Site icon IMLebanon

أميركا تحارب بالدولار فبماذا تحارب إيران؟

أعلنت أميركا وعلى لسان الرئيس دونالد ترامب أنّ الحرس الثوري قوة غير شرعية، وذهبت الى اتهامه بالعمليات الارهابية في المنطقة، ويجب وضعه على قائمة الارهاب ومعاقبته بقانون العقوبات الذي تستعمله أميركا ضد خصومها.

 

إنّ العقوبات الاميركية مهما يقال عنها وعن شرعيتها لا شك في أنها مؤذية لا بل مدمرة لاقتصاد أي دولة كانت.

 

اليوم نحن لا نزال في بداية العقوبات إذ لا تزال أميركا تسمح لبعض الدول مثل الصين وروسيا بالتعامل مع إيران وتسمح لها باستيراد النفط ولكن نصف الكمية اذ خفض الإنتاج من 4 ملايين برميل الى مليونين.

 

والخطر الكبير هو في 3 أيار موعد تشديد العقوبات فالمليونان اللذان تصدّرهما ايران حالياً من أصل أربعة ملايين لن يعود مسموحاً لها بإنتاجهما وتصريفهما… عندئذٍ ستكون الصرخة الكبرى.

 

بومبيو عاد فحذر إيران مجدداً قائلاً إنّ الحرس الثوري منذ تأسيسه قبل 40 سنة لعب دوراً رئيسياً في «تصدير الثورة» وعزز أنشطته في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

 

إنّ ضم الحرس الثوري الى قائمة الارهاب من قِبَل إدارة ترامب يعني إلحاقه بـ»القاعدة» و»داعش» و»حزب الله» اللبناني وغير ذلك من التنظيمات الفلسطينية.

 

ويؤكد بومبيو أنّ العقوبات ستطال مسؤولين مرتبطين بـ»حزب الله»، علماً أنه كان حذّر «حزب الله» وكل من له علاقة به بأنه سيواجه عقوبات قاسية، كما ذكّر بأنّ القضاء الأميركي وجد أن الحرس الثوري مسؤول عن عمليات إرهابية جرت في الماضي مثل هجوم الخبر في السعودية الى هجمات في أوروبا والارجنتين.

 

واتهم بومبيو الحرس الثوري بالسيطرة على مالية الدولة الايرانية لتمويل الارهاب كما يفعل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، ويذهب أبعد من ذلك في اتهامه للحرس بأخذه أكثر من مليار دولار من بلديات طهران التي يرأسها أحد أعضاء الحرس الثوري، وبالتالي فإنّ الحرس الثوري مسؤول عن الكثير من دماء الاميركيين، وأنّ سليماني مسؤول عن احتجاز أميركيين لغاية اليوم.

 

وفي ما يبدو انها رسالة قوية الى إيران قال بومبيو: فكّروا مرتين قبل تعرضكم للمصالح الاميركية، وكان هذا رداً على تغريدة لمحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران.

 

وهناك نقطة أساسية يجب أخذها في الاعتبار وهي أنّ بومبيو ينسق مع وزارة الخزانة الاميركية لفرض عقوبات مالية ضد أشخاص محددين.

 

وأيضاً يجب الاخذ في الاعتبار أنّ إيران تطالب بغداد بأنّ تصر على مغادرة القوات الاميركية الاراضي العراقية.

 

إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أنّ واشنطن ترعى الارهاب، والقوات الاميركية المنتشرة في غرب آسيا هي جماعة إرهابية، طبعاً هذا كان موقفاً إيرانياً رداً على تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية… ووصف المجلس الإجراء الاميركي بأنه غير قانوني ويهدد السلم والأمن إقليمياً ودولياً، وإيران تصنّف النظام الاميركي بأنه داعم للارهاب…

 

أمام هذه الوقائع يمكن الاستنتاج بأنّ أميركا يمكنها أن تمنع العراق من تصدير نفطه الذي هو من مقوّمات الحياة فيه، ما يؤدي الى تجويع الشعب العراقي… وهناك أمثلة كثيرة على أنّ العقوبات الاميركية هي نصف خطوة وظهرت نتائجها القوية في معاناة «حزب الله»، ومعاناة النظام السوري، وباتت إيران غير قادرة على استلاب أموال العراق الذي بات غارقاً في الديون.

 

إنّ التهديدات الايرانية كلها هي مما ينطبق عليه السؤال الآتي: أين تصرف؟ أميركا تحارب بالدولار، فبماذا تحارب إيران؟