IMLebanon

أميركا والربيع العربي (2)

معروف أنّ تونس هي منطلق «الربيع العربي» عندما أقدم ابو عزيزي على حرق نفسه بعدما أقفلت الدنيا في وجهه إثر منعه من مواصلة البيع في أحد الأكشاك.

وفي عودة سريعة الى المسار العربي يتبيّـن أنّ معظم الدول العربية استقلت سواء بعد السلطنة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى أو بعد الإنتداب الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية…

ثم نشأ النظام ثنائي القطب في الأربعينات، بين معسكر الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي والكتلة الغربية (العالم الحر) بزعامة الولايات المتحدة الاميركية.

إنّ دولاً عربية مثل مصر والجزائر وليبيا وسوريا واليمن توجهت نحو المعسكر الشرقي، والدول الأخرى مالت نحو المعسكر الغربي (لبنان، المغرب، الجزائر، تونس وسواها…)

وعند انهيار الاتحاد السوڤياتي في العام 1990 فإنّ الدول التي كانت الى جانب هذا المعسكر كان لا بدّ أن تتغيّر الأنظمة فيها، وقد اتخذت هذه الدول فترة سماح استمرت 21 سنة (من 1990 الى 2011)…

لذلك عندما بدأت في تونس فإنّ شعوب مصر وليبيا وسوريا واليمن أخذت تنتفض على الأنظمة القائمة الفاشلة تحت شعارات: حرية وديموقراطية وانتخابات نزيهة.

 

مصر

عندما بدأت الثورة في مصر كان الإخوان المسلمون الأكثر تنظيماً وكان الادعاء أنّ الإخوان ضد أميركا… ولكن فجأة أيّدت واشنطن نظام الإخوان وأسهمت في إسقاط حسني مبارك.

ولما كانت المعارضة معارضات مختلفة في ما بينها سيطر الاخوان على الحكم في مجلس النواب فالحكومة ثم رئاسة الجمهورية.

ولكن نظام الإخوان كان أسوأ مما قبله، فلم يصمد أمام رد فعل الشعب… وقد كان ديكتاتورياً على نطاق واسع… لذلك كان إسقاطه طبيعياً.

طبعاً الأميركي كان يسعى لبقاء حكم الإخوان فتدخل مصر في دوّامة الحروب الأهلية، إلاّ أنّ الجيش ناصر الشعب في انتفاضته وأنقذ مصر.

وكانت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات أول من بادر لتقديم الدعم الكبير للنظام الجديد برئاسة عبدالفتاح السيسي ليقف الاقتصاد المصري على رجليه.

وارتاحت مصر

تونس

وكان الإخوان قد أطاحوا زين العابدين بن علي وتسلموا الحكم بعده… ولكن الشعب اكتشف ديكتاتوريتهم وأسقطهم إنما في صندوقة الإقتراع من خلال ممارسته ديموقراطية حقيقية.

سوريا

بدأت الثورة السورية سلمية على امتداد 6 أشهر ملأت خلالها الجماهير شوارع دمشق وسائر المدن تحت شعارات الديموقراطية والحرية والانتخابات… وكانت معارضة ديموقراطية سلمية، بينما كان النظام يقمع تلك التظاهرات بجميع الوسائل العسكرية والاسلحة المتاحة له…

وفشل النظام في قمع الثورة رغم قتله أعداداً كبيرة من المواطنين… وبدأت الأحداث من درعا عندما تولى العميد عاطف نجيب ابن خالة بشار الاسد اعتقال 20 طفلاً (من 8 سنوات الى 14 سنة) وانتزع أظفارهم… وعندما طالب بهم ذووهم تعرّض لهم بالإهانات…

فانقلت الأحداث من درعا الى حمص ومنها الى حلب ثم الى ضواحي دمشق.

وبعدما عجز النظام في السنتين الأولى والثانية عن قمع الثورة رغم استخدامه جميع أنواع القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة والدبابات والطائرات الخ… لم يكن منه الا ان توجه الى السجون حيث اطلق نزلاءها من الاسلاميين المتشددين، وكما نعرف فإنّ النظام استفاد من هؤلاء الاسلاميين الذين بدأت قصتهم في إطار «القاعدة» عند صدّام حسين الذي أطلق أبو مصعب الزرقاوي ليهدد به الاميركيين على قاعدة إذا سقط صدّام ستكون «القاعدة» هي البديل.

وبعد سقوط صدّام استخدم السوريون الزرقاوي وأمثاله… في هذا الوقت كان الاميركيون يحتلون العراق وأرسل النظام والإيرانيون السيارات المفخخة يومياً من سوريا الى العراق فتنفجر موقعة مئات الضحايا كل يوم بين قتلى وجرحى في ما بلغت أعداده مئات ألوف الضحايا.

(ونكمل يوم الاثنين المقبل)

عوني الكعكي