IMLebanon

أميركا و”حزب الله”: تصنيف يُعيد التشدّد؟

في المذكرة التي وزعتها وزارة الخارجية الاميركية قبل يومين ودعت فيها رعاياها الى الحذر في كل مناطق العالم بعد الاعتداءات الارهابية في فرنسا التي طاولت هيئة تحرير صحيفة “شارلي ايبدو”، قالت الخارجية الاميركية ان المعلومات الحالية تشير الى ان داعش وتنظيمات ارهابية اخرى تخطط لشن هجمات ارهابية ضد مصالح اميركية وغربية في اوروبا وضد مصالح اميركية في الشرق الاوسط. وهي سمت في هذا الاطار الى داعش في سوريا والعراق، “حزب الله” وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الناشط في اليمن. ووضع الحزب في موقع واحد مع هذه التنظيمات يعاكس ويناهض بالحد الادنى الجهد الاعلامي والسياسي الكبير الذي بذله الحزب منذ صعود نجم تنظيم الدولة الاسلامية من اجل ان يضع نفسه في موقع مضاد لتنظيم يصنف ارهابيا على الصعيد العالمي وتقوم حملة من دول عدة تترأسها الولايات المتحدة من اجل مواجهته والقضاء عليه وذلك على رغم ان الحزب نفسه لا يزال مصنف ارهابيا على اللوائح الاميركية. واذ سعى الحزب الى توظيف العنوان او الشعار الذي رفعه الرئيس السوري بشار الاسد اي مواجهته الارهاب في سوريا من اجل ان يبرر خوضه الحرب الى جانبه وضد تنظيمات دينية معارضة تقف في المقلب الاخر وهي في غالبيتها من الطائفة السنية، فان عوامل عدة ساهمت او ساعدت الحزب في هذا التوظيف من اجل السعي او الايحاء بالتموضع خارج هذا التصنيف. فكانت المفاوضات الجارية بين الدول الخمس زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي من جهة عاملا بارزا في تغييب الاشارة الى الحزب كما ان الصمت الدولي وحتى الاميركي عن الاصرار على مسألة تدخل الحزب في الحرب السورية وصولا الى دعوة وزير الخارجية الاميركية جون كيري خلال زيارته لبنان في حزيران 2014 الحزب الى المساهمة ايجابا في المساعي مع النظام الاسدي في الوقت الذي تقول مصادر معنية ان الهاجس الاكبر التي باتت تشكله تنظيمات اصولية تفرعت عن القاعدة حجبت الاهتمام كليا عن الحزب فضلا عن حرص الخارج على ابقاء الداخل اللبناني والذي يساهم فيه “حزب الله” هادئا.

ومع ان الموقف الاميركي يمكن ان يعتبر مبدئيا خصوصا ان الولايات المتحدة لم تبدل موقفها من الحزب وربما لا يضير الحزب ان يظهر في موقع العداء المستمر مع اميركا، الا انه كان لافتا في الوقت نفسه انه على اثر الموقف الذي اعلنه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي تعليقا على الاعتداء على صحيفة “شارلي ايبدو” والذي اعتبره تشويها للسلام، عرضت بعض المحطات التلفزيونية لما صدر عن الحزب في اطار الاشارة الى اجماع المسلمين على الادانة، الا ان المعلقين السياسيين والاعلاميين المشاركين لم يعيروا اهمية كبيرة لموقف ادرجوه في اطار التوظيف السياسي الذي يعتمده الحزب من ضمن الحرب المذهبية بين السنة والشيعة وفي اطار الموقف الايراني الرسمي الذي كان صدر على النحو نفسه.
بعض المصادر يقول ان تناول الامين العام للحزب في المناسبة نفسها التطورات في البحرين من زاوية مذهبية محض لم يساعد على تقويم موقفه خارج اطار التوظيف السياسي المذهبي علما ان اشارته الى ما اعتبره استيطانا يجري في البحرين حيث يؤتى بالناس من كل انحاء العالم ويعطون جنسية ووظيفة يصح توصيفه على ما جرى ويجري في قرى سورية تغيرت طائفتها كليا بعد سيطرة الحزب عليها، ما يعتبر مقدمة لما تقدم عليه المنطقة.