان، هذه الفترة، يرمي الى عدم استعظام الجريمة وطيّ صفحتها، لأنّ الأولويات في مكان آخر.

 

ولا ننسى أنّ فرقة متخصصة بدأت باكراً تنفيذ بنود الأجندة مع جريمة كفتون الكورانية واستحضار “داعش” غبّ الطلب. ولن تنتهي مع “الخلاف الفردي” الذي أدّى الى حرق مخيّمٍ للاجئين السوريين.

 

وبالطبع، ستترافق هذه “النثريات الأمنية” مع الإغتيالات المتنقّلة التي لن تنتهي بجريمة اغتيال جو بجاني.

 

وحكماً، لن تتوفر لدى الأجهزة الأمنية أيّ معطيات تتعلّق بجرائم تمحو آثار الجريمة الأولى وتقود إلى المرتكب. في الأصل، ممنوع أن يتمّ إكتشاف طلاسم الأدلّة الواضحة والمثبت وضوحها، والجهة التي قرّرت ضرورة التخلّص من الضحيّة.

 

وهذا لعمري ما لا يجب التوقّف عنده أو تضخيم المسألة، أو إخضاع الجرائم الفِعلية لنظريات المؤامرة التي تصبّ في مصلحة الشياطين وعملائهم على حساب الأتقياء الأنقياء من الشعب اللبناني، الرافضين أن يتدخّل في شؤونهم أيّ إمبريالي أجنبي.

 

على أيّ حال، تحوير فِعل الشيطنة وإسباغه على رأس الأفعى يخفّف عن كاهل هذا الإمبريالي الأجنبي تمهيداً لعلاقات تطبيعية، ربّما، عندما تنضج طبخة التسوية التي يقدّمنا المِحور وقوداً لها.

 

و”هو” عندما يروّج أنّه المستهدف الأكبر، طارحاً فرضيات سوريالية، يعلم ماذا يفعل، ويجيد فعل التعمية عمّا يفعل.. ويجيد إستغلال غباء الآخرين الواهمين أنّ بقدرتهم المناورة أو أولئك الذين أصبحوا ضحايا استزلامهم الأعمى..