«(…) فإن مهمتنا تكمن في إقناع الإكوادور على سبيل المثال بإقتراض مليار دولار، وفي حث البنك الدولي على إعطائها قرضاً بمليار دولار. 90% من هذا المليار ستأتي الى الولايات المتحدة لتدفع لــ«هاليبورتن» أو «باك دل»، أو هذا النوع من الشركات لبناء البنى التحتية، وهذا لن يخدم سوى الأثرياء جداً في تلك البلدان. ومن ثم يصبح ذلك البلد عالقاً في الديون الهائلة التي تستمر مع الزمن بإعادة التمويل لتصبح أكبر وأكبر وأكبر.
«لذا في واقع الأمور اليوم فإن الإكوادور تدين بأكثر من 50% من ميزانية دخلها القومي فقط لتسدد ديون تلك الخدمات، ما يعني أن القليل جداً يبقى لتمويل التعليم أو الخدمات الصحية للفقراء الذين يعانون وحدهم من تلك المشاريع (…)
«إذاً فهم الآن عالقون في ذلك الدين الهائل جداً الذي يستحيل عليهم سداده.
«لذا فإننا متجهون نحو مستنقع من الرمال المتحركة تماماً مثل المافيا لهذا نسمي أنفسنا «القتلة الاقتصاديين» (…) وعندئذ نقول للإكوادور أنت عاجزة عن سداد الدين فعليك تسليم منطقة الأمازون الى شركات نفطنا.
«وهذا ما يفعلونه (…)
«لقد فعلنا هذا في كل بلد من بلدان العالم يمتلك الموارد التي نشتهي امتلاكها: نهيمن على النفط في أماكن مثل أندونيسيا ونيجيريا والإكوادور وڤنزويلا وكولومبيا (…)
«وفي خضم هذه العملية تمكنا من خلق الامبراطورية الكبرى في تاريخ العالم وقمنا بهذا الى حد كبير من دون استخدام القوة العسكرية وقد أنجزت في المقام الأول من خلال «قتلة اقتصاديين» أمثالي… وعندما يخفق القتلة الاقتصاديون نرسل عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية وهؤلاء مثيرون للشغب.
فإذا فشلوا في تطويع أو إطاحة أي رئيس أو حاكم فإنهم سيغتالونه كما فعلوا مع خايمي رولدوز رئيس بنما الذي اغتالوه بعدما فشلوا في إطاحته، وكذلك في الاكوادور، ومع اليندي في تشيلي واربينيز في غواتيمالا (…) وجزء من ذلك تمحورت حوله الحرب في ڤييتنام.
«وعندما يخفق العملاء المخربون والقتلة الاقتصاديون كما حدث في العراق، فإن المرحلة الأخيرة تكمن في إرسال شبابنا وشاباتنا ليموتوا ويُقتلوا وهذا ما حدث ويحدث في العراق».
(انتهى الاقتباس)
هذا النص مقتبس من مقابلة تلفزيونية مع الخبير الاقتصادي الأميركي جون بيركينز مؤلف كتاب «اعترافات قاتل اقتصادي» الذي يميط فيه اللثام عن الدور المجرم الخبيث الذي أدته وتؤديه الإدارات الأميركية المتعاقبة في العالم! إنها حقائق مروّعة تتجاوز العقل من قبل القوة الأعظم التي تتحكم بمصائر الشعوب. علماً أن مؤلف الكتاب يُقر بأنه أحد أولئك القتلة الاقتصاديين.