IMLebanon

أميركا لن تسلِّم غولن لأردوغان!

تابع المسؤول البارز نفسه في حركة “حِزمت” التي أسسها فتح الله غولن جوابه عن استمرار علاقة تركيا أردوغان بإسرائيل، قال: “ونحن في الحركة نؤمن أيضاً بأن الحوار بين الشعوب هو أفضل السبل لحلّ الخلافات في ما بينها، ونؤمن ثالثاً بأن التهوُّر في مبادرات معينة أمر خاطئ. ففي مسألة “أسطول الحرية” (فلوتيلا) كان رأي غولن أنه من الضروري أن تُجري تركيا، أي أردوغان، حواراً مع إسرائيل حول موضوع إرسال دعم إلى الفلسطينيين. وقيمة المساعدات التي كانت على الأسطول المذكور قُدِّرت في حينه بخمسة ملايين دولار. لكنه لم يرغب في الحوار. أراد وضع الإسرائيليين أمام الأمر الواقع رغبة منه في المزايدة على العرب وغيرهم. حصل جرّاء ذلك معركة قُتِل فيها أتراك ولم تصل المساعدات إلى أصحابها. في حين أن أمراً مماثلاً حصل في السابق وليس في أيام أردوغان ولاقى النجاح، إذ وصلت المساعدات ولكن طبعاً بعد مفاوضات استمرّت نحو ستة أشهر”.

سألتُ: هل هناك إمكانٌ لمصالحة بين أردوغان وغولن؟ أجاب: “غولن قال علانية السنة الماضية. إذا اعتذر أردوغان وطبَّق العدالة الفعلية فإن إمكان المصالحة أو احتمالها موجود. أما الآن فربما تقلّ نسبة المصالحة لأن الصراع بينهما وصل إلى الذروة. أردوغان عنده شعبية وكاريزما. لنرى إذا كان سيربح الإنتخابات النيابية المقرَّرة قريباً، أو إذا كان سيحصل فيها على غالبية نيابية كبيرة أو على غالبية الثلثين التي تمكِّنه من تحقيق حلمه بجعل النظام الرئاسي في تركيا قانونياً ودستورياً بعدما مارسه واقعياً”. علَّقتُ: قُلت إن أردوغان ذو شعبية وكاريزما. هل يعني ذلك أنكم ستصوِّتون له كما فعلتم في السابق؟ أجاب: “ربما صوّت بعض ناخبينا له في أول مراحل خلافه معنا. لكن أستبعد حصول ذلك الآن. أنه أمر صعب جداً. لكن المشكلة هي لمن نصوِّت؟ إنشقّ إثنان عن أردوغان وأسس كل منهما حزباً، وسيخوضان الإنتخابات ضده. لكن أملهما في تجاوز النسبة القانونية من الأصوات كي يحقّ لهما الحصول على نواب في المجلس ليس كبيراً لأنها عالية. أما الأحزاب الإسلامية الأخرى فلا أهمية فعلية لها، والأحزاب القديمة من تقليدية وعلمانية صارت ضعيفة. وهي لن تصوِّت لأردوغان وربما تصوِّت للثاني في لوائحه”. سألتُ: هل ستسلِّم أميركا فتح الله غولن إلى تركيا إذا طلبت منها حكومة تركيا “الإسلامية” ذلك؟ أجاب: “لن تنجح ضغوط أردوغان على أميركا لاسترداد غولن ومحاكمته. لم يفعل شيئاً مؤذياً لأميركا على أرضها. وهو مقيم فيها منذ عقود ويدعو الى السلام والحوار بين الأديان والشعوب. وأميركا تعرف ماذا يجري في تركيا. “حزب العدالة والتنمية” الذي يتزعّمه أردوغان سمّيته أنا حزب العدالة أو التنمية. أي نسي العدالة واهتم بالتنمية (الإقتصاد). علماً أن الأزدهار الإقتصادي الذي كان لحزبه دور فيه قد بدأ يهتزّ داخل تركيا. وقد بدأت ليرتها تخسر بعضاً من قيمتها”. سألتُ: هل تؤيّدون موقف أردوغان من النظام السوري ورئيسه بشار الأسد؟ أجاب: “هذا أمر يجب الكلام فيه مع آخرين”. سألتُ: هل لحركة “حِزمت” أجندة سياسية؟ ليس معقولاً أن تكون لها كل الشعبية التي تحدَّثت عنها، وأن يكون أعضاؤها وأنصارها منخرطين في إدارات الدولة كلها، وأن لا تكون لها أجندة كهذه”. أجاب: تحدَّثت عن هذا الأمر سابقاً. لسنا حزباً سياسياً. نحن حركة إسلامية تثقيفية لنا مدارس في تركيا ودول أخرى عدة في أميركا وآسيا وافريقيا. حتى في بورما ذات النظام العسكري المستبدّ عندنا مدارس ونحن نعلّم في مدارسنا أبناء الديانات الأخرى. وليس هدفنا من ذلك إقناعهم بدخول الإسلام بل تنشيط الحوار بين الأديان”. وأنهى المسؤول البارز نفسه في “حِزمت” فتح الله غولن اللقاء بالقول: “أخاف على تركيا ووحدتها (الأكراد والعلويون). الإيرانيون يؤسسون مدارس في تركيا. وأردوغان يتعامل مع إيران تجارياً ويتعامل مع إسرائيل”.

ماذا عند أتراك نيويورك من مواقف ومعطيات وتحليلات عن سياسة الحزب الإسلامي أو المحافط الحاكم فيها منذ أكثر من عقد بزعامة رجب طيب أردوغان؟

سألتُ الذين التقيت منهم عن قضايا الداخل التركي مثل نهج رئيس الجمهورية أردوغان وخرقه الدستور بممارسته نظاماً رئيسياً لا ينص عليه، وكذلك مثل الخلاف بينه وبين فتح الله غولن زعيم حركة “حِزمت”. سألتُ عن مستقبل الداخل المشار إليه. أجاب: “هذه أمور لا يستطيع أحد الجزم فيها. أنا لست قارىء طالع (Fortune Teller)”. ماذا قال أيضاً؟